خطة ثلاثية قبل لجوء العبادي إلى الاستعانة بـ”الحشد” في الاقتحام
خطة ثلاثية قبل لجوء العبادي إلى الاستعانة بـ”الحشد” في الاقتحام
صحيفة السياسة الكويتية: تخوض قوات النخبة في الجيش العراقي حرب شوارع قاسية في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، شمال العراق، التي تضم الأحياء الشرقية للمدينة، وسط تقارير متضاربة بشأن سيطرة القوات العراقية على أحياء الأوربجية والقادسية وكركوكي في ظل تباين البيانات العسكرية بشأن دخول أحياء عدن والبكر والتحرير والانتصار والقدس والكرامة. وكشف مسؤول عسكري رفيع في القيادة العراقية المشتركة لـ”السياسة” أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قد يستعين بقوات كبيرة من فصائل “الحشد” الشيعية لاقتحام الموصل إذا تأخر حسم معركتها الى مطلع شهر ديسمبر المقبل، مشيراً الى أن ما يقارب ثمانية آلاف من مقاتلي “الحشد” يتدربون في الوقت الراهن على حرب شوارع في معسكرات خاصة حول بغداد وفي محافظتي الناصرية وبابل، جنوب العراق، وهو ما يعكس جدية هذا الخيار في المستقبل القريب. وقال المسؤول العسكري ان الاستعانة بقوات “الحشد” هو من الخيارات الأساسية المتاحة أمام العبادي لكي يتفادى اطالة أمد القتال وهو أفضل الخيارات، لأن الحكومة العراقية لن تضطر لقبول مساعدة من أطراف اقليمية مثل تركيا، أو حتى استقدام المزيد من قوات دول التحالف الدولي، رغم أن اللجوء الى خيار “الحشد” قد يثير مشكلات سياسية داخل العراق وخارجه. واضاف ان بعض القوى السياسية السنية قد تضطر لقبول تدخل الفصائل الشيعية لأنها لا تريد أيضاً تأخير حسم المعركة في الموصل، وبالتالي ربما يكون تدخل “الحشد” ضمن تفاهم سياسي واضح مع هذه القوى السنية رغم صعوبة عقد مثل هذا التفاهم في ضوء عدم الثقة بين الطرفين (الحشد والقوى السنية).
وأكد المسؤول أن ستراتيجية الحكومة العراقية منذ بدء العملية العسكرية الهجومية في الموصل قبل نحو شهر، التي اعتمدت على قوات النخبة من جهاز مكافحة الارهاب، تبدو متعثرة الى حد كبير وتحيطها الشكوك، كما أنه من المتعذر أن يتم استعمال المزيد من قوات النخبة في أكثر من محور قتالي مع “داعش” لعدم توافر الأعداد الكافية من هذه القوات الخاصة لهذه المهمة، ولذلك ربما يجد العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، نفسه مجبراً على مشاركة قوات “الحشد” الشيعية في عملية اقتحام الموصل الى جانب قوات مكافحة الأرهاب.
وبحسب معلومات المسؤول في القيادة العراقية العسكرية المشتركة، توجد خطة قتالية جديدة في الموصل كفرصة أخيرة قبل أن يبحث العبادي في خيار الاستعانة بقوات “الحشد” تتضمن ثلاث خطوات: الأولى تتعلق بعملية التضييق العسكري على “داعش” من خلال فتح جبهات قتال جديدة في المحور الغربي حيث تتحرك الفرقة الخامسة عشر من الجيش باتجاه بلدة تلعفر، كما تتحرك قوات لاقتحام قضاء تلكيف، شمال الموصل وتوجد قوات أخرى تستعد لاقتحام ناحية النمرود بعدما نجحت في استعادة قرية نمرود الأثرية في وقت سابق، وفي المحور الجنوبي تحاول قوات من الجيش استعادة مطار الموصل الدولي. وأوضح أن الخطوة الثانية تتمثل بتخلي قوات النخبة العراقية عن الأسلحة الثقيلة واعتمادها على التقدم الراجل واستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة تناسب حرب الشوارع في الأحياء الشرقية للموصل. أما الخطوة الثالثة والأخيرة في الخطة العسكرية الجديدة، فترتبط بامكانية قيام قوات النخبة بتنفيذ إنزالات جوية خلف خطوط مسلحي تنظيم “داعش” ما يؤدي الى إرباك صفوف المتطرفين وقد يعجل في حسم معركة الساحل الأيسر والتقدم منه الى الساحل الأيمن وعبور نهر دجلة. وحذر المسؤول العسكري العراقي من أن إطالة أمد القتال داخل أحياء الموصل يمثل تهديداً كبيراً على حياة المدنيين، ولذلك فإن الحسم السريع هو إجراء يصب في مصلحة أكثر من مليون ونصف مليون مدني لازالوا عالقين في المدينة، ولهذا السبب تسعى الحكومة العراقية بكل الوسائل والخيارات لطرد “داعش” بسرعة من هذه المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد.