البنتاغون: لا شك في سقوط الموصل والمعركة ستزداد قسوة مع اقتراب القوات العراقية من وسط المدينة
البنتاغون: لا شك في سقوط الموصل والمعركة ستزداد قسوة مع اقتراب القوات العراقية من وسط المدينة
واشنطن ـ «القدس العربي»: قال مسؤولون أمريكيون ان القوات العراقية المدعومة من قبل مئات من القوات الأمريكية استعادت 800 كيلو متر مربع من تنظيم « الدولة الإسلامية « في الاسبوع الاول من الهجوم على مدينة الموصل التى تعتبر معقل الجماعة في البلاد مما يعنى ان الحملة تسير على الطريق الصحيح كما كان متوقعا.
واعترف مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية ان القوات العراقية والكردية تواجه مقاومة شديدة من قبل تنظيم « الدولة « وقالوا ان الجهود المبذولة لتحرير المدينة تحرز تقدما قويا، واكد المتحدث بأسم وزارة الدفاع الأمريكية كابتن البحرية جيف ديفيس بانه لا يوجد ادنى شك أن الموصل ستسقط، وقال ان جميع الأمور تسير في صالح التحالف لهزيمة التنظيم مشيرا إلى ان قوة التنظيم اضعف واقل شأنا بكثير.
وسلط الضوء على محاولات تنظيم الدولة لزيادة قواته اذ قال إن الجماعة بدأت في تسليح الأفراد الإداريين والذين لا يشاركون عادة في مهمات عسكرية وطلبت منهم المشاركة في مهمات قتالية كما نقلت تعزيزات من الخارج.
وأوضح المتحدث أن التنظيم يسيطر على مساحة واسعة من الأراضي غربي الموصل مما يمكنه من جلب الأشخاص من سوريا والمناطق التى يسطر عليها مشيرا إلى اكتشاف انظمة انفاق معقدة في القرى التى تم تحريرها من التنظيم حول الموصل، وقال إن قوات التحالف كانت تتوقع لجوء التنظيم إلى تكتيكات تهدف إلى تشتيت القوات العراقية عبر الهجوم على مدن ومناطق اخرى مثل كركوك وسنجار وأن التنظيم سيحاول تحويل الانتباه قدر المستطاع عن طريق ضرب اماكن اخرى.
وقال ديفيس إن توافد القوات على الموصل يجري بطريقة منهجية ومدروسة حسب المخطط مشيرا إلى ضرورة توقف القوات احيانا للسماح بطواقم الخدمات اللوجستية للحاق بها إضافة إلى جلب قوات اضافية لعمليات الدفاع من الخلف مؤكدا للمرة الثانية بان الامور تسير في صالح التحالف المضاد للتنظيم.
وتتناقض هذه التقييمات الإيجابية مع التقييمات التى كررها المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الفترة الأخيرة حيث توقع في مقابلة مع بات روبرتسون ببرنامج نادي 700 أن القوات العراقية ستفشل في استعادة الموصل وسط تقارير تفيد أن الجماعة تحاول مهاجمة المدن الأخرى لتشتيت الانتباه كما أنها تبدى مقاومة عنيفة في القرى المحيطة بالوصل، وقال ترامب في تغريدة على تويتر إن الهجوم على الموصل سيتحول إلى كارثة بسبب الغباء في إشعار الجميع منذ أشهر بتوقيت وخطة الهجوم مما يمنح عناصر التنظيم الفرصة للدفاع عن المدينة.
واكد ترامب في مقابلة اذاعية بثتها محطة في ولاية نيو هامبشير ان الموصل حالة صعبة بسبب منح اعضاء تنظيم الدولة إشعارات بالهجوم منذ سنة مما مكنهم من الإعداد واستخدام المدنيين كدروع بشرية والقيام بحفر المخابئ، ورد بيل كريستول رئيس تحرير مجلة «ويكلي ستاندرد» بان ترامب يتمتع بقدر مذهل من الجهل والحماقة والغباء وان ذلك يلحق ضررا للبلاد في الوقت نفسه».
وسخر خبراء الدفاع من تصريحات ترامب وقالوا بانه من المستحيل الهجوم على المدينة بطريقة التسلل كما اقترح المرشح الجمهوري لانه سيكون من الصعب اخفاء 30 الفا من القوات العراقية والكردية اثناء التقدم نحو المدينة، وقال مراقبون أن القادة العراقيين ناقشوا الهجوم علنا لكي يتم السماح للمدنيين بالفرار من المدينة واقناع عناصر التنظيم بالاستسلام.
واوضح الجنرال مارك كيميت في حديث لصحيفة: «نيويورك تايمز» ان ترامب لا يفهم الفرق الحاسم بين المفاجأة الاستراتيجية والمفاجأة التكتيكية مشيرا إلى المفاجأة الاستراتيجية نادرة الحدوث في حين يتم غالبا الاحتفاظ بسر كيفية الهجوم وتكتيكاته.
وردد مسؤولو الدفاع والجيش في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تصريحات تفيد بتوقعات بان قادة التنظيم سيقاومون بضرواة من اجل البقاء في عاصمتهم الفعلية في العراق وقالوا ايضا ان المعركة ستزداد قسوة مع اقتراب القوات العراقية من مركز وسط المدينة حيث استعدت الجماعة منذ توليها السلطة على المدينة في عام 2015 لهذا الأمر وقامت بتحضيرات للرد على الهجوم المتوقع.