المالكي يستبق محاكمته بالتظاهرات
المالكي يستبق محاكمته بالتظاهرات
بغداد ــ العربي الجديد - عبد العزيز الطائي...
تسعى قيادات في "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه، رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي إلى تنظيم تظاهرات مؤيدة للأخير، بهدف دعمه في مواجهة التصريحات السياسية التي تتحدث عن تمهيد الطريق لتقديم المالكي إلى القضاء بتهمة الخيانة العظمى والتسبب بسقوط الموصل.
وقالت مصادر مقربة من كتلة "دولة القانون" لـ"العربي الجديد" إن التظاهرات ستنطلق بشكل متزامن، في بغداد والمحافظات الجنوبية، لرفض ما وصفته "المس بالمالكي". وتمثل التظاهرة المزمع تنظيمها الأولى منذ الإطاحة بالمالكي نهاية العام الماضي، إذ اعتاد حزب "الدعوة" الذي يتزعمه المالكي على تنظيم تظاهرات شهرية لدعم من يصفونه بـ"مختار العصر". ويقول منافسو المالكي إنه يجبر طلاب المدارس والمعاهد على الخروج فيها، فضلاً عن دفع مبالغ مالية لعمال أجرة وتنظيف وشيوخ عشائر للمشاركة فيها. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن مؤشرات قوية تسرّبت أخيراً، وتدل على وجود مخطط لاستدعاء المالكي للقضاء، بناء على وثائق وأدلة مهمة ستدينه بتهم الخيانة العظمى، منها تسببه بانهيار العراق أمنياً واقتصادياً وتهديد السلم الأهلي. من جهتها، قالت عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف "دولة القانون"، عواطف نعمة، إن "العملاء يسعون لمحاكمة المالكي"، مضيفة في بيان، أن "دواعش السياسة" (وهي التسمية التي يطلقها أنصار المالكي على خصومه) يحاولون التغطية على عمالتهم، ويخشون تقديمهم للعدالة بتهمة الخيانة، بعد الفضائح التي نشرت عنهم في موقع ويكيليكس". ولفتت الى أن "هؤلاء السياسيين، هم من يستحق المحاكمة، بعدما ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات لتنفيذ مخططات وأجندات الدول الراعية للإرهاب"، مشيرة الى أن "المالكي حذر في أكثر من مناسبة سابقة، من وجود مخططات خبيثة، تقودها استخبارات دول أجنبية، تحاول ضرب وحدة العراق"، متعهدة ببذل "الجهود اللازمة لتقديم المتآمرين إلى القضاء".
وفي السياق نفسه، كانت هددت كتلة حزب "الدعوة" البرلمانية، يوم الاثنين الماضي، بقطع الأيادي التي تحاول النيل من المالكي، مؤكدة في بيان أنها كشفت محاولات "خبيثة "، يقودها بعض المتآمرين والمتخابرين مع دول إقليمية ، تهدف لتقديم نوري المالكي إلى القضاء، على حد البيان. فيما أوضح القيادي في التيار الصدري حسين البصري لـ"العربي الجديد" أن "جلب المالكي للقضاء مسألة وقت ليس إلا". وقال إن "الرجل صنع دماراً في ثماني سنوات لم يتمكن أحد من تحقيقه في ثلاثين عاماً، وهو متهم بالولاء لدولة مجاورة على حساب العراق"، لافتاً إلى أن "التيار الصدري سيكون مع القضاء، ولا ينبغي لأحد أن يكون فوق القضاء". وطالب عضو التحالف الكردستاني، سيروان سيرني في مؤتمر صحافي سابق الأسبوع الماضي بتقديم المالكي إلى القضاء، ومحاسبته على جميع القضايا التي حدثت في حكومته، وفتح جميع ملفات الفساد، واصفاً رئيس الوزراء السابق بـ"السارق" بعد فتح 42 ملف فساد، أغلقت في زمن الحكومة السابقة، مؤكداً أن المالكي تسبب باحتلال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لمحافظة الموصل، والمدن العراقية الأخرى، وخسارة ملايين الدولارات، وانهيار الجيش العراقي، ويجب محاسبته على ذلك.