2015/05/26
أسامة النجيفي: الكويت طرف مقبول من جميع العراقيين ... والأمير أبدى استعداده لتحقيق المصالحة بين الفرقاء ...
رأى نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي أن الكويت دولة مهمة ولها دورها في المنطقة سياسيا وعسكريا بما يحقق الأمن والاستقرار، ويمكن أن تلعب دورا إيجابيا في المصالحة وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء العراقيين، كونها مقبولة من جميع الأطراف، مبديا ترحيبه بأي مبادرة أو دور كويتي في هذا الإطار.وقال النجيفي، في حوار خص به «الراي» والزميلة «النهار» إن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أبدى استعداده لبذل اي جهود في إطار تحقيق المصالحة بين الأطراف العراقية، موضحا أن هناك عملية سياسية مستمرة في العراق لكن فيها تلكؤاً في بعض المشاكل التي ادت الى عدم الوصول إلى تفاهم نهائي يؤدي الى قناعة المجتمع ان جميع الامور تسير بطريقة صحيحة.
ولفت إلى أن زيارته للكويت ليست الأولى، وتعكس حرصه على تطوير العلاقات بين الأشقاء، وهي جاءت لتقديم التعازي بوفاة رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي، وأن زيارته لسمو الأمير وسمو ولي العهد كانت لشرح الوضع العراقي والمعركة التي يخوضها العراق ضد الارهاب الذي يهدد جميع دول المنطقة بالاضافة للدور العربي المطلوب للوقوف مع العراق.
وأضاف أن خطر الارهاب أصبح عالميا يهدد جميع الدول وعلى الجميع التصدي له، مشيرا إلى ان سمو الأمير استمع لهذه القضايا باهتمام شديد وكان متعاطفا مع الأزمة العراقية.
وفي ما يلي نص الحوار:
• التقيتم سمو الأمير وتباحثم مع سموه حول مواضيع عدة، فما الذي ترتب عن هذه المباحثات؟- بالتأكيد، ليست الزيارة الحالية الاولى الى للكويت، فقد كانت لي زيارات متتكررة وعديدة. ومن المهم ان تكون علاقتنا على احسن وجه، علاقة اشقاء وتاريخ مشترك وراسخة، وبالتاكيد كان سبب الزيارة تقديم التعازي في وفاة المغفور له الراحل رئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي، كما كان لي لقاء مع سمو الامير وسمو ولي العهد لشرح الوضع العراقي والمعركة التي يخوضها العراق تجاه الارهاب الذي يهدد عموم المنطقة والدور العربي المطلوب في الوقوف مع العراق في هذه المرحلة الصعبة.وأرى ان هذا الخطر خطر عالمي يهدد الجميع والتصدي له يجب ان يكون من قبل الجميع وشرحنا لسمو الامير الوضع السياسي العراقي ومراحل تنفيذ الاتفاق السياسي وجهود الحكومة لتثبيت المصالحة بين العراقيين ووضع النازحين والبلد بصورة عامة. وكان سمو الامير يستمع باهتمام ومتعاطفا جدا مع الازمة العراقية ويعتقد انه لا بد من ان تقوم الكويت بدور مهم في هذا الاتجاه.
دور سياسي وعسكري
ما الدور المطلوب من الكويت في هذا المجال وهذه المرحلة؟الكويت دولة مهمة في المنطقة واحدى دول مجلس التعاون الخليجي، ولها الان دور سياسي وعسكري في استقرار المنطقة. واعتقد ان الارهاب موجود في كل دول المنطقة وفي دول الخليج والكثير من دول العالم وهي خلايا نائمة موجودة تقوم بعمليات عندما تأتيها اوامر وتوجيهات من قيادات ارهابية المتمركزة في العراق،والكويت لها دور مهم في الجهود السياسية مع العراقيين لتعزيز مبدأ المصالحة بين المكونات العراقية،وسمو الامير طرح انه مستعد لاي جهود في هذا الاتجاه وهو يعتقد انه لابد من جلوس الجميع على طاولة واحدة وحل المشاكل بطريقة فعالة.
ونحن نرحب باي دور كويتي لتقريب وجهات النظر بين العراقيين وهناك طبعا عملية سياسية مستمرة في العراق لكن فيها تلكؤ وفيها بعض المشاكل التي ادت الى عدم وصول الوقة السياسية العراقية الى تفاهم نهائي والى اتفاق يؤدي الى قناعة المجتمع ان جميع الامور تسير بطريقة صحيحة.
ما المطلوب من الكويت تحديدا؟ هل هو استضافة اطراف عراقية او التدخل عن طريق وساطة؟نحن الان طرحنا فكرة اولية ولم يبحث الامر في العراق بعد. ولكن بالنقاش مع سمو الامير طرح انه مستعد لاي جهود في هذا الاتجاه. ونحن قلنا ان الكويت مقبولة من جميع الاطراف العراقية وتستطيع ان تلعب دورا مهما في هذا المسار.
ماذا في شأن الاتهامات بوجود تدخل ايراني وتركي في الشأن الداخلي العراقي؟الداخل العراقي منقسم تجاه علاقاته مع الدول المجاورة، فقسم من السياسيين العراقيين لديهم موقف من الدول العربية عموما، وآخرون من تركيا، وقسم مع ايران ضد الآخرين، وقسم ضد المجموعة الغربية العالمية، وهذه تعتمد على مشاربهم السياسية وانتماءاتهم واحزابهم وعقائدهم.
الوضع منوع وليس هناك شكل واحد في العراق، وايران دولة كبيرة ومهمة في المنطقة، وهناك 1400 كيلومتر من الحدود المشتركة معها، ولدينا معها علاقات تاريخية وبعض الأحزاب الموجودة حاليا في العراق لبثت عقودا في ايران خلال الفترة الماضية، وهناك دعمت ومولت ودخلت العراق بعد الاحتلال الأميركي للعراق. وهي الآن جزء من العملية السياسية ومن الطبيعي ان يكون لديها علاقات متميزة مع ايران.
واعتقد ان ايران كدولة تحاول ان تحقق مصالحها في العراق وفي اي منطقة ولكن المصلحة العراقية تنبع من قناعة العراقيين بوطنهم ومصالحهم الخاصة والفائدة المشتركة مع اي دولة.
العراق وداعش
بعد استيلاء داعش على المراكز الحدودية بين العراق وسورية، كيف ترون خطر تنامي هذا التنظيم على سيادة العراق؟هذه الدولة المزعومة لهذا التنظيم الارهابي ممتدة حاليا من العراق الى سورية، والحدود مفتوحة وكانت هناك نقطة حدودية اخيرة سقطت قبل أيام، وهم يعبرون من كل مكان وليس من النقاط الحدودية فقط، واعتقد انهم يمثلون سرطانا في جسم المنطقة ولابد ان يستأصل وكلما طال الزمن أصبح الأمر أصعب، لان هناك ملايين من البشر يخضعون لسيطرة هذا التنظيم حاليا فبالموصل فقط يوجد مليونا نسمة هذا بالاضافة لمدينة الرقة ومناطق شاسعة تحتوي على ثروات مائية وزراعية، وبدأ هذا التنظيم بتشكيل دولة واصدار عملة ووثائق رسمية وهذا خطر كبير ولابد ان نستعجل في القضاء عليه فالانتظار سيجذر هذا التنظيم في المنطقة ويخلق جيلا من صغار السن الذين لايفقهون شيئا من الحياة من الممكن ان يؤمنوا باهداف هذا التنظيم ويقاتلوا معه.
ألا يعتبر الهدوء النسبي في الداخل العراقي مؤشرا ايجابيا للدخول في مصالحة وطنية شاملة؟هذا ما نسعى له، ولكن الوضع العراقي الآن يشوبه الجمود وليس هناك تقدم حقيقي في المسار السياسي. والمسار العسكري متعثر ايضا، ويجب ان نعمل على تطبيق الاتفاقات السياسية وخلق مصالحة حقيقية تستند الى حقوق تعطى للناس وقناعات تكون حاضرة في الضمير العراقي. وهذه ليست موجودة حتى الآن، وهناك جهات في الحكومة تسعى لتنفيذه وأخرى تسعى لاعاقته ورفع صوت التطرف عاليا.
من هي هذه الاطراف التي تسعى لاعاقة المصالحة الوطنية؟هناك مشكلة حتى داخل التحالف الوطني الشيعي، وهناك صراع فالبعض يريد التفاهم والاخرون متطرفون وهناك نوع من المزايدات تجاه كل قرار يصدر او اي فعل حكومي، واتهامات متبادلة لتعويق النية الطيبة تجاه الاخرين.
ما رسالتكم للشعب الكويت بعد الانتهاء من معظم الملفات العالقة بين البلدين؟نؤكد ان الشعب الكويتي هو شعب شقيق وهناك تاريخ طويل من العلاقات والاخوة والنسب والدماء المشتركة وهناك روابط كثيرة بيننا، وحاليا العلاقات بين البلدين على أفضل ما يرام وتم علاج جميع القضايا العالقة ما عدا بعض القضايا التي هي في عهدة الامم المتحدة، منها ملف المفقودين وعودة الارشيف الكويتي وبعض هذه الامور التي يسعى العراق والكويت لايجاد حلول لها، والتعويضات لم يبق منها سوى مبلغ ضئيل بحدود 5 مليارات من اصل 50 مليار دولار، والكويت قد اجلت هذا العام استلام التعويضات لوجود ازمة مالية عراقية وهذا تقدر عليه دولة الكويت، ونعتقد ان الاوضاع بيننا من احسن العلاقات العربية.
ماذا عن الاستثمارات الكويتية في العراق؟المشكلة تكمن في عدم استقرار الوضع الامني العراقي مما يعيق الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين ولكن في المستقبل سوف تتطور لانها مدعومة شعبيا.
العراق الجديد
بعد الحديث عن السلبيات، هل تحققت امور ايجابية في العراق؟العراق بلد يستطيع ان يغير المعادلة في اي وقت، فهو بلد كبير وعريق وشعبه له ثقافة وتاريخ وهذه الشعوب لا تموت مهما حصل عليها من عاديات الزمن وستنهض بعد فترة، ولكن علينا العمل لتكون هذه الفترة قصيرة، وانا متفائل بان المستقبل سيكون خيرا، ونحن الان في فترة محنة تحتاج الى وعي الشعب وتنازلات متقابلة من المكونات العراقية والتزام بدستور الدولة ومساعدة الاصدقاء والاشقاء حتى نخرج من هذه المحنة.
احد السياسيين الاتراك قال «عندما زرت العراق لم اجد عراقا واحدا بل وجدت عراقا متعددا» فإلى اين تتجه العملية السياسية في العراق؟العراق موجود. لكن فيه مشكلة، وفيه حرب مفتوحة ضد الارهاب، ونوع من الخلافات التي نشأت نتيجة الادارة السيئة للبلد خلال الفترة الماضية وهذا لا يعني ان العراق مقسم فالعراق لا يزال بلدا واحدا وهناك حكومة ممثلة فيها الجميع وبرلمان ومؤسسات، ولا انكر وجود خلافات وتقاطعات ولكن هذا لا يعني ان الطرق قد سدت والخطر الذي يهددنا هو خطر الارهاب الذي يهدد الجميع. والمشكلة الثانية علاقة المكونات العراقية السنة والشيعة والأكراد مع بعضهم وكيفية ايجاد الصيغة المقبولة لعيش مشترك.
ركزتم في بداية الحديث على التحدي الذي يواجهه العراق، وهو الارهاب وسيطرة تنظيم داعش على الرمادي بعد انسحاب القوات العراقية، هل توافقون على ما قاله وزير الدفاع الاميركي ان القوات العراقية لا تملك الدافع والرغبة للمقاومة؟بالتأكيد ان هناك خللا حصل في مقاومة الجيش لهذه المجموعة الارهابية التي هاجمت الرمادي كانت قليلة جدا والقوات التي كانت بالداخل كانت كبيرة ولديها مدرعات ودبابات وحصلت حالة انسحاب دون قتال حقيقي ويجرى تحقيق الان اذا ما كان هناك انسحاب نتيجة تخاذل بعض القادة وتوجيه اوامر للانسحاب، لانني سمعت من رئيس الوزراء انه لم يوجه امرا بالانسحاب، والانسحاب جاء بقرارا محلي نتيجة سوء تقدير لموازين المعركة او نوع من الفشل في القيادة.
وبالتاكيد ما حصل هو انكسار عسكري ولابد ان يعالج والروح القتالية تعتمد على عدة معطيات وتعتمد على جيش يستند على قاعدة شعبية وعلى عقيدة قتالية وعلى تفاهم سياسي ومازلنا في العراق نحتاج الى تطوير الموضوع السياسي والعقيدة القتالية ودعم القوات المقاتلة. وهناك نوع من الخلل في عدم توازن القوى داخل هذه المعركة والمعارك الاخرى ان العشائر السنية لم تسلح وهي صاحبة الارض والمعنية قبل الاخرين بالدفاع عن بيوتها وكرامتها وعوائلها، ولكن كل الجهود التي بذلت في الاشهر الماضية باءت بالفشل في عدم قدرتنا على اقناع الحكومة بتسليح هذه العشائر واعطائهم المسؤولية الكاملة وهم مؤهلون لهذا الواجب وهذا ايضا دوافعه سياسية وأدى الى توازن مختل في معركة الانبار.
لكن هذا يحتاج الى اعادة هيكلة الجيش؟الجيش لابد ان يتوازن، وكذلك الشرطة والقوات المتطوعة ايضا، وهناك تطوع تحت عنوان الحشد الشعبي وهناك مؤسسة رسمية ارتبطت برئاسة الوزراء تسمح بالتطوع لكل العراقيين وصدر قانون في موازنة المالية 2015 حدد ان يكون للمناطق السنية عدد المتطوعين 52 الفا وعدد الشيعة نحو 70 الفا، ولكن هذا لم يعمل به واصبح التوازن مختلا بشكل كبير حيث ان المتطوعين الشيعة تجاوزوا 120 الف والسنة 10 الاف فقط وهذا ادى الى خلل ونوع من التساؤل لماذا لا يسلح ابناء المناطق التي هي معنية بالقتال قبل الاخرين وهذه احد اسباب انهيار الانبار.
نينوى
كانت هناك مطالبات في الجلسة الاخيرة بإقالة محافظ نينوى، هل ما تم اتهامه به بدعمه للإرهاب صحيحا؟هذا الموضوع قيد التحقيق الان، وهناك لجنة برلمانية تحقق في اسباب سقوط الموصل، ومحافظ نينوى ادلى بشهادته امام اللجنة في جلسة استغرقت 7 ساعات، وقدم وثائق مهمة واشرطة فيديو ورسائل ومخاطبات بينه وبين الحكومة في بغداد وبين القادة العسكريين تؤكد بصورة واضحة ان سبب سقوط الموصل مشابهة لسبب سقوط الرمادي، ولم يقاتل وترك الاسلحة وهرب، ولم يكن لأهل نينوى في ذنب سقوط الموصل وعلى العكس طلبوا السلاح والمساعدة وارادوا ان يكون لهم دور ولكن لم يعط لهم السلاح وهذا الموضوع مثبت في محاضر رسمية ورئيس الوزراء هو من ادار العملية بطريقة خاطئة ومارس سياسة طائفية تجاه اهل المدينة على مدى سنوات ادت لى تقاطع بين الناس وبين الجيش وهذا الامر قيد التحقيق.
ألا ترى ان ما حدث في حرب تحرير تكريت سبب رئيسي في سقوط الرمادي؟طبعا هناك سوء تصرف من بعض الوحدات التي دخلت تكريت تحت غطاء الحشد الشعبي، وقامت بسرقة المنازل وحرق بعض المؤسسات وسيطرت على المدينة ولم تسمح بالدخول إليها ولم تسمح حتى للجهات الرسمية ان تدخلها وحتى الان لم يعد السكان وهذا اعطى رسالة سلبية انه لابد من ضبط اي وحدة عسكرية. وبعد الحادثة صدر قرار بربط جميع الوحدات المتطوعة برئيس الوزراء وجعلها تحت القيادة العسكرية وهذا الامر يجب ان يلتزم به ونلاحظ بعض التصريحات من بعض المجاميع لا يتعاملون مع رئيس الوزراء واذا نجحت الحكومة بضبط هذه المجاميع ضمن اطار رسمي، فلا بأس، ولكن اذا بقيت الامور كما هي الان اعتقد انها تؤثر سلبيا على قناعة الناس وحتى على موازين المعركة.
استياء كبير من نازحي الرمادي بطلب الحكومة كفيل لدخولهم الى بغداد، لماذا يطلب منهم هذا الامر؟طبعا وجهة نظر القوات الامنية ان تنظيم داعش الارهابي يحاول الدخول الى بغداد ضمن مجاميع النازحين بحجة بعض الشباب ويحال بعد ذلك تنفيذ عمليات ارهابية في بغداد، ولكن هذا الموضوع يمكن التدقيق في المطلوبين اثناء عبور الناس، ولكن وجود الكفيل موضوع غير دستوري وضد القوانين ولا يتفق مع روح المواطنة ومع حقوق المواطن وهو اجراء تعسفي وقد نبهنا على هذا الموضوع مرارا ولكن القوات الامنية تتصرف بطريقة تتجاوز فيها التعليمات ولكن هذا الموضوع مرفوض بالنسبة لنا وقد صدرت عدة مرات توجيهات من رئيس الوزراء الى القوات المسلحة بان يتجاوزا هذا الموضوع الا ان هناك مخالفات من حين الى اخر.
رغم تصريحات دول التحالف لمحاربة داعش بان العمليات لم تفشل فإن التنظيم يتنامى، فهل بالإمكان ان يكون هناك دور عربي للمساهمة في القضاء على داعش مثلما هو الحال في التحالف ضد الحوثيين في اليمن؟دخول العرب في العراق امر ضروري وهم معنيون قبل اي احد اخر فنحن نشاهد حدوث تفجير ارهابي في القطيف من قبل داعش، ومعنى ذلك ان داعش في مواجهة مع الجميع والتصدي لهذا التنظيم اصبح ضرورة مصيرية للمنطقة وللعالم ودخول العرب يجب ان يتم بالتنسيق مع الحكومة العراقية بالتجهيز للجيش العراقي بالاسلحة وبالخبرات ويمكن ان يكون بالضرابات الجوية.
احد المستشارين الايرانيين اعتبر ان هناك هالة اعلامية حول داعش الذي يعتقد انه ليس بالقوة التي تحاول وسائل الاعلام الغربية اظهارها، وهم من يدعمها، كيف ترون هذا التصريح؟طبعا هناك خلاف بين ايران مع الدول الغربية اتهامات متبادلة في هذا الاتجاه، واعتقد ان الغرب يسعى بصدق للقضاء على هذه المجموعة الارهابية وهو يشعر بخطرها داخل دولهم، ويشعر ان قسما من شبابهم يتطوعون في القتال مع داعش وفي نفس الوقت هم منخرطون في الدفاع عن الارهاب، وهذه مسالة تعتمد على الخلافات الايرانية الغربية.
ولكن داعش جاءت الى دول ضعيفة ومختلة داخليا نتيجة وجود نوع من التصدع السياسي ونوع من التباعد بين الشعوب والحكومات، مثلما هو حاصل في سورية والعراق واستطاعت من خلال هذا الوضع ان تتمدد فعندما ينسحب جيش بالألاف امام مئات مثلما حدث في الرمادي قبل ايام، فهذا يعني ان ليس لهذا الجيش ارادة قتال وهذه حقيقة. فداعش تنتصر لعدم وجود ارادة في المقابل بالفعل هي مجموعة عادية وضعيفة والاسلحة التي تمتلكها ليست بالخارقة لكنها تعتمد على عقيدة قتالية في الدفاع ولديها انتحاريون وفي المقابل لا يوجد تكاسل في القوات القتالية التي تقاتل في الطرف الاخر وتحدث هذه الهزائم، ومتى ما رتبنا امور الوضع السياسي وتوازن القوات وخلقنا قناعة ان هذا وطننا ويجب ان ندافع عنه ويستبسل الناس في القتال فلن تبقى داعش سوى ايام فقط.
هكذا نقضي على «داعش»
بسؤاله عن ظروف وجود تنظيم داعش وحقيقته، قال النجيفي إن هناك تفسيرات مختلفة لوجود التنظيم، فهناك من يقول ان مخابرات دولية تدير هذا التنظيم، ومن يقول ان تنظيم القاعدة قد تطور الى ما وصل اليه الان، وهذه الدولة الاسلامية ليست بجديدة وكانت موجودة منذ سنوات في العراق وسورية وتمكنت الان من الارض بعد ان كانت عصابات تضرب وتهرب.
وأضاف: علينا معالجة اسباب ظهور هذه الجماعات وهو وجود مظالم واجراءات غير عادلة تجاه المكونات العراقية والسورية بشكل أدى لظهور هذه الجماعة، ولو كانت العدالة سائدة والقانون يطبق على الجميع لما كان بالإمكان ظهور مثل هذه الجماعات، فالإصلاحات والمشاركة ستقضي على هذه الظاهرة تلقائيا.
أدعم «عاصفة الحزم»
بالحديث عن الوضع العربي قال النجيفي: باعتقادي ان ما حصل من عملية عسكرية في اليمن كانت مهمة مطلوبة، وأنا شخصيا قد أصدرت بيانا رسميا يدعم عاصفة الحزم، لأن ما حدث في اليمن انقلاب على السلطة الشرعية، والانقلابات العسكرية مرفوضة في المجتمع الدولي وجميع الدساتير العالمية، وكان هناك حوار سياسي يمني طويل وكان من المفروض ان يتم الالتزام به من جميع الاطراف ومن غير المعقول ان يترك مجال لجماعة ان تسيطر على كل اليمن وان يدفع اليمن الى حرب اهلية ومصير مجهول.
ولكن في نفس الوقت يجب ان يكون هناك عمل سياسي مرافق للعمل العسكري وجمع الاطراف اليمنية في مكان واحد والوصول الى حكومة واسعة فيها شراكة وقناعة مع مساعدة الشعب اليمني ماديا للعودة لحالته الطبيعية.
العرب يمكن أن ينهوا الأزمة السورية
رأى النجيفي أن العرب يمكن أن يعملوا على إنهاء الازمة السورية، مشيرا إلى أن التدخل العربي هناك يجب أن يكون محسوبا لكي يستطيع الوصول لحل سياسي. مضيفا: باعتقادي فان تقوية الاطراف السورية المعتدلة كالجيش السوري الحر وفصائله ودعم الائتلاف السوري الموحد سياسيا يمكن ان نحقق توازنا سياسيا وعسكريا لدفع النظام للجلوس الى طاولة المفاوضات بقناعة وليس فقط حضور اجتماعات وطرح شروط والانسحاب، وباستطاعة العرب القيام بهذا الدور، وكذلك تركيا حيث ان الولايات المتحدة مترددة في هذا الامر مع انها تدرب بعض الجيش الحر في تركيا ولديها بعض الجهود ولكن علينا ان نرفع كفة الجيش الحر لكي يستطيع فرض ارادته على المفاوضات السورية والوصول لحل سياسي، وعلينا ان نتعاون جميعا ليكون داعش خصما للجميع، وبرأيي ان البديل للوضع السوري هو اتفاق سياسي شامل يكون بقناعة السوريين.
كردستان في ورطة
عن الخلاف بين بغداد واربيل حول النفط، قال النجيفي إنه كان من المفترض ان يضبط الأمر من خلال تشريع قانون النفط والغاز، ولكن لم نتمكن من ذلك خلال الدورة الماضية بسبب الخلافات ومازالت الخلافات مستمرة، فقد تم توقيع الاتفاق بين بغداد واربيل قبل اشهر تعهدت فيه كردستان ان تصدر 550 الف برميل يوميا عبر الانبوب العام للتصدير، وفي المقابل ان تعطي لها بغداد مبالغ مخصصة لها ضمن الميزانية ولكن هناك اخفاق في هذا الاتفاق. وكردستان تعاني من مشكلة مالية الآن وعليها ديون تتجاوز 20 مليار دولار، والحكومة لم تعط السنة الماضية الرواتب للموظفين في كردستان، والان هناك نوع من الازمة النقدية العراقية الذي لا يسمح لها بايفاء جميع المتطلبات.
توازن قوى... أم انقسام طائفي؟
قال النجيفي ردا على سؤال عن المحاصصة في عدد المتطوعين السنة والشيعة في القانون وإذا ما كان يعزز الانقسام الطائفي: نحن نتحدث حول توازن القوى العراقية، وعندما نقول ان العراق يتكون من شيعة وسنة واكراد فهو عراق وضمن اطار العراق الواحد، وهذا لا يعني الغاء الخصوصية للمنطقة. واذا تجاوزنا التوازن في القوات المسلحة فقد اعطينا هذا الاجراء بعدا سياسيا، ونوعا من انهيار الثقة بين الاطراف ويؤدي الى مساعدة العدو في الترويج الذي يدعيه في انه هو الذي يحمي السنة وهذا امر خطير.
كلمات دلالية ...
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.