رغم تحرير الفلوجة من داعش الا انها مازالت تعاني قسوة المليشيات الشيعية وشدة الاجراءات الأمنية
رغم تحرير الفلوجة من داعش الا انها مازالت تعاني قسوة المليشيات الشيعية وشدة الاجراءات الأمنية
المدار نيوز - رغم تحريرها من احتلال تنظيم داعش منذ حزيران الماضي، ما زالت الفلوجة تعاني من إجراءات أمنية غير مسبوقة، حولت المدينة التي كانت قبل عام 2003 من اكبر واجمل اقضية العراق بسكانها الـ(700) الف نسمة الى اطلال وخرائب. ولعل اخطر ما تنتظره الفلوجة هو اصرار حكومي على عزلها عن محيطها من خلال حفر خندق بعمق مترين وارتفاع 11 مترا يحيط بها من ثلاث جهات في حين يتولى نهر الفرات كحاجز طبيعي عزلها من الجهة الرابعة، اضافة الى تقطيع احيائها من الداخل وفصلها بعضها عن بعضها الاخر بحواجز إسمنتية، وانشاء مقرات محصّنة لنقاط التفتيش والدوريات الأمنية التي ينتظر أن يكون عددها كبيرا لنشرها في أغلب الطرقات الرئيسية ومداخل ومخارج المدينة المنكوبة. ويتحجج المسؤولون الحكوميون والقادة العسكريون بان اجراءات الامن المشددة التي ينفذونها في الفلوجة، هي تعليمات من حكومة العبادي التي دعتهم الى فرض رقابة صارمة على سكان الفلّوجة لا تستثني أدقّ خصوصياتهم من خلال التدقيق بهوياتهم بشكل دوري ومستمر والتعرّف على وجهاتهم أثناء تنقلّاتهم بالمدينة وخارجها، وحتى على زوارهم وضيوفهم ومخاطبيهم والمتصلين بهم عبر الهاتف وغيره من وسائل الاتصال.
ونُقل عن قائم مقام الفلوجة عيسى العيساوي، إن على أهالي الفلوجة النازحين تعبئة استمارات أمنية إلكترونية خاصة قبل العودة إلى مدينتهم، موضحا أن هذه الاستمارات ستخصص لكل أسرة عائدة، رقما متسلسلا خاصا بها، ما يسهل على الأجهزة الأمنية في القضاء التعرف بسرعة على البيانات الأولية للأسرة وخلفيتها الأمنية، مؤكدا أن البيانات الواردة في هذه الاستمارات ستشكل قاعدة معلومات يتم لاحقا على أساسها إصدار بطاقات هوية وبطاقات تسجيل السيارات. واكد اعضاء مجلس محافظة الانبار وعدد منهم ينحدرون من المدينة ان السلطات الحكومية لا تستمع الى ارائهم ولا تسمح لهم حتى بزيارة اقاربهم المحتجزين الا بعد انتهاء عمليات التدقيق الامني معهم وهذه ستستمر شهورا طويلة نظرا لقلة المحققين وكثرة المعتقلين. ومما فاقم تردي الاوضاع في المدينة المنكوبة، ان المليشيات الشيعية التي ما زالت تتخذ مقرات ومكاتب لها في الفلوجة وترفع راياتها وشعاراتها على ابنيتها المهدمة، لا تسمح لكثير من ابناء المدينة في خارج العراق، بايصال مساعدات لسكانها، لان هؤلاء الابناء وبعضهم رجال اعمال وتجار يعتبرون خصوما لايران في رأي المليشيات بسبب اقاماتهم في دول الخليج، كما ان منظمات الاغاثة الدولية والمحلية تقف عاجزة عن تنفيذ برامجها في تقديم العون الى آهالي الفلوجة بسبب طلب قادة المليشيات تخصيص الجزء الاكبر من مساعداتها الى قوات الحشد.