كلمة السيد اسامة عبد العزيز النجيفي الى أهالي مدينة الموصل الحبيبة
كلمة السيد اسامة عبد العزيز النجيفي الى أهالي مدينة الموصل الحبيبة
.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
.. صدق الله العظيم ..
الأممُ والشعوبُ العظيمةُ ليستْ تلكَ التي لم تشهدْ انكساراتٍ ومحناً ، إنما تلك الأممُ والشعوبُ القادرةُ على استنهاضِ الهممِ ، واستحضارِ الجذرِ الحي ، واستلهامِه في فعلٍ ينتمي إلى أنصع صفحةٍ في التاريخ ، ويختزنُ ألمَ الحاضرِ وجرائمَ الطغاةِ من إرهابيين خارجين عن أيِ دينٍ أو قيمة ، ليفجرَ كلُ ذلك في صولةٍ عزومٍ قوامُها الايمانُ بالمستقبلِ والتوحدُ مع قيمِ الخيرِ والعدالةِ والحق .
أخاطبكُم اليومَ ، وأنظارُ العالمِ تتجهُ إلى ساعةِ الموصلِ وبوصلتِها ، في محطةٍ تاريخيةٍ تمثلُ الفيصلَ ، حيث يجتمعُ الحقُ كلُه أمامَ الباطلِ كلِه في مواجهةٍ مفصليةٍ شديدةَ الوضوح ، وعظيمةَ الأهمية .
رسالتي الأولى لأبناءِ الموصل :
ليس فينا من لا ينتمي إلى إرثٍ حضاريٍ شَعتْ أنوارُه على العالمِ أجمع ، ليس فينا من لم تتكحلْ عيناه بشواهدِ الموصلِ وآثارِها ، ومقاماتِ أنبيائِها ، وعظمةِ عمارتِها ، واعجازِ جوامعِها ومناراتِها وكنائسِها وأجراسِها ، وكرمِ نهرِها ، وسعةِ مزارعِها وبساتينِها ، وعراقةِ جامعاتِها ودورِ العلمِ ، وابداعِها في الفنِ والثقافةِ والفكر .
كلُ بيتٍ موصلي ، كلُ عتبةٍ تزينتْ بالمرمرِ الموصلي ، كلُ حارةٍ وشارعٍ وجسر ، أكادُ أسمعُ النداءَ ، نداءَ التاريخِ ونداءَ الجغرافيةِ : إن الموصلَ تأسست مدينةً حرةً ، وستبقى حرةً أبيةً بعزمِ رجالِها ..
ها هو جيشكُم الباسل ، وأبناؤكم في حرسِ نينوى ، وحشدُ عشائركم ، واخوانُكم في مكافحةِ الإرهابِ ، وشرطتُكم الوطنيةُ بدعمٍ من قواتِ البيشمركةِ الأبطالِ والتحالفِ الدولي ، ينتفضون من أجلِكم من أجلِ أن تبقى الموصلُ عصيةً على الأعداءِ والمحتلين الدواعش المجرمين .
انفروا يا أهلي لمساعدةِ القواتِ المحررةِ ، ولتنتفضْ دماؤُكم من أجلِ موصلِ الحضارةِ والقيمِ الساميةِ . فإنكم ترسمون مستقبلَكم بإرادتِكم وبما يتفقُ مع اختياراتِكم كمواطنينَ أحرار .
رسالتي الثانية إلى أبطالِ القواتِ المُحَرِرَة :
اخوتي ، أبنائي : إنه يومُكم لتحريرِ أهلِكم وأبناءِ وطنِكم .
إنه يومٌ للحريةِ ولا أنسَبْ
وهو يومً للكرامةِ ولا أنسبْ
وهو يومً لكسرِ ظهرِ الإرهابِ ، وتطهيرِ كلِ بقعةٍ عراقيةٍ من دنسِه .
أيها الأبطال : استذكروا تاريخَ أجدادِكم ، استذكروا آياتِ اللهِ جلَ وعلا ، ووصايا رسولِه الكريم عليه الصلاةُ والسلام ، وكونوا أشداءَ على الأعداءِ إرهابيي داعش ، رحماءَ بينَكم ، عطوفين على شعبِكم ، منتمين لأرضِكم وإنسانِها الذي سامَ العذابَ على أيدي المجرمين .
أنتم اليومَ تمثلونَ إرادةَ الحقِ والخيرِ ، فكونوا مثالا يحتذى ، وقيمةً يشيدُ بها الخيرون في العالمِ أجمع .
إنه يومُكم ، موعدُ نصرِكم ، ومهرجانُ وفائِكم للموصلِ الباسلة .
ورسالتي الثالثة لتنظيمِ داعش الإرهابي :
لم تكن جريمتُكم مِحضَ اعتداءٍ واحتلالٍ وقتلٍ وتشريدٍ وسبي ونهب ، إنها أعمقُ من ذلك وأشدُ كفرا وامعانا في الشرِ والجريمة .
اسأتم للخالقِ العظيمِ ، ودنستم آياتِه ، وهدمتم مقاماتِ أنبيائِه ، واستبحتم الجوامعَ والمساجدَ والكنائسَ وكلَ مكانٍ يرتفعُ فيها ذكرُه ، وقدمتم أبشعَ صورةٍ لدينِ نبيِ الرحمةِ والإنسانيةِ محمدٍ عليه الصلاةُ والسلام .
واليوم حانت ساعةُ الحسابِ ، ليس أمامَكم سوى الموتِ على أسوارِ الموصلِ وشوارعِها أو الهربِ تلحقُكم لعنةُ اللهِ عز وجل ولعنةُ عبادِه الذين أمعنتم في اذلالِهم وقتلِهم .
وتذكروا جيدا أنَ كلَ موصلي يشعرُ بالعارِ أمامَ فعلِكم القبيح ، وهاهم أبطالُ العراقِ يلاحقونَكم ولا أملَ لكم في المواجهةِ مع المؤمنين الحقيقيين . تذكروا كذبَ أمرائِكم ، تذكروا وعودَهم ، لتعرفوا أيَ حضيضٍ أسقطوكم فيه .
القتلُ مصيرُكم أو الهرب ، وفي الحالتين ثمةَ حسابٌ عسيرٌ ينتظرُكم ، فنارُ جهنمَ موقدةً لأمثالِكم .
يا شعبَنا الكريم
أيها العراقيون الأماجد
أدعوكُم إلى الوحدةِ والتآزرِ ، أدعوكم إلى دعمِ قواتِنا المسلحةِ الباسلةِ ، فالليلُ الطويلُ سينجلي عن صبحٍ عامرٍ بالنصر .
وأنتم أهلٌ لكلِ مكرمةٍ ، وأنتم أهلٌ للاحتفالِ الكبيرِ يومَ يطردُ آخرَ داعشي من أرضِنا المقدسة .
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه .