​لجنة بين بغداد وأربيل لحل خلافات ما بعد تحرير الموصل

​لجنة بين بغداد وأربيل لحل خلافات ما بعد تحرير الموصل

رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني

أربيل ـ «القدس العربي» من أمير العبيدي: أكد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، عدم التراجع عن مشروع الاستقلال عن العراق، معتبراً أن 2016 عام انتصارات للإقليم. كما كشف عن «الاتفاق على تشكيل لجنة عليا بين أربيل وبغداد لحل أي مشاكل قد تحصل بعد تحرير مدينة الموصل».

وشدد خلال سلسلة لقاءات مع مسؤولين غربيين على هامش أعمال منتدى دافوس في سويسرا، على أن «القادة الاكراد لن يتراجعوا عن مشروع الاستقلال وأن العلاقة مع بغداد يجب أن تكون علاقة جيران جيدين».

ورأى أن «عام 2016 كان سنة انتصار لإقليم كردستان». وأعتبر أن «هزيمة تنظيم الدولة في الموصل لا تعني القضاء على التنظيم بشكل كامل»، وطالب بـ «وضع صيغة جديدة لإدارة المينة في مرحلة ما بعد التنظيم».

ولفت إلى أن «مدينة الموصل تختلف عن بقية مناطق العراق بحكم تعدد الأديان والمذاهب والقوميات فيها»، مضيفاً أن «أي صيغة جديدة لإدارة الموصل مستقبلاً يجب أن تضمن حقوق هذه المكونات، وبما يضمن عدم تكرار الكوارث والمآسي التي حصلت عقب سقوط المدينة».

وكشف بارزاني عن «الاتفاق على تشكيل لجنة عليا بين أربيل وبغداد لحل أي مشاكل قد تحصل بعد تحرير مدينة الموصل»، وأضاف: «في كل الأحوال يجب الرجوع إلى أهالي المنطقة عبر استفتاء ما سيقررونه».

وأوضح أن «مهمة البيشمركه كانت حسب الاتفاق مع وزارة الدفاع العراقية تقوم على خرق الصد الأول للتنظيم»، مشيراً إلى أن «مهمة القوات الكردية انتهت في أكتوبر/تشرين الاول الماضي، وبدأ بعدها الجيش العراقي بتنفيذ المرحلة الخاصة به».

ورغم التنسيق المعلن عنه بين قوات البيشمركه والجيش العراقي، بمختلف صنوفه في إدارة معركة الموصل التي انطلقت في العام الماضي، لكن المراقبين أبدوا مخاوف جدية من طبيعة العلاقات بين الطرفين في مرحلة مابعد انتهاء سيطرة تنظيم «الدولة» على مدينة الموصل، وخصوصاً بعد القرار الرسمي، الذي اعتبر ميليشيا «الحشد الشعبي» مؤسسة رسمية عاملة ضمن قوات الأمن العراقية.

وتظهر أبرز المشاكل متمثلة في اقتراب «الحشد» من حدود إقليم كردستان وهو الأمر الذي دعا العديد من السياسيين الأكراد للتحذير من عواقبه، خصوصاً في ظل العديد من حالات الصدام التي حصلت سابقاً بين قوات البيشمركه وفصائل الحشد في مناطق متفرقة من محافظتي ديالى، وسط العراق وكركوك في الشمال. وفي هذا السياق، بين المحلل السياسي والكاتب العراقي، عدنان الحاج، في حديث لـ «القدس العربي»، أن «العلاقة بين الطرفين يمكن إستيضاحها بقوة من خلال الرأي العام السائد لدى أكراد العراق والذين يرون أن الحشد يعمل بشكل أو آخر على تقويض المكتسبات التي حصلوا عليها، وخصوصاً في المناطق التي ضمتها قوات البيشمركه إلى حدود الإقليم الكردي».

وأشار إلى ان «إجراء أي محادثة قصيرة مع مواطن في الإقليم الكردي سيتضح من خلال حجم القلق من اقتراب قوات الحشد من المناطق الكردية ويعزز هذه المخاوف التصريحات التي تصدر بين الحين والآخر من زعماء فصائل في الحشد تتهم الاكراد وتتوعدهم». وأضاف أن «الحديث الرسمي عن التنسيق الكامل بين بغداد واربيل بشأن مختلف القضايا يصلح لوسائل الإعلام والبيانات ولن يكون ملائماً للواقع الذي يؤكد وجود مشاكل عميقة بين الطرفين ومنها موضوع الرواتب وتصدير النفط والصلاحيات في المناطق المختلطة، فضلاً عن الخلاف على صلاحيات الحشد ومناطق انتشاره في الشمال».


شارك الموضوع ...