العاملون في المعابر الحدودية العراقية يعانون من هيمنة ميليشيات إيرانية
العاملون في المعابر الحدودية العراقية يعانون من هيمنة ميليشيات إيرانية
بغداد ـ «القدس العربي»: يشكو موظفون عراقيون في المعابر الحدودية بين العراق وإيران، من نفوذ وهيمنة الجماعات المسلحة وتدخلها في عملهم للسماح لشاحنات البضائع والأسلحة بالدخول إلى العراق خلافا للقوانين والتعليمات. وقالت مصادر تعمل في النقاط الحدودية بين العراق وإيران لـ «القدس العربي» إنها تتعرض لمختلف أشكال الضغوط والتهديدات من قبل ميليشيات إيرانية وعراقية معروفة من أجل السكوت عن حركة الشاحنات التي تنقل البضائع بين البلدين، بحجة كونها لصالح الجماعات المسلحة التي تحارب تنظيم «الدولة». وذكر موظف الجمارك في نقطة زرباطية الحدودي (ع. م العزاوي) لـ»القدس العربي» إنه وزملاءه في العمل يتعرضون إلى ضغوط كبيرة من عناصر ميليشيات عراقية وإيرانيين يعملون في الحرس الثوري الإيراني أثناء جلبهم شاحنات من إيران محملة بالبضائع والسلع والمعدات ويرفضون أن يقوم موظفو الجمارك العراقيون المختصون بالكشف عليها وفرض الرسوم الجمركية الاعتيادية عليها، تحت ذريعة انها تعود للحشد الشعبي، دون أن يبرزوا الوثائق الأصولية التي تثبت ادعاءهم.
ويؤكد العزاوي أن التعليمات الجمركية لا تعفي تلك الجهات من دفع الرسوم الجمركية أو الكشف على نوع البضاعة التي تدخل إلى العراق، مشيرا إلى حادثة وقعت له عندما كان موجودا في النقطة الحدودية، إذ وصلت سيارتان عسكريتان بدون لوحات أرقام من الجانب العراقي ونزل منها عناصر يرتدون الزي العسكري لعناصر الحشد الشعبي الذي تم تشكيله بناء على فتوى المرجعية الشيعية العليا. وقد برز بينهم شخص ذو لحية يبدو أنه قائد المجموعة العسكرية وطلب منه الحضور إليه في السيارة، فجاء إليه دون أن يعرف ما يريده منه. وتكلم الرجل العسكري قائلا: ألا تعرف من أنا؟ فقال لا. قال: أنا (ساخت إيران) وهي عبارة باللغة الفارسية معناها (صنع في إيران)، وهو يقصد إنه عسكري إيراني ضمن الجماعات المسلحة الإيرانية التي تتردد على العراق، ثم أبلغ موظف الجمارك بأن شاحنات آتية من الجانب الإيراني ستصل محملة ببضائع وسلع تعود للمستشارين الإيرانيين العاملين مع «الحشد الشعبي»، طالبا منه السماح بمرورها دون تفتيش أو فرض رسوم جمركية عليها. وأوضح العزاوي أن لهجة العسكري كان فيها تهديد واضح له بعدم اعتراض مرور الشاحنات أو مواجهة العواقب، رغم أن الموظف أبلغه أنه ليست لديه صلاحية إدخال الشاحنات دون تفتيش أو دفع الرسوم الجمركية، طالبا منه أخذ موافقة مدرائه في النقطة الحدودية على ذلك. ولكن العسكري الإيراني أصر مهددا على أن تمر الشاحنات دون إعاقة.
وأكد العزاوي أن العديد من موظفي الجمارك في النقاط الحدودية مع إيران يتعرضون لحالات مماثلة وضغوط من الميليشيات العسكرية العراقية والإيرانية كي لا يعترضوا على مرور الشاحنات المحملة ببضائع مجهولة من إيران إلى العراق، وقد تكون الحمولة فيها ممنوعات كالأسلحة والمتفجرات والمخدرات وغيرها، مشيرا إلى أن معظم موظفي الجمارك العراقيين يتجنبون العمل في المنافذ الحدودية مع إيران خوفا من الاصطدام بالجماعات المسلحة المتنقلة بين البلدين، مع عدم قدرة دوائرهم على حمايتهم، خاصة بعد تعرض بعض الموظفين إلى اعتداءات من مسلحين مجهولين أثناء العودة من النقاط الحدودية إلى بيوتهم في بغداد ومناطق أخرى.
وذكر مصدر آخر في البصرة جنوب العراق أن مناطق في المحافظة على الحدود مع إيران اصبحت خاضعة تماما لنفوذ الجماعات المسلحة العراقية والإيرانية، وأن الكثير من الشاحنات والسفن والزوارق المحملة بالبضائع القادمة من إيران يتم إدخالها دون تفتيش باعتبارها تبرعات لصالح «الحشد الشعبي»، مؤكدا أن بعض الموظفين الكبار والعسكريين في النقاط الحدودية هم أعضاء في الأحزاب المتنفذة في المحافظة، وهم يقومون بتسهيل عبور تلك الشاحنات خلافا للتعليمات والقوانين. وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الموظفين في النقاط الحدودية لا يمكنهم التأكد من كون البضائع القادمة من إيران هي فعلا لصالح الحشد الشعبي أم أن ذلك غطاء لعبور مواد ممنوعة مهربة، نظرا لعدم السماح لهم بتفتيشها وعدم وجود أوراق رسمية تحدد نوع الحمولة. يذكر أن النقاط الحدودية بين العراق وإيران تشهد يوميا حركة مرور واسعة لآلاف الشاحنات التي تنقل مختلف أنواع البضائع الإيرانية إلى العراق وسط تسهيلات كبيرة مقدمة من الجانب الحكومي في العراق الذي تسيطر عليه أحزاب وقوى موالية لإيران.
المعابر الحدودية , العراق , إيران , ميليشيات , الحرس الثوري الإيراني , القدس العربي ,