وزير الخارجية العراقي: نقلت رسائل شفوية بين ايران والسعودية
وزير الخارجية العراقي: نقلت رسائل شفوية بين ايران والسعودية
طهران / ارنا - قال ابراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي انه نقل رسالة شفوية بين ايران والسعودية في محاولة منه لتقريب وجهات النظر بين مسؤولي البلدين. وفي حوار خاص أجرته معه صحيفة 'الوفاق' قال الجعفري : قبل قرابة العام زرت طهران والتقيت بالشيخ روحاني رئيس الجمهورية وبذلت مساعي من أجل التقريب ولازلت استثمر كل الفرص من أجل التقريب بينهما، علماً ان العراق يستطيع ان يمارس هذا الدور ومارسه في الكثير من الازمات الاقليمية ولكنه ليس حريصاً أن يكشف عن ذلك للاعلام في العالم، 'إنما اعتقد ان مد الجسور بين هذه الدول والدول المجاورة للعراق ينعكس ايجابياً علي العراق ونحن نتواصل علي هذا الصعيد واعتقد بوجود مشتركات للتقريب وفي النتيجة الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية، دولتان مجاورتان للعراق، ونحن لا نستطيع ان نغير الحقائق الجغرافية، لكننا نستطيع ان نكيف عملنا مع هذه الدول بشكل لا تتقاطع علاقتنا الثنائية مع الآخرين، لكننا علي اتم الاستعداد ان نمارس دور الوساطة بين أي دولتين متأزمتين، وليس فقط ايران والسعودية، حتي بين تركيا وسوريا الجارتين لنا، فنحن لعبنا دوراً وحاولنا ان نقرب بين ايران والسعودية، دور العراق معروف في خطابه ويحاول تقريب المسافة بين هذه الدول'.
وفي رده علي سؤال حول معارضة بعض الدول لتعاون ايران والعراق في مواجهة الارهاب قال وزير الخارجية العراقي: هذه القضية أصبحت ضحية الاعلام المغرض الذي يحاول ان يوحي ان المساعدات والتعاون الموجود بين ايران والعراق يأتي من خلفية طائفية، ايران دولة غالبيتها العظمي من الشيعة وهي دولة اسلامية ودستورها ينص علي ذلك، العراق كذلك فيه غالبية من الشيعة، فأخذوا يفسرون القضية بأنها ذات بعد طائفي وهذا غير صحيح. وأضاف: أما الجزء الثاني الذي يثيره الاعلام المغرض فهو ادعاءات العنصرية ويقولون إن ايران فارسية ولكننا نتبرأ من النعرات الطائفية والعنصرية، يوجد عرب في ايران في محافظة خوزستان ويوجد تداخل مجتمعي بين البلدين وليس تدخّل وهناك عشائر عراقية موجودة علي الحدود الايرانية مثلما توجد عشائر علي الحدود العراقية مع سوريا والسعودية والاردن وهذا التداخل تترتب عليه علاقات طيبة بيننا وبينهم . وأضاف انه لا توجد قطع عسكرية ايرانية تتحرك علي الارض العراقية والذي يدير المعركة البرية علي الارض العراقية هم العراقيون وحدهم فلماذا نتقبل المستشارين من مختلف دول العالم ولا نتقبل المستشارين من ايران؟ وهي التي سارعت وبادرت عندما حدثت الأزمة وساعدت العراق ونحن علي إنسجام تام مع قناعتنا ودستورنا وندرك جيداً أن ايران صديقة للعراق.
وحول الاتفاق العراقي-التركي لخروج القوات التركية من الاراضي العراقية قال وزير الخارجية العراقي: نحن منذ ان دخلت القوات التركية في ديسمبر 2015 الي بعشيقة في العراق استنكرنا وطالبنا بخروجهم من اراضينا، ورفعنا شكوي في مجلس الامن، وكذلك جامعة الدول العربية اتخذت قراراً بالاجماع وذلك لأول مرة في تاريخ الجامعة لصالح العراق حيث تم شجب تركيا ومطالبتها بالانسحاب الفوري، وقد اخذنا وعوداً متعددة من تركيا بالانسحاب في الاجتماع الأخير حيث قدموا بعض الاشارات ولكننا ننتظر الافعال ولا نكتفي بالأقوال إذ أنهم قطعوا علي انفسهم وعوداً سابقة وحتي الان لم ينفذوها. وقال: في الوقت، الذي نتمسك بعلاقتنا مع الدول الجوار بما فيها تركيا، فاننا نتمسك اكثر واقوي بسيادتنا وعدم السماح لأي دولة بالتدخل في شؤوننا.
وفي رده علي سؤال حول فتح السفارة السعودية مجدداً في بغداد وسلوك الرياض تجاه العراق والمنطقة قال ابراهيم الجعفري: نحن بذلنا جهوداً لتطبيق مبدأ في الدبلوماسية العراقية وهو فتح علاقات مع جميع دول العالم التي ينطبق عليها مفهوم الدولة، لذلك زرنا الكثير من دول العالم واستقبلنا رؤساءها في بغداد في مسار تعميق العلاقات. وقال: أدخلنا في فلسفة الدبلوماسية العراقية مفهوماً جديداً وهو المخاطر المشتركة وفي مقدمتها الارهاب ويتم التعامل مع السعودية علي هذا الاساس، السعودية من دول الجوار الجغرافي والعلاقة مع هذه الدول يجب ان تكون بحدود حفظ السيادة وعدم التدخل بشؤوننا الداخلية وفي السابق اهتزت هذه العلاقات بسبب تدخلات السفير السابق وعبوره للخطوط الحمراء وابلغناه عبر وزارة الخارجية عدة مرات وبعد ذلك قدمنا اشارة للحكومة السعودية بأن تستقدمه. وأضاف: الان هم بصدد تقديم سفير جديد وبالنسبة لنا عندما تصدر منهم تصريحات ببوادر تعميق العلاقة مع العراق نرحب بها طالما تخدم الدولتين ولا تتدخل في شؤوننا الداخلية وتحقق مصالح دول المنطقة عموماً.