كردستان العراق: إيجابية الاستفتاء لا تعني الانفصال الفوري عن بغداد
كردستان العراق: إيجابية الاستفتاء لا تعني الانفصال الفوري عن بغداد
قناة روسيا اليوم -تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى رغبة سلطات إقليم كردستان العراق بالانفصال عن المركز في بغداد؛ مشيرة إلى نية أربيل إجراء استفتاء على الاستقلال خلال السنة الحالية.و جاء في مقال الصحيفة: صرح المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان العراق لـ "إيزفيستيا" سفين دزئي بأن قيادة الإقليم تنوي إجراء استفتاء على استقلال الإقليم عن الحكومة المركزية في بغداد خلال سنة 2017 الحالية. بيد أن هذه الخطط قوبلت بانتقادات شديدة من جانب السلطة المركزية في بغداد، التي تعتقد أن سلطات الإقليم تستغل الأوضاع غير المستقرة في البلاد لإثارة أزمة جديدة. من جانبه، قال دزئي للصحيفة إن أربيل (عاصمة الإقليم) تنوي إجراء هذا الاستفتاء، لكي تطلع على موقف سكان الإقليم من مسألة إنشاء دولة كردية مستقلة. وأضاف: "كنا ننوي إجراء هذا الاستفتاء عام 2014، ولكن عمليات محاربة "داعش" أجبرتنا على تأجيله. والسؤال الذي سيطرح في هذا الاستفتاء هو: "هل تريدون إنشاء دولة كردية في إقليم كردستان العراق؟". وبحسب قوله، فإنه حتى في حال تصويت المواطنين لمصلحة إنشاء الدولة الكردية، فلن يكون ذلك ذريعة لاتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذا الاتجاه. بل ستكون هذه النتيجة أساسا في الحوار مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن أبعاد الانفصال. وأضاف سفين دزئي: "نحن واثقون من ضرورة تحقيق حقوق الكرد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. ولكن شريطة أن تبنى على أساس مبادئ الاستقرار في المنطقة وعلى حوار بناء. من جانبهم، يشير ممثلو الحكومة المركزية في بغداد إلى أن الكرد يريدون استغلال عدم استقرار الأوضاع في البلاد. فقد صرحت عضو لجنة الشؤون الدولية في البرلمان العراقي إقبال الماذي للصحيفة بأن السلطة المركزية تعتقد أن الوقت غير ملائم لإجراء الاستفتاء والتفاوض حول مسألة انفصال كردستان.
وأضافت أن "السلطات العراقية منشغلة حاليا بعمليات محاربة "داعش" في الموصل. وأربيل في هذا الوقت تريد إثارة أزمة جديدة، في الوقت الذي نحن بحاجة فيه إلى تكاتف الجهود والتنسيق بين جميع القوى من أجل الانتصار على الإرهاب". وأشارت إلى أن "مسألة استقلال كردستان العراق مرتبط بتسوية قضية كركوك، التي تعدُّها أربيل تابعة لكردستان. في حين أن محافظة كركوك يقطنها إلى جانب الكرد العرب والتركمان. وإضافة إلى ذلك، ستُجرى في العراق عام 2018 انتخابات برلمانية، وإن العراق يعاني من أزمة المهاجرين. أي أن الكرد ببساطة يستغلون هذه الأوضاع. وقد كان من الممكن الحديث عن الاستفتاء في حال عدم وجود "داعش" وأوضاع البلاد مستقرة. لذلك فإن الوقت غير مناسب لإجراء الاستفتاء"، - كما أوضحت إقبال الماذي. هذا، ويقع إقليم كردستان العراق الآن شكليا ضمن العراق، لأنه ينتهج سياسية مستقلة عن بغداد، ولديه مؤسسات سلطات الدولة وحدودها وتأشيرات الدخول التي تختلف عن التأشيرات الرسمية. كما أن له جيشه (البيشمركة). ذلك، إضافة إلى وجود احتياطي نفطي كبير في الإقليم، الذي تستخدمه أربيل من دون موافقة السلطة المركزية، حيث يتدفق الذهب الأسود عبر انبوب يمر في أراضي الإقليم إلى تركيا، التي تفضل التعامل مع أربيل بدلا من بغداد، ما يثير استياء السلطات المركزية. وإن احتياطي النفط الكبير في المحافظة سيزيد من حدة الصراع بين بغداد وأربيل.
كما أن كركوك كانت لغاية صيف 2014 تحت سيطرة بغداد، ولكن القوات العراقية بعد ظهور "داعش" واستيلائه على مناطق واسعة من العراق، اضطرت إلى ترك كركوك، لتحل محلها قوات البيشمركة الكردية ولا تزال تسيطر عليها. وفي 28 مارس/آذار الماضي وافق مجلس المدينة على رفع علم كردستان على جميع مباني المؤسسات الحكومية في المدينة. والمثير في الأمر أن أعضاء مجلس المدينة من العرب والتركمان قاطعوا هذه الجلسة. إلى ذلك، كان الرئيس الروسي قد أعلن في المؤتمر الصحافي السنوي، في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016، أن "حقوق الشعب الكردي ستُضمن في نهاية المطاف. ولكن كيف وبأي صورة، فإن ذلك يعود إلى العراق والشعب الكردي نفسه. ونحن نتواصل مع بغداد ومع أربيل وسوف نستمر في ذلك، بيد أننا لن نتدخل في الشؤون الداخلية للعراق، - كما صرح فلاديمير بوتين.