بتمويل إيراني.. مليشيا الحشد تقصف الموصل بصواريخ اهتزازية
بتمويل إيراني.. مليشيا الحشد تقصف الموصل بصواريخ اهتزازية
الخليج أونلاين - رغم كل التحذيرات التي أطلقتها جهات حكومية ودولية من مشاركة مليشيا الحشد في معركة الموصل التي انطلقت، ليلة الاثنين الماضي، أعلنت المليشيا مشاركتها في المعركة من خلال قصفها المكثف والعشوائي على أحياء مدينة الموصل.
ووفقاً لمصادر عسكرية مؤكدة موجودة على تخوم مدينة الموصل، فإن مليشيا الحشد، وبعد ساعات من انطلاق العملية العسكرية لتحرير المدينة، كثفت من قصفها على الموصل بالصواريخ الاهتزازية؛ بحجة استهداف مواقع وأنفاق وتحصينات داعش، وذلك لأول مرة.
وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن هويته، عبر اتصال هاتفي مع مراسل "الخليج أونلاين": إن "مليشيا الحشد قصفت مناطق برطلة، والحمدانية، والحضر، في مدينة الموصل بعشرات الصواريخ الاهتزازية، وبشكل عشوائي، دون معرفة حجم الأضرار التي خلفها القصف"، منوهاً بأن "جميع هذه المناطق هي مناطق سكنية ومأهولة بالسكان".
وأضاف: إن "عناصر وقادة مليشيا الحشد يفتقدون الخبرات والإمكانيات والدقة في تحديد الأهداف، وإنهم يطلقونها بصورة عبثية دون الاكتراث بحياة المدنيين في المدينة"، مشيراً إلى أن "وضع هذه الصواريخ بيد مليشيات غير منضبطة عسكرياً ستكون نتائجها وخيمة على المعركة وعلى حياة المدنيين".
وعن الجهة التي زودت مليشيا الحشد بالصواريخ، لفت المصدر إلى أن إيران زودت عقب معركة الفلوجة كلاً من مليشيا منظمة بدر، ومليشيا حزب الله، بآلاف الصواريخ الاهتزازية لاستخدامها في معركة الموصل.
من جهته قال القيادي في كتائب الغضب التابعة لمنظمة بدر، رضا الساعدي، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "أغلب المعارك السابقة كانت بطيئة التقدم، وسقط خلالها أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي؛ بسبب شبكات الألغام شديدة الانفجار التي زرعها تنظيم داعش في المدن، والمنازل المفخخة".
وأضاف: إن "استخدام الصواريخ الاهتزازية في معركة الموصل سيسهم بحسم المعركة بشكل أسرع، وسيقلل من الخسائر المادية والبشرية في صفوف الحشد؛ لكون هذه الصواريخ تستخدم العبوات الناسفة، وتدمير أنفاق وتحصينات تنظيم داعش".
بدورها أعلنت فصائل الحشد الشعبي بشكل رسمي عن استخدامها لأول مرة صواريخ اهتزازية بعملية قصف 5 مواقع لتنظيم الدولة إلى الجنوب من الموصل.
وذكر بيان للحشد اطلع عليه "الخليج أونلاين": إن "الإسناد الصاروخي لقوات الحشد استخدمت لأول مرة الصواريخ الاهتزازية في استهداف الخنادق والأنفاق التابعة لداعش".
وأشار إلى أن "المناطق التي تقع تحت القصف المدفعي والصاروخي هي بادوش، برطلة، الحمدانية، الحود، الحضر".
والحشد الشعبي هي قوات شبه عسكرية مدعومة من الحكومة العراقية، تشكلت في ظروف استثنائية استجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني، علي السيستاني، عقب سيطرة تنظيم الدولة على مساحات واسعة شمال العراق وغربه، واتهمت بارتكابها جرائم وانتهاكات في عدة مناطق حررت من سيطرة التنظيم.
من جانبه قال الخبير العسكري، جبار الصجري، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين"، إن هذه الصواريخ لا يمكن استخدامها في حرب المدن؛ لكونها صورايخ اهتزازية وارتجاجية وشديدة الانفجار؛ "وذلك لما تخلفه من دمار هائل في البنى التحتية، فضلاً عن وجود أكثر من مليون ونصف المليون مدني محاصر داخل الموصل، وإنما تستخدم في المساحة الصحراوية الواسعة".
وأضاف أن أغلب خطط تنظيم الدولة هي القتال داخل المدن، وخوض حرب شوارع ضد القوات الأمنية، كما أن أغلب مقراته وأنفاقه داخل الأحياء وبين صفوف المدنيين، وذلك لتفادي ضربات طيران التحالف، الذي يمتاز بدقته وإمكانياته العالية أكثر من الصواريخ الاهتزازية التي تستخدمها مليشيا الحشد اليوم في معركة الموصل".
وتابع: إن "انفجار هذه الصواريخ يؤدي إلى انفجارات ثانوية قد تتسبب بتدمير البنى الهيكلية للمباني القريبة من الهدف"، لافتاً إلى أن "استخدام هذه الصواريخ من قبل المليشيات في معركة الموصل يؤكد سعيها لتدمير المدينة".