الجبير في بغداد بنصيحة أميركية لتصفير المشاكل وفك “شفرة” العلاقات الإيرانية – العراقية
الجبير في بغداد بنصيحة أميركية لتصفير المشاكل وفك “شفرة” العلاقات الإيرانية – العراقية
بغداد- الجورنال - جاءت زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المفاجئة الى بغداد,لتضع التكهنات بشان اليات جديدة قد تشهدها المنطقة لانهاء العديد من المشكلات الاقليمية والعربية ,كما اشرت وجود وساطة عراقية بين الرياض وطهران ارادت المملكة نقل وجهة نظرها عبر حكومة حيدر العبادي المقربة جدا من ايران .
وعلى الرغم من مواقف الوزير السعودي الحادة ازاء قوات الحشد الشعبي واتهامها بعمليات عنف تجاه ابناء المناطق المحررة حسب تصريحاته المتكررة ورفضها من قبل الحشد والحكومة العراقية ,الا ان ذلك لم يمنع الجبير من الخوض في احاديث تبدو من الخطوط الحمراء لدى البلدين .
فقد كشف مصدر في لجنة العلاقات النيابية عن الملفات التي تم تناولها اثناء زيارة وزير الخارجية السعودي الى بغداد وقال المصدر ان المحاور الاساسية التي ناقشها الجبير هي تمتين العلاقات السعودية العراقية وحل الاشكاليات العالقة بين البلدين وخاصة وجهات النظر المختلفة ازاء القضايا العربية والاقليمية وابرزها البحرين واليمن
واكد المصدر المقرب من الحكومة ان الجبير بحث موضوع معركة الموصل ومستقبلها في ظل تقدم القوات العراقية ,وان الرياض تؤيد مخرجات مؤتمر جنيف الخاص بالسنة والذي عقد الاسبوع الماضي ,وهو ما رفضه الدكتور ابراهيم الجعفري وزير خارجية العراق الذي اصر على الحلول العراقية لقضاياه الداخلية .
واضاف ان الزيارة بحثت في مسائل تتعلق بأمن المنطقة والارهاب وقضية سوريا والتنسيق العراقي مع حكومة الاسد وموقف العراق من هذه الملفات والعلاقة مع ايران التي اراد الجبير معرفة اتجاهها بعد مرحلة داعش .
وتأتي زيارة الجبير وهي الاولى لمسؤول سعودي رفيع منذ عام 2003 ، غداة تنفيذ الجيش العراقي ضربات جوية ضدّ مواقع “داعش” في منطقة البوكمال، بالتنسيق مع دمشق، وربما يمهد ذلك لتنسيق عمليات أخرى مقبلة.
مصادر عراقية اكدت ان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون مهّد لزياررة الجبير لبغداد عندما هاتف العبادي قبل ايام وإن الاخير رحب بالزيارة شريطة ان تكون صفحة جديدة لطي الخلافات وعدم التدخل بشؤون العراق.
واضافت ان تحركات اميركية لاعادة ترتيب اوضاع المنطقة في ظل التصعيد من ايران والتقارب مع تركيا وروسيا ,فكان لزاما حل الاشكالات في العلاقات الخليجية العراقية.
من جهته عدّ النائب عن جبهة الإصلاح النيابية كاظم الصيادي، السبت، أن زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى العراق جاءت بأجندات خارجية، مشيرا إلى أن الغرض من هذه الزيارة هو التنسيق لتهريب قيادات “داعش” من العراق.وقال الصيادي ، إن “زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى بغداد جاءت بأجندات خارجية”، لافتاً النظر إلى أن “الغرض من هذه الزيارة هو تهريب قيادات داعش من العراق”.وأضاف الصيادي، أنه “من المخجل على رئيس الوزراء حيدر العبادي استقبال وزير دولة لطالما كانت من المصدرين للإرهاب والسبب الاكبر في دعم داعش”.
لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، رأت في زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، الى العراق بانها جزء من التسوية الاقليمية والعالمية التي تشهدها المنطقة، مشيرة الى انها فوجئت من عدم اطلاعها على حضور الجبير ومعرفتها بالامر من خلال الاعلام.وقال نائب رئيس اللجنة النائب محمد نوري عبد ربه ، ان “زيارة الجبير ترغب بتجاوز جميع الخلافات لما يصب بالمصالح العامة وانهاء حالة الخصومة التي لن ينتفع منها اي طرف”.واضاف عبد ربه ان “اللجنة فوجئت بزيارة الجبير والتي لم يتم اعلامهم بها سابقا”، مشيرا الى “انا علمنا بها من خلال وسائل الاعلام”.وتابع عبد ربه، ان “المصالح العليا للدول وتقارب المصالح قد تدفع الكثير من الفرقاء بالعالم للجنوح الى الحوار والتهدئة ومنها العلاقة بين روسيا واميركا او روسيا وتركيا وغيرها من الدول”، لافتا النظر الى ان “المنطقة والعالم يمران بحالة تسوية اقليمية وعالمية ونعتقد ان زيارة الجبير هي جزء من تلك التسويات”.
الى ذلك أكد القيادي في الحشد الشعبي “أبو جعفر الشبكي” لـ”الجورنال” السبت، أن زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى العراق هي بادرة خير على العراق باعتبار ان العراق بلد مهم في الوطن العربي وبلد لايستهان به في المحيط الاقليمي ومن ثم يجب ان يتمتع العراق بعلاقات حسن الجوار وباعتبار ان هنالك حدوداً مشتركة تجمعه مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف، ان زيارة الجبير تفتح ابواباً لتعاون مشترك من النواحي السياسية والامنية والاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين، لكون ان السعودية تؤدي دورا رئيسيا وبارزا في مجلس التعاون الخليجي وهي تؤثر ثاثيرا مباشرا في وضع العراق وتواصله مع دول الجوار.
واشار الى ان الزيارة تعمل على تهدئة حدة التوترات الطائفية التي اخذت تعصف بدول الشرق الاوسط عامة والدول العربية بشكل خاص,داعيا الى تجنب الاتهامات الطائفية ضد قوات الحشد من قبل الرياض لانها ليست حقيقية ولن تخدم الاستقرار في المنطقة.
بدوره رحب النائب السابق عن اتحاد القوى اكبر الكتل السنية في البرلمان العراقي محمد الخالدي بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للعراق ” مشددا على اهمية الزيارة في توسع العلاقات مع الجارة السعودية .
وقال محمد الخالدي ” في تصريح لـ( جورنال نيوز) السبت ان زيارة وزير الخارجية السعودي تاتي ضمن توسيع العلاقات ما بين البلدين ومناقشة بعض التداعيات ” مبينا ان العراق بحاجة الى بعض الزيارات المتبادلة مع دول الجوار .
واضاف الخالدي ان الزيارة سيتم من خلالها مناقشة بعض الملفات المهمة لاسيما الحرب على داعش وتقديم مساعدات انسانية للنازحين اضافة الى انخفاض اسعار النفط . واستبعد الخالدي مناقشة ضرب المقاتلات العراقية تجمعات تنظيم داعش في الاراضي السورية .
بدوره عد رئيس كتلة الحل البرلمانية النائب محمد الكربولي ؛ زيارة وزير الخارجية السعودي الى العراق بانها تاكيد لعمق العراق العربي وفرصة ثمينة لتجسير العلاقة واعادة بناء الثقة بين البلدين .
واضاف الكربولي ؛ ان تزامن هذة الزيارة مع انتصارات العراق على الارهاب يعطي رسالة ايجابية عن رغبة الاشقاء العرب ويوكد دعمهم للعراقيين في حربهم ضد الارهاب الدولي .
واكد النائب محمد الكربولي ؛ ان الفرصة مؤاتية لحكومة العبادي لاعادة العراق الى حضنه العربي واستثمار الدعم العربي لاعادة بناء ما دمره الارهاب ، بعيدا عن سياسة المحاور والتنافس الاقليمي الذي ما جلب للعراق سوى الدمار والعوز المالي . ودعا رئيس كتلة الحل البرلمانية ؛ القوى السياسية كافة الى التعاطي بايجابية مع مبادرة العربية السعودية ، لما فيه مصلحة العراق بعيدا عن منطق وسياسة المحاور .يشار إلى أن زيارة وزير الخارجية عادل الجبير هي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي رفيع إلى العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي.
في السياق ذاته اكد المحلل الستراتيجي احسان الشمري ان زيارة الجبير تهدف الى اعادة العلاقات بشكل اكثر ثباتاً من السابق بين بغداد والرياضومحاولة تصفير المشاكل ونقل رغبة الرياض في عودة العراق بثقله العربي المهم .
واكد الشمري ان إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي تجنب الانخراط بسياسة المحاور المعادية للسعودية او اي دولة اخرى عجلت في محاولة السعودية فتح صفحة جديدة مع بغداد
واشار الشمري الى ان المنطقة تمضي نحو التسوية والسعودية تجد في العراق طرفاً مهما ويحظى بثقة الجميع وان الحياد العراقي قد يكون بوابة للتقارب السعودي الايراني وهو ما شجع الرياض على اتخاذ خطوة تجاه بغداد من اجل خطوات الى الامام في نشر الاستقرار في ربوع المنطقة.