تعقيدات الموصل: بغداد تستخدم ورقة “العمال” و”داعش” يخسر الكيماوي
تعقيدات الموصل: بغداد تستخدم ورقة “العمال” و”داعش” يخسر الكيماوي
العربي الجديد - على الرغم من تأكيدات عسكرية وحكومية عراقية بدء العد التنازلي للهجوم على مدينة الموصل، فإن مشاكل جديدة برزت على السطح قد تؤدي إلى تأخير المعركة المرتقبة، وسط ازدياد المخاوف على مصير مليون وربع مليون مدني داخل المدينة. وتحدثت تقارير عن أن الاستعدادات الإنسانية لإغاثة السكان التي مضى عليها أكثر من شهر لم تصل حتى الآن لتأمين 10 في المائة من مجمل سكان المدينة، فيما تفتقر الحكومة لخطة إخلاء آمنة للسكان من المدينة مع بدء الزحف البري عليها. كذلك فإن مشاكل سياسية أخرى أوجدتها سلطات بغداد قد تؤدي إلى تأزم في العلاقة مع أنقرة وأربيل، ما قد يتسبب بتأجيل الهجوم، أبرزها تسريبات حصلت عليها "العربي الجديد" تؤكد أن سلطات بغداد وافقت على إشراك حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة بالهجوم على الموصل وبواقع ألف مقاتل، وهو ما يُعتبر نسفاً لاتفاق سياسي سابق حدد القوات التي ستشارك في المعركة. يضاف إلى ذلك بيان لمليشيات "الحشد الشعبي" صدر أمس الأول الأحد أكدت فيه أنها ستدخل الموصل ولن تقبل بأية صفقة سياسية على حسابها.
"داعش" يستبق الهجوم
ووفقاً لمسؤولين عراقيين في الجيش، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) نفذ خلال يومي السبت والأحد 11 هجوماً مباغتاً على قطعات وتجمّعات الجيش والشرطة الاتحادية والمليشيات في مناطق البعاج والخانوكة ومحوري مخمور ومكحول. كما قام بإحراق 4 آبار نفط في حقل القيارة وتدمير مخزن أسلحة وذخيرة للواء الرابع في الجيش العراقي. وأكد ضابط في الجيش العراقي أن 32 جندياً وعنصراً في "الحشد" قُتلوا فضلاً عن 13 من أفراد البشمركة في الهجمات التي استخدم فيها "داعش" أعداداً كبيرة من الانتحاريين وصلت إلى 20 انتحارياً جميعهم بسيارات مفخخة.
بغداد تشرك "العمال"
وفي سياق التصعيد السياسي الذي ينعكس على معركة الموصل، كشف القيادي في التحالف الكردستاني العراقي حمة أمين لـ"العربي الجديد"، أن "بغداد أبلغت حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا بعدولها عن قرار عدم مشاركة الحزب في معركة الموصل، وطالبته بالتحضر والنزول من جبار سنجار والانضمام مع حشود مليشيات الحشد الشعبي". واعتبر أمين أن "هذه الخطوة تصعيدية ومتعمدة من بغداد ضد أنقرة"، متوقعاً "أن تكون هناك ردة فعل تركية حيال إشراك حزب إرهابي مثل العمال الكردستاني قد يشكل تهديداً على أبناء القومية التركمانية في الموصل وتلعفر"، مشيراً إلى أن "قائمة تشكيلات القوات المشاركة في الهجوم يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الحالي كانت خالية من هذا الحزب وتم استبعاده تماماً، لكن اليوم أدرج كما علمنا من أوساط مقربة من هذا الحزب". ولفت إلى أن "أي اختلال في موازنة معركة الموصل بمعنى أن تدخل المليشيات وحزب العمال الكردستاني إلى المدينة وتسيطر عليها بسبب ضعف الجيش العراقي، يعني عودة الطريق البري بين إيران وسورية لدعم نظام بشار الأسد، وفي الوقت نفسه وصول مليشيات الحشد إلى مقربة من الحدود مع تركيا وتهديد بجرائم عرقية ضد التركمان العراقيين السنّة، وهذه كلها مخاوف مبررة"، واصفاً معركة الموصل بـ"المعركة الإقليمية أكثر من كونها معركة محلية كالفلوجة وتكريت والرمادي سابقاً".
مصير المدنيين مهدد
وسط هذه الأجواء، أعلن ائتلاف منظمات محلية إنسانية عراقية في أربيل، أن الأمم المتحدة والتحالف الدولي والحكومة العراقية لم يصلوا حتى الآن إلى مستوى يمكن القول فيه إنه سيتم إنقاذ 10 في المائة من سكان الموصل البالغ عددهم نحو مليون وربع المليون. وقال المتحدث باسم "منظمات من أجل نينوى" التي تضم 6 جمعيات ومنظمات إنسانية وإغاثية، أحمد العمر لـ"العربي الجديد"، إنه رغم كل التحضيرات والجلبة التي أُحدثت فلم تتوفر حتى الآن اكثر من 12 الف خيمة ما يعني أنها تكفي لمائة ألف نسمة فقط من أصل مجموع سكان الموصل.