​مليشيات “الحشد الشعبي” تنتشر بزي الشرطة بالساحل الشرقي للموصل وتواصل السرقة والنهب

​مليشيات “الحشد الشعبي” تنتشر بزي الشرطة بالساحل الشرقي للموصل وتواصل السرقة والنهب

الشرطة الاتحادية

الموصل - العربي الجديد - يثير تنكّر مليشيات "الحشد الشعبي" بزي الشرطة الاتحادية وتجوّلها في المناطق التي تم استعادتها في الساحل الشرقي للموصل، خوف الأهالي وخشيتهم من انتهاكات تخطط لتنفيذها، وقال مواطنون من أهالي حي سومر في الموصل، الجمعة، إنّ "القوات الأمنية من الشرطة والجيش تقوم بعمليات تفتيش ودهم مستمرّة في مناطق الساحل الشرقي بشكل يومي. وأنّ "عناصر من مليشيا "الحشد الشعبي" متنكّرين بزي الشرطة الاتحادية يتجوّلون في الأحياء، ويسألون الأهالي عن عناصر داعش، ويحذرونهم من مسؤولية عدم الإبلاغ عنهم". وأشاروا إلى أنّ "الأهالي عرفوا انتماء هذه العناصر إلى الحشد من خلال السيارات التي يتجولون بها، والتي تحمل أعلام المليشيا"، مما تسبّب في حالة رعب وخوف لدى الأهالي الذين يخشون من الانتهاكات".

من جهته، دعا مجلس عشائر الموصل، الحكومة والجهات المعنية إلى "منع دخول "الحشد الشعبي" إلى المناطق المحرّرة من الموصل". وقال عضو المجلس، الشيخ همام الحديدي، إنّ "أهالي الساحل الشرقي متعاونون جدّاً مع القوات الأمنية، والتعامل بينهما على قدر كبير"، مؤكّداً أنّ "هناك تنسيقاً كبيراً بين الأهالي والأجهزة الأمنية، خلال حملات تفتيشها وإجراءات القبض على عناصر داعش". وأضاف أنّ "هذا الانسجام والتعاون الكبير على ما يبدو لا يروق لمليشيات الحشد، والتي تريد ألا يتم أي نجاح من دون أن يكون لها دور به، الأمر الذي يدفعها للتدخّل"، مشيراً إلى أنّ "تجوّل الحشد وتنكّرهم بزي الشرطة، والقيام بعمليات استطلاع للمناطق المحرّرة أمر مريب للغاية، والأهالي قلقون من أسبابه ومخططات الحشد". وذكّر عضو مجلس عشائر الموصل بأنّ "هذه الاستطلاعات تكرّرت في عدد من مناطق الساحل الشرقي خلال الأيّام الأخيرة، وأصبحت مثار قلق وخوف للأهالي، الذين يخشون من ارتكاب الانتهاكات"، مطالباً الحكومة المركزية بـ"وضع حدّ لـ"ألحشد الشعبي"، وإلزامه بعدم اختراق مناطق الموصل التي يرفض أهلها أي وجود للمليشيا".

وفي مشهد مماثل لما حصل في تكريت والفلوجة قامت مليشيات الحشد الشعبي أعمال سلب ونهب للدور والمحال التجارية، مستغلة صفتها القانونية باعتبارها قوة رسمية لمكافحة الإرهاب. وأكدت مصادر أمنية عراقية تسجيل حالات سرقة واقتحام للدور والمحلات وسرقة أغراض ثمينة والاستيلاء على مركبات مدنية من قبل عناصر ينتمون لمليشيا الحشد، وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الموصل، فضل عدم ذكر اسمه، إن "مليشيا الحشد قامت باقتحام عدة منازل وتقييد ساكنيها وسرقة أغراض ثمينة". مضيفا أن "عمليات اقتحام المنازل تجري بحجة التفتيش والبحث عن عناصر داعش". وأكد الضابط أن "قوة عسكرية قامت باقتحام منزل تاجر يدعى محفوظ حمو، في الحي الزراعي وسط الموصل، وقاموا بسرقة 45 مليون دينار نحو (35 ألف دولار) فضلا عن أجهزة هواتف وحلي ذهبية". وأفاد سكان محليون في مدينة الموصل ، بأنهم تعرضوا لعمليات ابتزاز قام بها عناصر في الجيش ومليشيا الحشد خلال مرورهم في نقاط التفتيش في شوارع الموصل. وقال عمار الحمداني، الذي يسكن حي الحدباء شرق الموصل: "تعرضت لمساومة وسرقة تحت التهديد عندما استوقفني عنصران من قوات الجيش والحشد قرب منزلي وقاموا بتفتيشي ومصادرة هاتفي المحمول ومبلغ من المال كان بحوزتي بعد التهديد باعتقالي بتهمة التعاون مع داعش إذا ما قمت بالإبلاغ ضدهم".

من جهته، قال محافظ نينوى، نوفل السلطان، إن "هنالك جهات تقوم بأعمال سرقة للدوائر والممتلكات، وقد ناقشنا مع قيادات الجيش العراقي هذه المشكلة لوضع حد لها". وجاء تصريح السلطان، على خلفية سرقة آلاف الأطنان من الحنطة التي كانت مخزنة في أحد مخازن وزارة التجارة شرقي الموصل، حيث كشفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "آليات عسكرية تابعة لقوات الجيش نقلت كميات كبيرة من الحنطة خارج المدينة، وهو ما أدى إلى وضع حراسات إضافية من قوات الشرطة لمنع عمليات السرقة". وقال غزوان الداوودي، عضو مجلس محافظة نينوى، إن "هناك عناصر منفلتة من الجيش وقوات الحشد تقوم بعمليات سرقة وابتزاز للسكان، وهذه الأعمال سوف تفسد على سكان الموصل والحكومة العراقية فرحة تحرير المدينة والنصر الذي حققته ضد تنظيم داعش".


شارك الموضوع ...