بيان عن تطورات معركة تحرير الموصل
بيان عن تطورات معركة تحرير الموصل
بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسيد أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية ...
بسم الله الرحمن الرحيم ...
في هذه الأيام المجيدة حيث تترنح قوى الظلام ممثلة بتنظيم داعش الإرهابي ، وحيث تتعالى وتسمو قيم المواطنة والشهامة والنبل في قلوب وعقول مقاتلينا الأبطال وهم يحررون الموصل بكل ما تحمله من أرث حضاري ورسالة إنسانية وعمق معرفي وابداع خلد في الآثار والشواهد التي تزخر بها هذه المدينة العراقية المعطاء ، فلا أقل من تحية نابعة من القلب لكل مقاتل غيور ضحى ويضحي من أجل تحرير الموصل وحفظ كرامة مواطنيها بعد أن أحالها الدواعش إلى مزرعة للرعب والموت والانتقام .
إن العلاقة القائمة بين المواطنين والمقاتلين اكتسبت عمقها ورصانتها من فهم قوامه أخوة وطن ومصير ، لذلك فالحفاظ عليها واجب وطني وأخلاقي ينبغي ألا يخرق من قبل بعض فصائل المقاتلين الذين يستخدمون أسلحة غير مناسبة في استهداف تنظيم داعش ، فالأسلحة ذات التأثير الممتد كالمدافع والصواريخ تسبب أضرارا يعاني منها مواطنينا في الموصل أكثر من مجرمي داعش فضلا عن تدميرها للبنى التحتية التي هي ملك للشعب .
إلى ذلك يؤكد السيد النجيفي على ضرورة ملاحظة هذا الأمر ومتابعته من قبل السيد القائد العام والقيادات العسكرية للحفاظ على العلاقة الايجابية القائمة ومنع تصدعها بأعمال غير مدروسة .
إن معركتنا ضد الإرهاب معركة شرسة تتطلب استعدادات كبيرة ومتنوعة ، وللأسف الشديد لم تقم الحكومة بواجباتها تجاه مواطني نينوى بالشكل المطلوب ، فالأجهزة الحكومية متلكئة وهناك تقصير واضح في إغاثة النازحين وفي مجال الصحة والايواء والنقل ، ما سبب أضرارا بالغة طالت أعدادا كبيرة من المواطنين الذين عانوا ويلات الحصار في ظل داعش وذاقوا مرارة القسوة وانعدام القيم الإنسانية ، لذلك فعندما يكونون في حمى أهلهم ينبغي أن تتوفر حاجاتهم الأساسية وهي حق مشروع لهم وواجب على مؤسسات الدولة كافة .
لقد سبق أن وجه السيد أسامة عبد العزيز النجيفي الكتلة النيابية لتحالف القوى العراقية ببحث هذه المواضيع وهي الجلسة التي عقدت قبل أيام ، وبرغم أن الحكومة أصدرت مجموعة من القرارات إلا أنها جاءت متأخرة جدا ، فليس من المعقول أو المناسب أن تصدر بعد خمسة أشهر من بدء المعارك ، وهذا الخلل ينبغي أن يعالج بسرعة وعبر حملة وطنية شاملة قبل حدوث كوارث تهشم العلاقة الطيبة بين مواطني نينوى ومؤسسات الدولة .
ينبغي أن يكون التوقع بحدوث موجات نزوح اضافية حاضرا عبر تسخير امكانات الدولة بشكل كامل ، إذ لا يجوز اللهاث خلف الأزمة بدلا من توقعها والاستعداد لها . ولا يمكن قبول أن تخرج الأمور عن سيطرة مؤسسات الدولة في إغاثة المواطنين .
كما شدد السيد النجيفي على أن خدمة المواطنين ومتابعة شؤونهم شرف ليس لأحد التخلي عنه ، ولن نقبل بأي تقصير ، ونحن نتابع ونتواصل مع جميع الأطراف الحكومية للتخفيف عن المعاناة التي تثقـل أهلنا في الموصل .
ودعا السيد النجيفي الأمم المتحدة ومنظماتها كافة ، والدول المحبة للعراق ، والدول الشقيقة والصديقة إلى دعم ومساندة العراق لمعالجة الأزمات والمشاكل التي سببها الإرهاب ، وما زالت أعدادا هائلة من مواطنينا في الموصل يعانون من جرائها .
وبرغم الألم والتضحيات وما تخلفه الحرب من مآسي ، فإن النصر قريب وليس للإرهاب ما يستظل به في الأرض العراقية .