واشنطن تايمز: التخلي عن إعمار الموصل يفتح الباب لإيران
واشنطن تايمز: التخلي عن إعمار الموصل يفتح الباب لإيران
الجزيرة نت - قالت واشنطن تايمز إن أميركا ليست متحمسة لتمويل مرحلة ثالثة كبيرة من إعادة الإعمار بـ العراق إذ يقول المسؤولون بواشنطن إن المسؤولية تقع هذه المرة على بغداد "المفلسة" التي تقود الحملة ضد تنظيم الدولة بنفسها في الموصل، وإن تخلي واشنطن عن مهمة الإعمار يفتح الباب لـ إيران. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أنه إذا كانت تجربتا الفلوجة والرمادي مثالين، فإن على بغداد تعلم الكثير، فقد كان العون الإنساني وإعادة البناء لهاتين المدينتين الواقعتين غرب العراق بطيئين وغير منسقين. وأشارت إلى أن واشنطن أنفقت 160 مليار دولارا لإعادة بناء ما دمرته الحرب في العراق وأفغانستان، واصفة إعادة إعمار الموصل بأنه مهمة ضخمة و"مرعبة".
لا خطة بواشنطن
وأبلغ مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية واشنطن تايمز بأنه ليس هناك "صندوق إعمار للعراق" مثلما كان عام 2003. وقال أحد قادة الجيش الأميركي في حرب العراق الأولى النقيب المتقاعد جيمس دوبيك إنه لا يعلم ولم يسمع بأن هناك خطة لما بعد تنظيم الدولة للموصل، معلقا بأن هذا الفراغ سيكون خطأ إستراتيجيا فادحا "وإذا كانت مرحلتا ما بعد الفلوجة والرمادي مؤشرين على ما سيحدث لما بعد استعادة الموصل، أعتقد أن العراق سيكرر أخطاءه السابقة". وأضاف دوبيك أن العراق يحتاج لشريك لمساعدته على السير للأمام بشكل إيجابي وإيران ليست هذا الشريك، والولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين لم يدخلوا في شراكة بعد مع العراق، وإيران ستدخل وستكون النتيجة ليست جيدة بالنسبة للعراق ولأميركا وللمنطقة.
بغداد غير مهتمة
وأبلغ مصدر ببغداد الصحيفة بأن الوزراء العراقيين لا يتحدثون عن مهمة إعمار عدد من المدن والبلدات مثل الموصل التي ظلت تحت سيطرة تنظيم الدولة لعامين، مشيرا إلى أنهم يكتفون بهز أكتافهم ورؤوسهم ويجيبون بأنهم لا يدرون من أين ستأتي الأموال لهذه المهمة، كما أنهم غير منشغلين بمعالجة المشكلة الإنسانية التي تحيق بالقرى حول الموصل. ويقول مراجعون ماليون أميركيون بالقطاع الخاص أصدروا تقارير مالية مؤلمة عن الأموال التي بُددت على مبان فاسدة وطرق غير قابلة للاستخدام ومشروعات مياه فاشلة وتزوير وفساد مالي واسع، إنه لا أحد بـ الكونغرس يعلم عن تحرك لإعداد خطة إعمار مثلما حدث في العقد الماضي لأفغانستان والعراق.
من المسؤول؟
ويبرر العضو بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب جو كاسبر بأن أميركا "ليست مسؤولة عما جرى للمناطق العراقية المتضررة، العراقيون أنفسهم هم المسؤولون". وتنتهي الصحيفة إلى القول إن ما يمكن عمله ربما يكون تبرعات دولية لمشروعات كبيرة تشمل المعونات الغذائية والمياه والمساكن المؤقتة وبرنامج لتوفير الخدمات الأساسية وإعادة البناء. وتقول أيضا إن الدرس المهم المستخلص من تجربة السنوات التسع الماضية هو أنه من الصعب تنفيذ خطة لإعادة الإعمار عندما يكون "العدو" نشطا ويخرب ما يبنيه الحلفاء.