مليشيات الحشد تستمر بنهب أحياء الفلوجة
مليشيات الحشد تستمر بنهب أحياء الفلوجة
الفلوجة ــ العربي الجديد - نشرت وكالة "تسنيم الإيرانية للأنباء"، صوراً تظهر عناصر من مليشيات الحشد الشعبي يقومون بتفخيخ وتفجير جامع الفردوس، جنوب مدينة الفلوجة، غربي العراق، وذلك بعد اجتياح مليشيات الحشد الشعبي مدينة الفلوجة، بمرافقة القوات الأمنية العراقية، والسيطرة عليها بالكامل، بعد أربعين يوماً من القتال.
وقال مصدر أمني، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد": "إن مليشيات الحشد الشعبي ما تزال تفرض سيطرتها على الأجزاء الجنوبية والوسطى لمدينة الفلوجة، وهي مستمرة بعمليات حرق المنازل ونهب محتوياتها"، مضيفاً: "طالبنا الجهات الأمنية العليا بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات، من دون أن نحصل على نتيجة".
وكان "العربي الجديد" قد حصل على شهادات من داخل مدينة الفلوجة لموظفين دخلوا أخيراً المدينة، يوم أمس الإثنين، 4 يوليو/ تموز، وأكدوا مشاهدتهم مئات من عناصر "مليشيا بدر"، المنضوية في مليشيات الحشد الشعبي، وهم يحرقون المنازل، أمام أنظار قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والمحلية، إضافة إلى "حرق المجمعات التجارية في حي الأندلس، وشارع الثرثار، وشارع أربعين، وكذلك حرق جميع المحلات التجارية في الشارع القديم، وسط مدينة الفلوجة، ولا يستطيع أحد ردعهم ، وبدوره أكدّ قائم مقام مدينة الفلوجة، عيسى العيساوي، في تصريحات صحافية في وقت سابق، حدوث انتهاكات كبيرة في مدينة الفلوجة، على أيدي مليشيات الحشد الشعبي، وقال: "إننا ناشدنا رئيس الحكومة حيدر العبادي، وقيادة الجيش، والتحالف الدولي، لإيقاف حرق المنازل وسرقة المواد الثمينة من المنازل والدوائر الحكومية في المدينة، ولكن من دون جدوى". من جهته، نفى مدير شرطة الفلوجة، العقيد جمال الجميلي، في تصريحات صحافية اليوم الثلاثاء، صحة الأنباء التي تحدثت عن حرق مئات المنازل بالمدينة، وقال "إنه كلام مبالغ فيه، ولا يستند إلى الواقعية"، على حد تعبيره.
وقال الجميلي: "إن بعض الجهات تروج أنباءً عن حرق مئات المنازل في مدينة الفلوجة، جراء العمليات العسكرية، وهو كلام مبالغ فيه"، وأقرّ بحصول "مثل هذه الحوادث، إلا أنها ليست بالحجم والتهويل الإعلامي، الغرض منه تحقيق أهداف سياسية" وأضاف: "إن قوات الشرطة المحلية متواجدة داخل المدينة، وستتسلم الملف الأمني قريباً من قوات الجيش، حال الانتهاء من رفع العبوات الناسفة من داخل أحياء المدينة"إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم مجلس شيوخ العشائر العراقية، الشيخ فائز الشاووش، في تصريحات صحافية "أن مليشيات الحشد الشعبي ترتكب جرائم حرب في مدينة الفلوجة، وهي مستمرة بحرق المنازل"، محذراً في الوقت ذاته، من مخطط يستهدف تدمير مدينة الفلوجة بالكامل، وجعلها غير صالحة للعيش.
وكانت القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي، مدعومين بطيران التحالف الدولي، قد فرضوا سيطرتهم الكاملة على مدينة الفلوجة، يوم 26 يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد مرور أربعين يوماً على انطلاق العملية العسكرية للسيطرة على المدينة، والتي سميت بمعركة "كسر الإرهاب". وكان من نتائجها تهجير أكثر من 90 ألف مدني من سكان الفلوجة، وسط ظروف قاسية في مخيمات النزوح التي لجأوا اليها هرباً من جحيم الحرب.