واشنطن تتدخل لطرد حزب “العمال” من سنجار غرب الموصل
واشنطن تتدخل لطرد حزب “العمال” من سنجار غرب الموصل
العربي الجديد - كشف مسؤول محلي في قضاء سنجار، غرب مدينة الموصل، الخميس، أن دبلوماسياً أميركياً زار سنجار الأسبوع الجاري بهدف التعرّف على تأثير وجود حزب العمال الكردستاني التركي على عودة النازحين للمنطقة، وأكد سعي بلاده لوضع آلية لإبعاد ذلك الحزب من سنجار.
وأوضح قائم مقام قضاء سنجار، النائب السابق بالبرلمان العراقي، محمد خليل، أنه "التقى القنصل الأميركي في إقليم كردستان، كين غروس، وبحثا وضع القضاء وسبب عدم عودة أهاليه النازحين في مخيمات إقليم كردستان، بعد مضي قرابة عام على تحريره من تنظيم داعش".
وقال: "أبلغت القنصل الأميركي أن سبب عدم عودة الأهالي النازحين إلى سنجار هو وجود المسلحين والقوات غير النظامية في القضاء، وخاصة حزب العمال الكردستاني التركي"، وأضاف: "طالبت القنصل الأميركي بوجوب خروج المسلحين من القضاء، وعدم بقائهم في سنجار". كما بيّن أن "الولايات المتحدة الأميركية تبحث عن آليات لإبعاد العمال الكردستاني".
بدوره، قال مدير ناحية سنون التابعة لقضاء سنجار، نايف سيدو، إن القنصل الأميركي في إقليم كردستان العراق زار ناحية سنون، والتقى المسؤولين في المنطقة لساعتين، استفسر منهم عن وضع المنطقة وأسباب عدم عودة النازحين إلى منازلهم، وحول دور الحكومة الاتحادية العراقية في موضوع دعم منطقتهم بعد تحريرها، وكذلك تأثير وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني في قضاء سنجار.
وأشار في تصريح صحافي "أبلغت القنصل الأميركي بعدم تلقينا أي دعم من الحكومة العراقية، وأوضحت له أن سبب عدم عودة الأهالي إلى ناحية سنون وقضاء سنجار، هو وجود مسلحي حزب العمال فيها، لأن الأهالي يخشون من قيام المسلحين بالتأثير على أطفالهم وخداعهم لضمهم لقواته".
وكان حزب العمال الكردستاني قد استغل الأحداث التي رافقت هجوم تنظيم "داعش" على سنجار وبقية مناطق محافظة نينوى في 3 آب/أغسطس 2014، وانسحاب قوات البشمركة التي كانت تحمي المنطقة، فقام بإرسال عناصره إلى سنجار، عبر الأراضي السورية حيث يتواجدون هناك ويتولون مهام قيادية وإدارية أساسية بحزب الاتحاد الديمقراطي السوري برئاسة صالح مسلم، والذي يعتبر الذراع السورية لحزب العمال، وأقام المسلحون عدة مواقع لتمركز عناصر الحزب المقدر عددهم في سنجار حالياً بأقل من 500 عنصر.
وتتهم سلطات إقليم كردستان حزب العمال الكردستاني بتأسيس قوة باسم وحدات "حماية سنجار" تضم خليطاً من المسلحين العراقيين من أهالي سنجار والمناطق القريبة ومن الأكراد السوريين، وأخيراً تم ضم أبناء بعض القرى العربية القريبة من سنجار. وأسس أيضاً قوة رديفة خاصة بالنساء، وقام بتسليح تلك القوات التي يقدر عددها بـ1500 عنصر بأسلحة خفيفة تلقاها من قيادة الحشد الشعبي العراقية، كما قام الحزب وبواسطة الحشد بإدراج مسألة تمويل القوة وصرف رواتب منتظمة لعناصرها من ميزانية الحشد، وباتت القوة معروفة بكونها تابعة للحشد الشعبي.
إلى ذلك، يرى مراقبون في إقليم كردستان أن الهدف من تأسيس قوات مسلحة وربطها بالحشد الشعبي في قضاء سنجار الحدودي بين العراق وسورية، مرتبط بأجندة إيران للسيطرة على المنطقة وربط إيران بسورية براً، ويدعم حزب العمال هذه الجهود الإيرانية بقوة في العراق وسورية.
ويقود القوات التي أسسها حزب العمال في سنجار، قيادي سابق في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني، ويدعى حيدر ششو.
وسبق أن وجّه مسؤولون بارزون في إقليم كردستان الدعوة لقيادة حزب العمال لإخراج قواته من سنجار لعدم الحاجة إلى وجودهم، لكن الحزب ردّ برفض تلك الدعوات متذرعاً بأنهم سيفعلون ذلك إذا ما طالب السكان بذلك.