القوات الأميركية تعزز حضورها في الأنبار
القوات الأميركية تعزز حضورها في الأنبار
صحيفة الحياة اللندنية - علمت «الحياة» من مصادر موثوقة أن قوات أميركية برية انتشرت قرب الطريق الدولي الذي يصل الأنبار بالأردن، في إطار خطة لزيادة دورها في المحافظة، بالتنسيق مع تشكيلات عشائرية مدربة، كما أحبطت هجوماً كبيراً لـ «داعش» على بلدات غرب المحافظة. وانسحبت غالبية وحدات الجيش من الأنبار، بعد استعادته السيطرة على مدن الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة الصيف الماضي، للمشاركة في الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، ما أوجد فراغاً تحاول القوات الأميركية ملأه في الصحراء الشاسعة. وقال مسؤول محلي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن «القوات أحبطت قبل يومين هجوماً واسعاً شنه داعش على بلدات غرب المحافظة بعدما حشد أعداداً كبيرة من المسلحين مزودين آليات ومدرعات انتحارية كادت تسبب كارثة في المحافظة». وأضاف أن «الطيران أغار على الحشود، وأطلق صواريخ موجهة من البر وأحبط الهجوم بعد قتل غالبية القوة المهاجمة مع آلياتها وهروب الباقين إلى بلدة القائم الحدودية مع سورية». ولفت المسؤول إلى أن الأنبار «شهدت فراغاً بعد انسحاب الغالبية العظمى من الجيش إلى جبهة الموصل، فيما تسعى القوات الأميركية لسد الفراغ عبر دوريات مشتركة مع مقاتلي العشائر في مناطق صحراوية خطيرة تمثل ملاذات لداعش». ويدرب الأميركيون، منذ شهور، تشكيلات عشائرية مقاتلة في قاعدة «عين الأسد» الواقعة في بلدة البغدادي غرب الرمادي، وقد زودوها أسلحة خفيفة ومتوسطة وبدأت مرافقتهم لاستطلاع مناطق الجزيرة المطلة على بلدات المحافظة المترامية الأطراف.
إلى ذلك، أفاد شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار «الحياة» بأن «قوات أميركية انتشرت قرب الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن لتأمينه ضد هجمات متقطعة يشنها داعش الذي ما زال يحول دون افتتاح معبر طريبيل الحدودي». وأكد النمراوي «قرب استنئاف العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على اخر ثلاث بلدات في المحافظة ما زالت تحت سيطرة الارهابيين وهي عنة وراوة والرطبة»، وأكد أن العملية التي توقفت قبل شهر بقرار من الجيش لعدم امتلاكه القوة الكافية، سيتم استئنافها هذه المرة بدعم من القوات الأميركية. وأشار إلى أن «استعادة السيطرة على عنة وراوة لن تكون صعبة، لكن المشلكة تكمن في بلدة القائم الواقعة على الحدود مع سورية حيث يحشد التنظيم آلاف المسلحين وقادتهم ويمتلك عنصر المناورة عبر الانسحاب إلى العمق السوري، ومن ثم العودة لمهاجمة الشريط الحدودي».