​الحكيم يتهم تركيا بإفشال مشروع المصالحة في العراق

​الحكيم يتهم تركيا بإفشال مشروع المصالحة في العراق

عمار الحكيم زعيم التحالف في العراق

الروابط عن العرب اللندنية - بات عمار الحكيم زعيم التحالف الشيعي في العراق، مقتنعا بأن مشروع التسوية الذي اقترحه للمصالحة بين الشيعة والسنة في العراق، لم يعد يلقى الاستجابة الكافية من المحيط الإقليمي خاصة بعد لقاء إسطنبول الذي جمع عددا كبيرا من القيادات السياسية السنية، وأثار جدلا واسعا في بغداد. وقال الحكيم، خلال جلسة خاصة مع صحافيين في بغداد، إن مشروع التسوية الذي تبناه شخصيا، ومرره عبر التحالف الوطني إلى الأطراف السياسية الأخرى، يتضمن حلولا لجميع القضايا الخلافية بين الفرقاء العراقيين، لكن عددا من دول الإقليم ترفض التعاطي معه، لمجرد أنه مشروع عراقي داخلي.

وللمرة الأولى يتحدث الحكيم عن “موقف تركي سلبي” بهذا الوضوح، تعليقا على استضافة أنقرة لقاء تشاوريا للساسة السنة، لينضم إلى منتقدي “التدخلات السلبية في الشأن العراقي” من قبل دول مجاورة. وقال الحكيم “استقبلت فاتح يلدز السفير التركي في بغداد قبيل انعقاد لقاء أنقرة، وأبلغته أن هذه الخطوة ستؤثر سلبا على العلاقات بين العراق وتركيا، كما أنها ستضر بمصالح جميع الشخصيات العراقية المشاركة في اللقاء”. وعرف الحكيم بعلاقاته المتوازنة مع قادة دول الإقليم بالرغم من كونه محسوبا في توجهه الطائفي والسياسي على إيران، ولم يسبق له أن وجه انتقادا واضحا لمواقف أي من هذه الدول وقياداتها.

ويوضح الحكيم بأن رد السفير التركي كان بـ”أن دافع أنقرة الوحيد لتنظيم هذا اللقاء، هو مساعدة القيادات السياسية السنية على الاندماج في العملية السياسية في العراق تحت سقف الدستور”. لكن التوضيح التركي لم يكن كافيا لطمأنة زعيم التحالف الوطني الذي سأل ضيفه، “هل تقبلون أن نستضيف ممثلي أكراد تركيا للنظر في ظروف خلافاتهم معكم”. وتحدث الحكيم عن “مناورة القيادات السياسية السنية بشأن مشروع التسوية، وما أن وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حتى ارتفعت سقوف مطالبهم لتصبح تعجيزية”. ويشير الحكيم إلى الرهان السياسي السني على الإدارة الأميركية الجديدة بشأن توازن نفوذ دول الجوار في العراق، ومواجهة الهيمنة الإيرانية على مراكز القرار في بغداد. وعاد ليقول، إن “جميع الأطراف العراقية لن تجد بديلا عن مشروعنا للتسوية مهما طال بحثها، وستعود إلى التعامل معه آجلا”.

ولا تتردد قيادات بارزة في تيار الأحرار التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في التعبير عن استغرابها من الحملة التي تشنها أطراف شيعية تتقدمها شخصيات في ائتلاف المالكي، ضد لقاء إسطنبول. وتقول القيادات الصدرية إن الأطراف الشيعية التي تنتقد ذهاب السنة إلى تركيا، تذهب باستمرار إلى إيران لحسم تفاصيل الاتفاق على أبسط الأمور السياسية. لكن الموقف الصدري بقي حبيسا للكواليس، ولم ينتقل إلى الإعلام، بسبب الخشية من تهييج الشارع الشيعي ضده. ويتطابق الموقف الصدري مع موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي من لقاء تركيا، فرغم النقد الذي طال مشاركة وزير التخطيط سلمان الجميلي في اللقاء، بصفته السياسية، إلا أن الحكومة العراقية التزمت الصمت، ما يوحي بعدم اعتراضها.


شارك الموضوع ...