​حقائق جديدة بتقرير تشيلكوت عن غزو العراق

​حقائق جديدة بتقرير تشيلكوت عن غزو العراق

بلير وبلير

شفق نيوز/ قالت صحيفة أوبزرفر إن تقرير تشيلكوت بشأن حرب العراق الذي صدر مؤخرا أماط اللثام عن عشرة أشياء تتعلق برئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وتلك الحرب التي اندلعت عام 2003.

وأوردت الصحيفة -التي تصدر كل أحد- النقاط العشر في شكل أسئلة حاول كبير محلليها السياسيين أندرو رونزلي الإجابة عنها في مقال بعددها الصادر اليوم.

وأشار المقال إلى أن السنوات السبع التي استغرقتها لجنة تشيلكوت لكي تخرج بنتائجها أطول مما قضته القوات البريطانية في العراق (ست سنوات) وأن كثيرا من الناس حتى من أيدوا في بادئ الأمر الإطاحة بـصدام حسين توصلوا إلى استنتاجاتهم الخاصة وهي أن الغزو جرى الترويج له بناء على تكهنات خاطئة، كما أن التحضيرات لمرحلة ما بعد الحرب أودت بالعراق إلى مآل “كالح”.

أما لماذا لم يعترف بلير بأن الحرب كانت خطأً، فأهم أسباب ذلك تكمن في أنه إذا فعل ذلك فكأنه يقول لأُسر من فقدوا أحباءهم في الحرب أن أبناءهم قضوا “عبثاً نتيجة حماقة رعناء”.

وأشار الكاتب إلى أن كثيرا من ردود الفعل على ما ورد بتقرير تشيلكوت ركز على مذكرة كتبها بلير للرئيس الأميركي جورج بوش الابن أواخر يوليو/تموز 2002 والتي تعهد فيها بالقول “سأقف إلى جانبك في كل الأحوال” لقد أفزعت تلك العبارة -التي اعتبرها كاتب المقال بمثابة شيك على بياض- الدبلوماسيين البريطانيين ممن اطلعوا على المذكرة في ذلك الوقت. فتعبير “في كل الأحوال” أُريد به كسب ثقة بوش.

بيد أن المقلق في الأمر -وفق رونزلي- أن بوش سلَّم جدلاً بأن بلير لا محالة داعمه مهما كانت الظروف.

المذكرة التي بعث بها بلير إلى بوش للإعراب عن وقوفه إلى جانبه في حال خوض حرب العراق (رويترز)

قانونية الحرب وتلفيق المعلومات

ومضى الكاتب إلى أن بلير لم يكن وحده الكاذب في الحيثيات التي اعتمد عليها بالذهاب إلى الحرب. فقد كانت المعلومات الاستخبارية بشأن أسلحة الدمار الشامل كلها خاطئة بل إن معظمها كان “محض خيال”.

كما أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم.آي 6) أدرك لاحقاً أن أحد مصادره الرئيسية الذي استقى منه المعلومات كان “مفبركاً” لها.

وخلص رونزلي إلى أن تقرير تشيلكوت أخفق في البت في ما إذا كانت الحرب قانونية أم لا بذريعة أن اللجنة غير مؤهلة لإصدار مثل ذلك الحكم.

وكان بالإمكان تجنب خوض الحرب لو أن كبار الوزراء في حكومة بلير من أمثال نائبه جون بريسكوت ووزير المالية جورج براون ووزير الخارجية جاك سترو تحركوا في ذلك الاتجاه.

نسخة من ملخص موجز لتقرير تشيلكوت (رويترز)

واستطرد الكاتب قائلا إنه على الرغم من أن كل الاهتمام انصب على موقف بلير، فإن من المهم التذكير بأن رفاقه البارزين كانت لهم الصلاحيات ما يجعلهم يوقفون التقدم نحو الحرب لكنهم لم يفعلوا.

لقد كسب الحلفاء الحرب بسهولة وأطاحوا بصدام في أقل من شهر، لكن ما تمخضت عنه من أوضاع كان “خطأً كارثياً”. وأصر بلير أن تلك النتيجة لم تكن في الحسبان، وهو مبرر رفضته لجنة التحقيق.

وأردف رونزلي في مقاله أن بوش “الذي أظهر جهلاً مريعاً بالبلد الذي يريد غزوه” لم يكن يريد ببساطة أن يعرف عنه شيئاً. أما بلير فلم يكن يريد أن يفكر فيه إلا متأخرا جدا وبعد فوات الأوان.

ومن أهم النقاط التي قال رونزلي إن تقرير تشيلكوت أماط اللثام عنها ذلك الذي تعلق بسؤال مفاده “هل كانت الحرب سبباً في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية؟”.

فقد راجت في أغلب الأحيان مقولة إن غزو العراق أشعل جذوة الصراع في عموم الشرق الأوسط. غير أن بلير رد بالقول إن ذلك كان سيحدث حتى ولو لم تتم إزاحة صدام وأبنائه عن السلطة، مستدلاً بثورات الربيع العربي ضد “الطغاة” العرب.

وأيد تقرير تشيلكوت الحجج التي ترى أن حرب العراق أفضت إلى بروز تنظيم الدولة وأشعلت فتيل الأزمة في سوريا.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

تقرير تشيلكوت  ,   بوش  ,   بلير  ,