“واشنطن بوست” تحذّر من معركة الموصل: ستكون فوضى عارمة
“واشنطن بوست” تحذّر من معركة الموصل: ستكون فوضى عارمة
شفق نيوز/ حذرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية من أنّ معركة الموصل المرتقبة “قد تتحول إلى فوضى عارمة، في ظل مشاركة قوات غير مستقرة ومتجانسة في المعركة”، ما قد يؤدي أيضاً إلى “تأخير الحرب على التنظيم أو حتى تشعل مزيداً من الصراعات”.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت أنها بدأت بالاستعداد لمعركة الموصل (شمالي البلاد)، بعدما تم الاتفاق بين بغداد وحكومة إقليم كوردستان في أربيل على تفاصيل الخطة لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أنه مع ذلك ما زالت العديد من القضايا الشائكة معلقة، منها دور المجموعات الشيعية، ومسألة من يمسك بالأرض بعد استعادتها.
ويشار إلى أن معركة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، هي أوسع المعارك من نوعها؛ حيث من المقرر أن تكون القوات العراقية، التي تدعمها قوات التحالف، رأس الحربة في هذه المعركة، في وقت ما زال قرابة مليون شخص يعيشون في الموصل.
وبحسب المتحدث باسم القوات العراقية، يحيى رسول، فإنه وبموجب الاتفاق العسكري لن يسمح بدخول المدينة إلا للقوات العراقية الخاصة، والجيش والشرطة والمقاتلين المتطوعين من أهالي المنطقة، كما سيسمح للقوات العراقية بالتحرك في المناطق الخاضعة لسيطرة إقليم كوردستان.
وبحسب رسول، فإنه إلى الآن لم يحسم دور المجموعات الشيعية في هذه المعركة، مرجحاً أن يتم السماح لها بمسك المناطق المحيطة بالموصل.
من جهته قال جواد الطليباوي، المتحدث باسم جماعة عصائب أهل الحق، إحدى المجموعات المنضوية في الحشد الشعبي إن “كورد العراق يحاولون منع الحشد الشعبي من المشاركة في معركة الموصل؛ لأنها تريد أن تستولي على الأرض”، عاداً مشاركة المجموعات في معركة الموصل “واجباً وطنياً ودينياً”، مشدداً على أنه سيتم معاملة القوات التركية الموجودة في شمال العراق على أنها “قوة احتلال”.
وكانت بغداد رفعت من وتيرة لهجتها تجاه الوجود التركي في العراق، حيث يتمركز قرابة 250 جندياً تركياً في معسكر بعشيقة القريب من الموصل؛ في إطار دعم القوات التركية لقوات البيشمركة الكوردية، بحسب البيانات الصادرة من أنقرة.
ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، قوله إن “الوضع صعب للغاية في الموصل، ونحتاج إلى ضمان التماسك، والتأكد من معالجة كل المخاوف الطائفية والعرقية”.
وبحسب قادة في الجيش العراقي – تقول “واشنطن بوست”- “فإن مرحلة التخطيط انتهت، والوقت لبدء معركة الموصل بات قريباً، حيث تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باستعادة المدينة قبل نهاية العام الجاري، كما يبدو أن توقيت المعركة الذي بات قريباً له علاقة بموعد الانتخابات الأميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل”.
وتنقل الصحيفة الأميركية عن مايكل نايتس، المتخصص في شؤون العراق بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، رأيه بأن “العدو يتهاوى، والقوات جاهزة والزخم موجود، الأمر الحاسم الآن هو كيف ستتعامل هذه القوات مع العرب السنة”.
وأوضح “من المتوقع أن ينظر إلى سكان الموصل الموجودين حالياً بالمدينة بعين الريبة”، مشدداً على أن “الانتهاكات التي تجري ضد السكان السنة من شأنها أن تغذي التصورات لدى السنة بالتمييز والإقصاء ضدهم من طرف الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد، مما قد يفتح الباب أمام فوضى جديدة”.