​أمين عام المشروع العربي بالعراق: سنة العراق لا يراهنون على ترامب وعدائه لإيران … ولا على السعودية

​أمين عام المشروع العربي بالعراق: سنة العراق لا يراهنون على ترامب وعدائه لإيران … ولا على السعودية

خميس الخنجر الأمين العام للمشروع العربي

القاهرةـ من جاكلين زاهر- د ب أ – أكد خميس الخنجر الأمين العام للمشروع العربي السني بالعراق أن السنة في بلاده لا يراهنون على عداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران ولا يضعون شروطا تعجيزية من أجل تحقيق مكاسب في الحوارات المتعلقة بمشاريع التسوية والمصالحة الوطنية المطروحة حاليا على الساحة العراقية.

وقال الخنجر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :”كقيادات سنية، لا نسعى ولا نراهن على عداء الرئيس الأمريكي لإيران كما يحلو للبعض أن يردد، فنحن ندرك أن لكل دولة بالنهاية مصالحها”.

ولكنه اعتبر أن هناك نوعا من المنفعة قد تصيب سنة العراق نتيجة تصدي إدارة ترامب لإيران ومشاريعها بالمنطقة وخاصة العراق، موضحا أن “السنة كانوا ضحية للسياسات الخاطئة للإدارة الأمريكية السابقة، والتي سمحت لإيران بأن تتجاوز وتعبث بشدة بكل مقدرات المنطقة، لا العراق فقط بهدف إتمام الاتفاق النووي … والآن ستتغير أوضاع عديدة ومثلما أصابنا الضرر في الماضي، قد تصيبنا المنفعة بالمستقبل”.

وأضاف :”العراقيون الآن يدركون أن العامل الخارجي متغير ولا يمكن التعويل عليه، ومن المفترض أن يحرصوا على الاتفاق فيما بينهم على شكل تسوية ومصالحة وطنية عادلة بعيدا عن أي تدخل خارجي”.

وقال :”لقد استبشرنا خيرا بكل من مبادرة السيد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم وكذلك مبادرة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر لكونهما متقدمتين جدا وعابرتين للطائفية … ولم نقدم رؤية معدلة أو شروطا تعجيزية خلال النقاشات حولهما”.

وأرجع الخنجر السبب الحقيقي المعرقل للاتفاق حول أي من المشروعات المطروحة للمصالحة الوطنية إلى ما وصفه بـ”مأزق وخجل القيادات الشيعية”. وأوضح :”القيادات الشيعية على مدى سنوات طويلة تحرص على تشويه صورة القيادات السنية أمام المجتمع العراقي وتصويرها على أنها شخصيات إرهابية متطرفة، فكيف تتشارك القيادات الشيعية اليوم مع من قالوا عنهم بالأمس إنهم إرهابيون؟!!”.

وأردف :”نحن من جانِبنا نقول إننا نمد أيدينا من أجل بناء الدولة على أسس وطنية … ولدينا مشتركات عدة مع مختلف الأطراف يمكن العمل انطلاقا منها، كالتوحد في رفض أي تقسيم للوطن ومحاربة الإرهاب والتطرف … ولكننا نشعر أن هناك أزمة ثقة ونتمنى أن يكون هناك طرف دولي ضامن لتنفيذ الاتفاق … دون أي تدخل في الاتفاق ذاته بيننا كعراقيين”.

ولم يقدم الخنجر إجابة محددة على تساؤل حول ما إذا كانت بعض القيادات السنية قد حاولت أو قامت بعقد لقاءات مع شخصيات بارزة بالإدارة الأمريكية الجديدة لمناقشة دور السنة بالعملية السياسية، واكتفى بالتأكيد على أن “احتمال وجود مصلحة للسنة من وراء سياسات الإدارة الجديدة لا يعني بأي حال أن تتحول قيادات السنة لأذرع منفذة للسياسات الأمريكية بالعراق”.

وأضاف :”نعقد لقاءات مستمرة مع الجميع بالمنطقة وفي الغرب والولايات المتحدة … ولكننا كنا ولا نزال وسنظل نراهن أولا وأخيرا على الإرادة الوطنية من أجل تحقيق أي تفاهم مع شركاء الوطن”.

وفي ذات الإطار، استنكر الخنجر ما يتردد عن استقواء سنة العراق بالمملكة العربية السعودية خاصة بعد زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لبغداد الشهر الماضي والإعلان عن عودة السفير السعودي.

وقال :”الجميع سعد بزيارة الجبير وبالحفاوة التي تم استقباله بها، ليس لأنها زيارة وزير دولة سنية بالطبع، بل لكونها زيارة وزير دولة عربية محورية بالمنطقة والإقليم …ونحن بالمشروع العربي قلنا مرارا إن عودة العراق لمحيطه العربي هو أكبر ضمان لتحجيم النفوذ والعبث الإيراني”.

وجدد اتهامه لإيران بالسعي للهيمنة على كل المنطقة وتحديدا العراق، وقال:”إنها تعمل على تنفيذ ذلك بكل ما تملك من وسائل: كتل سياسية مؤيدة أو فصائل مسلحة تابعة أو حتى الإغواء المذهبي”.

وأبدى الخنجر تفهمه لهجوم البعض على المؤتمرات التي عقدتها قيادات سنية خارج العراق، ولكنه رفض بشدة اعتبارها محاولات لتدويل قضية السنة بالعراق. وقال :”كل توصيات تلك المؤتمرات تركز على مبدأ واحد: هو ضرورة الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا، والمطالبة بإعادة بناء العراق ومؤسساته على أسس وطنية لا طائفية … فنحن لا نسعى لتقسيم أو تدويل”.

وأوضح :”هدف تلك المؤتمرات هو مناقشة أوضاع المناطق السنية بعد التحرر من قبضة داعش، ومحاولة رسم دور للدول العربية والإقليمية والاتحاد الأوربي والغرب كله في عملية إعادة الإعمار والتخلص أيضا من الأثار السلبية المدمرة التي تركها داعش على الصعيد الثقافي والاجتماعي”، مرجعا عقد تلك اللقاءات خارج العراق إلى “حالة المطاردة أو النفي الإجباري التي تتعرض لها عدد من القيادات السنية العراقية داخل الوطن”.

وحول ما إذا كان السنة في العراق يتخوفون من المزيد من الاستهداف بعد تحرير مناطقهم من داعش، قال :”القلق يسيطر على الجميع في العراق والعالم كله من الاكتفاء بتحقيق الانتصار العسكري على داعش دون الذهاب لمسار سياسي يحقق عدالة اجتماعية ويعمل على تحصين ذلك الانتصار العسكري، ونأمل ألا نكرر سيناريو نجاحنا في دحر تنظيم القاعدة المتطرف عسكريا فقط عام 2007 لنواجه بعدها بسنوات تطرف تنظيم داعش “.

وأضاف :”أرى أن داعش نتيجة وليس سببا، والاكتفاء بمعالجة الأسباب دون مسبِّباتها وعلى نحو عسكري فقط يعني بقاء المنطقة قلقة ومرشحة بقوة لاحتضان تنظيم أشد تطرفا من داعش … لابد أن نذهب لمسار سياسي يعالج كل الأسباب التي أثارت أهالي تلك المناطق وجعلتهم غير مكترثين بما يجري لمناطقهم، وقادت إلى وصم تلك المناطق بأنها حواضن شعبية لذلك التنظيم الإرهابي، وذلك على خلاف الحقيقة”.

وشدد على ضرورة “معالجة كل السياسات التمييزية والطائفية والقوانين الاستثنائية التي مورست ضد السنة في الفترة التي سبقت مجيء رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، كبداية لعمل سياسي منظم ومسار صحيح”.

وحذر من أن المضي في سياسات تشويه القيادات السنية ودفعها دفعا لمغادرة العراق لن يجلب إلا المزيد من التطرف والدمار للعراق.

واستبعد الخنجر ما يقال عن انزعاج العبادي من مؤتمرات السنة في الخارج في ظل المعارك التي تقودها الدولة ضد تنظيم داعش، وقال الخنجر :”العبادي يعرف الشخصيات التي شاركت بتلك المؤتمرات جيدا ويدرك أنهم من أصحاب العقول لا مثيري المشاكل … ويدرك أيضا أننا ندعم بقوة مساعيه لبناء الدولة على أسس وطنية لا طائفية وكيف أننا نطلب من الجميع إقليميا ودوليا تقديم يد المساعدة له خاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار المناطق التي دمرها داعش”.