معركة الموصل تفجّر خلافاً بين بغداد وكردستان
معركة الموصل تفجّر خلافاً بين بغداد وكردستان
موقع البيان الاماراتية - تثير معارك الموصل من جديد، قضيّة المناطق المختلف عليها، لاسيما تصريحات مسؤولين أكراد بأنّ البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي استعادتها أو تستعيدها من تنظيم داعش باعتبارها مناطق كردية، إلّا أنّ الخلاف لا يقف عند هذا الحد، إذ إنّ ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية تبذل كل ما في وسعها للسيطرة على مناطق حزام بغداد ذات الغالبية السنية، خصوصاً الجنوبية، وهي لم تنسحب منها ولم تسمح بعودة سكانها، على الرغم من مرور زهاء عامين على استعادتها، فيما تمارس عملية تغيير ديموغرافي في مناطق غرب بغداد وشمالها، وتفرض سيطرة شبه كاملة على الجناح الشرقي الذي يتمثّل بمحافظة ديالى التي كانت سنية بنسبة 80 في المئة، وأصبح بعضها الآن ضمن النفوذ الكردي، والقسم الأكبر تحت نفوذ مليشيات الحشد الشعبي، مع عدم السماح للعوائل بالعودة إلّا بتزكية الجهات المتنفذة. وخارج حزام بغداد وحزامي الموصل وكركوك، تستولي مليشيات الحشد الشعبي في كربلاء على منطقة النخيب.
خارطة طريق
وفي ظل الوضع الأمني المتداعي والفوضى السياسية، يؤكّد كفاح محمود المستشار الإعلامي بمكتب رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، أنّ «العملية العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل أهون بكثير من مرحلة ما بعد داعش التي تعتبر الأخطر»، مشيراً إلى أنّه من الصعب تحرير المدينة دون وجود خارطة طريق واتفاق بين جميع الأطراف، مبيناً أنّ الاتفاق السياسي هو الجانب الأهم في عملية التحرير. ويلفت محمود إلى أنّ تنظيم داعش نجح في تمزيق النسيج الاجتماعي بين المكونات والعشائر، مضيفاً:«لو كان هناك اتفاق سياسي بين كل الأطراف في الموصل لما استطاع تنظيم داعش اختراق الصفوف واحتلال الموصل وغيرها من المدن»، موضحاً أنّ الإدارة السابقة الاتحادية والمحلية في الموصل فشلت في إقناع الأهالي بحمايتهم، كما أنّ الإدارة الاتحادية همشت مطالب السكان».
تأجيل صراع
وفي السياق، رد مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي على رفض حكومة إقليم كردستان توقف تقدم قوات البيشمركة أو انسحابها من المناطق المحررة في محافظة نينوى، إذ شدّد الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي، على ضرورة تأجيل أي صراع سياسي في المناطق التي سُميت في الدستور بالمناطق المتنازع، والتركيز على الانتصار في معركة التحرير.
وأضاف: لن نقبل بانتهاز الظروف الحالية والفرص لفرض أمر واقع في نينوى، الانصراف في صراعات جانبية لا يصب بمصلحة أحد سوى داعش»، مبيّناً أنّ «خطر الإرهاب يستدعي تآزر وتضافر جميع منظومات الأمن بما فيها البيشمركة والحشد الشعبي وبقية التشكيلات الأمنية».
رد كردي
من جهتها، ردت حكومة إقليم كردستان على تصريحات العبادي حول معركة الموصل المرتقبة وتقدم قوات البيشمركة، والتي أكّد فيها أنّ على قوات البيشمركة عدم التحرك من مواقعها أو التوسع، إذ قال الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزئي، إنّ «قوات البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي حرّرتها أو التي ستحرّرها في المستقبل». وتأتي تصريحات العبادي في الوقت الذي تقدمت قوات البيشمركة خلال الأسبوع الجاري مسافة تزيد عن 20 كم في محاور الخازر والكوير ومخمور، في عملية استمرت يومين واستطاعت فيها استعادة 12 قرية كانت تخضع لسيطرة «داعش».
اتفاق
كشفت مصادر عسكرية وسياسية كردية عن أنّ قوات البيشمركة لن تدخل مدينة الموصل لحساسية الأوضاع فيها وستبقى عند أطرافها، إلّا عند الضرورة القصوى، وفق اتفاق عراقي - كردي - أميركي.