نزاعات بين ميليشيات تعمل بتهريب المخدرات جنوب العراق
نزاعات بين ميليشيات تعمل بتهريب المخدرات جنوب العراق
بغداد ـ «القدس العربي»: ما تزال النزاعات العشائرية والقبلية مستمرة في محافظات العراق الجنوبية حتى تصل الصدامات المسلحة في بعض الأحيان إلى استخدام الأسلحة الثقيلة بين الأطراف المتنازعة والتي يقع فيها الكثير من المدنيين أمام انظار القوات الحكومية التي تبدو عاجزة عن حل الصراعات والنزاعات مع تنامي دور الميليشيات وتغلغلها في كافة مفاصل الدولة العراقية، حسب ما أكده شهود عيان. وقال مصدر أمني ، إن «جميع الصراعات الدائرة في محافظات العراق الجنوبية ليست نزاعات عشائرية، بل هي نزاعات بين ميليشيات متنفذة تعمل بتهريب المخدرات إلى دول الخليج العربي». وأضاف: «تتعمد تلك الميليشيات إلى اعطاء الطابع العشائري والقبلي لتلك النزاعات التي تحدث بينهم من اجل ابعاد الرأي العام عن حقيقة الصراع الدائر، وهناك كميات كبيرة من المخدرات تدخل العراق قادمة من إيران، ويتم تصريف قسم منها داخل العراق فيما يتم نقل القسم الاخر إلى دول الخليج وسوريا ولبنان». واشار إلى «رواج ظاهرة التجارة في سوق المخدرات بشكل مخيف في العراق خلال السنوات القليلة الماضية بسبب ضعف الدولة العراقية التي لاتزال غير قادرة على معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تفشت في المحافظات الجنوبية من العراق وأصبح لها سوق شبه علني في انحاء متفرقة من البلاد مع ارتفاع اعداد الشباب المتعاطين لتلك المواد والتي ادت إلى ارتفاع معدلات الجريمة هناك». وبين المصدر أن «شرطة مديرية مكافحة المخدرات القت القبض على عدد كبير من مروجي وبائعي المخدرات في العراق، غير انه يتم إطلاق سراحهم بضغط من بعض الجهات المتنفذة بالدولة العراقية مقابل دفعهم المال لتلك الجهات». وأضاف: «يتم تصريف ما لا يقل عن اربعة اطنان من المخدرات سنويا في البلاد، وهناك زيادة في هذا الحجم مع ارتفاع اعداد الميليشيات التي تعمل بهذا المجال لما تجنيه لهم من اموال كبيرة». وحسب مراقبين، بات العراق من أكثر البلدان التي يتم من خلالها نقل المخدرات إلى دول العالم الاخرى، حيث يتم نقل المخدرات من افغانستان وإيران ومن ثم دخولها إلى العراق ليتم نقلها عبر الخليج العربي ومسالك برية أخرى عبر سوريا ولبنان.