حول قراراقالة محافظ نينوى السيد اثيل النجيفي
حول قراراقالة محافظ نينوى السيد اثيل النجيفي
بقلم: مازن الشيخ - 04-06-2015 | (صوت العراق)
سمعت كما غيري من متابعي الانباء التي تتوارد عن التراجيد وكوميديا العراقية,نبأ قراربرلماننا العتيد اقالة السيد اثيل النجيفي من منصب محافظ نينوى الذي سبق وان فازبه بالانتخابات الحرة من أهالي محافظة نينوى , وبحجة لايمكن لعاقل خبيرأن يقبلها ! لانها بعيدة عن الواقع وتتناقض مع المنطق , وهنا يجب علي ان اتدارك , مسألة في غاية الأهمية,وهي:-اين المنطق والمعقول في أي من المشهد العراقي الحالي؟!
ومع ذلك فأنا انسان تعودت على الصراحة واعتماد الموضوعية والمنطق,مهما كان الضرف اوهوية من اخاطبهم,لأني اعبرعن وجهة نظري ,حتى لوذهب كلامي ادراج الرياح, ولم يستمع اليه احد.
ان اكبرمهزلة يمكن ان يستمع اليها الانسان,هي ان تلقى مسؤولية هزيمة جيش جراركالذي كان (يحمي)محافظة كبيرة كنينوى,والثانية بعد بغداد من قبل عدة مئات من ميليشيات داعش على المحافظ الذي هو رأس الإدارة المدنية, بدلامن محاسبة القيادة العسكرية الميدانية, وقبلها القائد العام للقوات المسلحة الذي امربالانسحاب وتسليم الشعب والأرض والعرض بيد داعش!
يسائل ويعاقب مسؤول مدني,عن جريمة القوات المسلحة المنهزمة التي سلمت الموصل بدون مقاومة رغم العدة والعدد!!ولاادري الى ماذا استند البرلمانيون عندما اتخذواهذاالقرارالمجحف الخطير,حيث ان مسؤولية النجيفى كانت إدارية بحتة,وحتى ,ولو(افترضنا جدلا) انه كان يؤيد داعش,فأنه ماكان ليستطيع ان يقدم أي دعم لهم لوكان هناك عزم اوإرادة أومخطط لدى القيادة العامة لمحاربتهم ومقاومتهم .
وللحقيقة وللتاريخ أقول:-اني سبق وان اتصلت بالسيد اثيل النجيفي عن طريق البريد الالكتروني,وطلبت منه ان يأمربأخلاء عمارة هي ملكا صرفالي كانت قد استغلت وانتهكت من قبل قطعات من الجيش والشرطة بدون اذن وموافقة مني وبدون دفع أي ايجارأوتعويض,فطلب مني تقديم طلبا تحريريا بذلك,فأتصل به محاميي الخاص,وقدم له العريضة,فوافق عليه وامرباخلاء العمارة,واجراء التحقيق في حالتها,وعندما طلب المحامي من المسؤول العسكري تنفيذ الامر,قال له:-خذعريضتك الى المحافظ لينقعها ويشرب من ماءها,انذاك اكتشفت ان السيد النجيفي يجذف عكس تيار جارف,وانه معرض كغيره من مواطني نينوى الى مخاطركثيرة وكبيرة,وقلت في نفسي:-كان الله في عونه,ولم اخبره بماقاله القائد العسكري منعا للاحراج,وتركت الامر لصاحب الامر.
!
هذه هي الحقيقة,لقد كانت الموصل مدينة محتلة من قبل قوى الامن العراقية,ولم يكن بيد المحافظ اية سلطة امنية,بل مدنية فقط,وفي الحدودالتي تسمح له قوات المالكي بالتصرف من خلالها,لذلك فان من يجب ان يحاسب على الهزيمة العسكرية المذهلة المخجلة هوالمالكي القائد العام للقوات العراقية المنهزمة,ويحاكم بشكل علني هو وقادته الافذاذ الذين تسببوافي اكبرهزيمة عسكرية على مرالتاريخ,حيث تسابقوا في الهرب الى كردستان,وتركوا أسلحتهم مهانة في ارض المعركة,بل وحتى ملابسهم العسكرية حيث راى العالم كله بدلة الفيلدمارشال عبود قنبر,مع كل الرتب والنياشين التي نالها,بيداحدعناصرالبيشمركة يعرضها امام كاميرات وسائل الاعلام وفي وجهه ارتسمت ابتسامة ذات مغزى!
على الأقل قد رأى العالم كله السيد النجيفي وهو يحمل السلاح لمقاومة المهاجمين,وكان اخر من ترك ساحة المعركة بعد ان تخلى عنها العسكر واصبح امام خيارين لاثالث لهما.
لقد قرأنا الكثيرمن كتب التاريخ واطلعنا على مهازل ومفارقات مضحكة,وكنا نتصورأنها قصص وحكايات لااساس لها بل مجردأساطير,لكن المشهد العراقي السياسي الحالي اثبت انه لاحدود للمهزلة البشرية ان انفلتت الأمورمن عقالها كماحدث في العراق,وان قراقوش كان يحكم فعلا بدستوره وقوانينه التي تنصف الظالم وتعاقب المظلوم,واكبردليل على ذلك هوقيام (البرلمان)بمعاقبة اثيل النجيفي عن ذنب ارتكبه نوري المالكي!!