ناشطون ونازحون ينتقدون فشل الحكومة العراقية والأمم المتحدة في توفير الماء للنازحين
ناشطون ونازحون ينتقدون فشل الحكومة العراقية والأمم المتحدة في توفير الماء للنازحين
بغداد ـ «القدس العربي» وجه ناشطون سياسيون مستقلون وآخرون في منظمات اغاثية انتقادات حادة للحكومة المركزية والحكومة المحلية في محافظة نينوى على خلفية فشلها في تقديم أي مساعدات، بما فيها المياه الصالحة للشرب، لمئات العوائل التي نزحت من قضاء الشرقاط وناحية القيارة بسبب العمليات العسكرية.
ووصف الناشط من مدينة الموصل، غانم العابد، المقيم في إقليم كردستان، الإجراءات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لمساعدة النازحين بـ «الفاشلة»، مؤكدا على فشل دور بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في تحمل مسؤولياتها لمساعدة العوائل «الهاربة» من العمليات العسكرية.
وبلغ عدد النازحين المسجلين حتى 21 يوليو/ تموز نحو 20 الفا، حسب تقديرات قال «العابد» أنه حصل عليها من مسؤولين في منظمات اغاثية توقعوا ارتفاعا كبيرا في اعدادهم «قد يتجاوز 50 الفا بعد اقتراب القوات الأمنية والبيشمركه الكردية والحشدين العشائري والوطني من مشارف مدينة الشرقاط».
وفي اتصال لـ «القدس العربي»، مع النازح «علي عبد المجيد الجميلي» الذي وصل قبل يومين إلى مخيم «ديبكة» التابع لقضاء مخمور جنوب شرق الموصل، قال انه وصل إلى المخيم برفقة عائلته المكونة من تسعة اشخاص دون السادسة عشرة من عمرهم.
وقال انه «واطفاله وزوجته قطعوا مسافة تزيد عن أربعة كيلومترات سيرا على الاقدام قبل ان يصلوا من ناحية القيارة إلى اول نقطة تابعة للجيش العراقي الذي قام بالتدقيق في اسمائنا ومطابقتها مع السجلات الموجودة لديهم».
وقال، ان «حاجتنا الأساسية هي للماء فقط بعد ان نفد ما استطعنا حمله عند خروجنا من المدينة حيث قطعنا تلك المسافة سيرا على الاقدام تحت حرارة الشمس وتزايد حاجة الأطفال للماء، لكن الجيش لم يوفر لي ولعائلتي ما يكفي من الماء لسد حاجة ثلاثة أشخاص قبل نقلنا إلى مخيم ديبكة بعد حوالي عشر ساعات بسيارات عسكرية مكشوفة قطعت المسافة بأكثر من 40 دقيقة زادت من معاناتنا وحاجتنا إلى ماء الشرب»، حسب قوله.
وشبه «الجميلي» المخيم بـ «سجن محاط بأسلاك شائكة تعيش فيه آلاف العائلات في خيم مصنوعة من القماش الذي لا يقينا الحر الذي ارتفعت درجة إلى ما يزيد على خمسين درجة مئوية».
وكان قسم ممثليات وزارة الهجرة في إقليم كردستان قد أصدرت بيانا مطلع يوليو/ تموز قالت فيه ان «نحو 500 عائلة نازحة من مناطق أطراف ناحية القيارة تم استقبالها خلال الأيام الثلاثة الأولى من بدء عمليات تحرير نينوى وإيوائها في مخيم ديبكة» التابع لقضاء مخمور جنوب شرق الموصل.
يذكر ان مخيم ديبكة أقيم نهاية العام 2014 بعد تصاعد حدة القتال بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الأمنية العراقية، ومع الإعلان عن عملية تحرير نينوى نزحت إليه مئات العائلات من مناطق القتال في ناحية القيارة وقضاء الشرقاط؛ وتتخوف جهات محلية من «تعرض الهاربين من تنظيم الدولة لمأساة كارثية بمخيم ديبكة في مخمور في محافظة نينوى»، حسب تصريحات أدلى بها المتحدث الرسمي باسم الحشد الوطني، زهير الجبوري، أكد فيها «حدوث حالات اغماء في صفوف النازحين بسبب الحر الشديد وعدم قابليته على استيعاب العدد الهائل في ظل عدم توفر الماء والغذاء والأدوية».
وكان الناشط غانم العابد قد أشار إلى وجود «1300 عائلة في المخيم بداية يوليو/ تموز مع تقديرات تراحت بين 20 إلى 30 عائلة تصل إلى المخيم كل يوم».
ونقل عن مسؤولين محليين من محافظة نينوى زاروا المخيم قولهم ان النازحين «يعيشون أوضاعا صحية متردية بسبب العطش الشديد وشحة المواد الغذائية المقدمة لهم التي تسببت بحالات اغماء للعديد منهم»، حسب قوله.
وناشد من سماهم «الخيرين للإسراع بارسال صهاريج الماء الصالح للشرب إلى مخيم ديبكة لانقاذهم من الموت عطشا»، حسب قول الناشط غانم العابد لـ «القدس العربي».