العراق: إذلال وإهانات لنازحي الأنبار على جسر “بزيبز”
العراق: إذلال وإهانات لنازحي الأنبار على جسر “بزيبز”
بغداد - العربي الجديد - تستمر معاناة النازحين من الأنبار على معبر "بزيبز" الوحيد الذي يربط المحافظة بالعاصمة بغداد وباقي المدن العراقية، رغم استعادة السيطرة على مدينة الرمادي، مركز الأنبار، منذ أكثر من أربعة أشهر.
ويشتكي النازحون العائدون من المخيمات في مختلف مدن البلاد إلى الأنبار، من الإذلال على جسر "بزيبز" الذي تسيطر عليه القوات العراقية، في وقت يحتشد فيه الآلاف منهم بانتظار السماح لهم بالمرور للعودة إلى منازلهم.
وعرف جسر "بزيبز"، الذي يقع على بعد نحو 25 كيلومتراً جنوب شرقي الفلوجة خلال موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها مدن الأنبار ومدينة الرمادي بشكل خاص، منتصف عام 2015، مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على كامل المدينة وانسحاب القوات العراقية منها.
وتوجّه نحو 150 ألف شخص من الرمادي نحو جسر بزيبز عبر الصحراء فارين من جحيم المعارك والقصف الجوي والبري على مدينتهم، ليتفاجأوا بمنعهم من المرور نحو بغداد بأمر من الحكومة العراقية إلاّ بعد جلب كفيل من أهالي العاصمة.
وتتخذ القوات العراقية على جسر بزيبز إجراءات مشددة، وصفها النازحون بالمُبالغ فيها، في وقت يتكدس فيه آلاف من النازحين على الجانب الآخر من الجسر، بمن فيهم المرضى وكبار السن، بانتظار السماح لهم بالمرور وإكمال الإجراءات الروتينية المعقدة جداً.وقال الناشط المدني مصطفى الأنباري، لـ"العربي الجديد"، إن جسر بزيبز يشكل عقدة إذلال وإهانة للنازحين العائدين إلى الأنبار أو المتوجهين إلى العاصمة بغداد، حيث تتصرف القوات العراقية المرابطة على جانبي الجسر مع النازحين بطريقة مهينة، فضلاً عن الاعتقالات التي تجري ضد كثير منهم بمختلف الحجج. ويضيف الأنباري "لا يوجد أي اهتمام بالمرضى وكبار السن النازحين مطلقاً ولا حتى احترام من قبل عناصر الأمن للنازحين، حيث يطلقون عبارات الشتم والسب ضد النازحين أمام الضباط وبعلمهم". ويقول النازحون إن القوات العراقية والمليشيات تلقت تعليمات بمنع خروج العائدين إلى الرمادي من جسر بزيبز باتجاه بغداد ممن ندموا على عودتهم، بسبب انعدام كل وسائل الحياة في المدينة والدمار والخراب الكبير الذي تعرضت له.
كما يوضح صباح الدليمي، أحد النازحين العائدين مؤخراً إلى مدينة الرمادي: "لقد عدت بأسرتي إلى الرمادي بعد أن استعادتها القوات العراقية من قبضة تنظيم "داعش"، لكنني فوجئت بحجم الدمار الهائل وكذب المسؤولين علينا، حيث لا تصلح المدينة للعيش بسبب التفخيخ الذي ما زال يفتك بأرواح الناس العائدين من النزوح".
ويلفت الدليمي إلى أن "تعليمات من حكومة الأنبار المحلية صدرت للقوات الأمنية في جسر بزيبز تقضي بمنع من يحاول العودة مرة أخرى إلى مخيمات النزوح، في وقت تمارس فيه القوات العراقية على الجسر كل أنواع الإذلال والإهانة بحق النازحين". ويخشى النازحون العائدون من مشكلة أخرى، حيث تجري اعتقالات بحق العديد من النازحين العائدين بحجج مختلفة، أبرزها تهمة الانتماء أو مناصرة تنظيم "داعش"، رغم أنهم خرجوا من مدنهم مع بداية سيطرة التنظيم عليها. وكشفت مصادر أمنية عن اعتقال العشرات من النازحين العائدين إلى الأنبار بتهمة "الإرهاب"، رغم نزوحهم منذ بداية الأزمة، فيما لا يعرف ذووهم مصيرهم حتى الآن. يأتي ذلك في وقت وفرت فيه الحكومة العراقية أحدث السيارات وخصصت خطوط نقل حديثة لنقل الزوار الإيرانيين إلى داخل العراق بدون تأشيرة أو عرقلة وبإجراءات سريعة، كما ذكر ناشطون عراقيون، ما أثار حفيظة وغضب النازحين. ويقول الشيخ رحيم الدليمي، أحد وجهاء الأنبار، إن "الحكومتين المحلية في الأنبار والمركزية في بغداد تمارسان إذلالاً غير مسبوق على النازحين المارين من جسر بزيبز، وتستخدم العناصر الأمنية ألفاظاً نابية وعبارات فجة ضد النازحين وإجراءات روتينية معقدة جداً". ويتابع الدليمي "تغلق الحكومة العراقية الجسر بين الفينة والأخرى، لكن المشكلة في تكدس النازحين بالآلاف بنسائهم وأطفالهم على الطرف الآخر من الجسر، بانتظار السماح لهم بالمرور، في منظر معيب أمام سماح الحكومة للزوار الإيرانيين بالدخول بدون حتى تأشيرة، ما يشير إلى التعامل الطائفي من قبل الحكومة مع النازحين".