امريكا تقرّب موعد استعادة الموصل لكثرة الهجمات على قاعدتها في مخمور
امريكا تقرّب موعد استعادة الموصل لكثرة الهجمات على قاعدتها في مخمور
الغد برس/ ترجمة: قبل اسبوعين شن الجيش العراقي عملية عسكرية يُنظر اليها على انها خطوة اولى في استعادة السيطرة على الموصل من مسلحي داعش، فقد سجلت القوات الامنية انتصارات متعددة في غضون ساعات، فاليوم يتحدث المسؤولون الامريكان بضرورة استعادة المدينة بسرعة.
بعد بدء الهجوم، وقع الجيش العراقي بمستنقع صعوبة استعادة البلدات المجاورة لبلدة مخمور، اذا تتحدث الانباء عن عودة مسلحي داعش للاستيلاء على البلدات التي تم تحريرها، فضلاً عن مكافحة الجيش منذ يوم الاربعاء الماضي، باستعادة قرية صغيرة.
وتتزايد التساؤلات بين القادة المحليين والمسؤولين العسكريين، حول ما اذا كانت المهمة بدأت قبل اوانها اولا لا؟، وهل يمكن ان تنجح دون الدعم الكبير من القوات الاضافية الامريكية؟.
ووفقاً لجنرال من القوات الكردية البيشمركة، فان مقاتلي الحشد العشائري استعادوا مجموعة قرى قبل حوالي شهر من الآن وتمكنوا من ضمها بعد قتال مع مسلحي داعش.
ورغم المعوقات التي تصاحب عملية تحرير الموصل، تبرز مشكلة القاعدة العسكرية التي اُنشأت في مخور قبل بضعة اشهر من بدء العملية العسكرية، اذ يقول ضباط عن هذه القاعدة انها قريبة جداً من الخطوط الامامية مما يجعلها هدفاً سهلاً لصواريخ داعش.
ولتلافي هذه الازمة، نشرت وزارة الدفاع الامريكية كتيبة مدفعية من مشاة البحرية الامريكية الذين اسسوا قاعدة خاصة لهم لمتابعة التطورات العسكرية.
وفي غضون ذلك، يقول الزعيم القبلي مروان زيدان خلال لقائه بصحيفة "الوول ستريت جورنال"، "هناك اندفاعٌ في بدء العملية، وهذا الاندفاع يأتي من اجل منع مسلحي داعش من التقدم نحو مخمور"، مشيرا الى ان "القواعد العسكرية عرضة للخطر الآن".
وأكد الجيش الامريكي، انه قرّب موعد العملية العسكرية بسبب كثرة الضربات الصاروخية المتواصلة على القواعد العسكرية، مضيفاً ان القواعد ليست قريبة جداً من خطوط المواجهة مع داعش.
ويقول الميجور جون بول دي بيرو، الضابط في عمليات الجيش الامريكي ببغداد، إن "العملية العسكرية ضد العدو حصلت على تصويت لتقديم موعدها"، مبيناً بالوقت نفسه ان "القوات العراقية قد تعاود انسحابها في حال بدأت العمليات لعدم جاهزية كل الفرق العسكرية".
ويتأهب الجيش العراقي لتحقيق الكثير من النصر خلال عملية استعادة الموصل، بينما يشير المتحدث باسم الجيش الامريكي العقيد ستيف وارن، الى ان المقاتلين العراقيين كثفوا هجماتهم خلال الايام القليلة الماضية لكنهم لم يستعيدوا القرى الصغيرة حتى الآن.
ويقاتل الجيش العراقي الآن في مسعى لاستعادة مدينة الموصل دون مشاركة قوات مكافحة الارهاب، التي كانت حيوية استعادة العديد من المدن.
وحدة مكافحة الارهاب كانت اخر انتصاراتها، استعادة السيطرة على بلدة هيت التي تبعد حوالي ٢٠٠ كيلومتر جنوبي مخمور، وفي اجزاء اخرى من البلاد، اعتمد الجيش على البيشمركة ووحدات الحشد الشعبي، رغم انه كان مسنوداً من قيادة التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
الجنرال عبد الغني الاسدي، قائد قوة مكافحة الارهاب يقول "اننا مسؤولون عن عملية استعادة الموصل وسنذهب اليها بعد انتهاء العمليات في الانبار، إن تحرير الموصل سيأتي عبر القوات النوعية".
وأضاف الجنرال الاسدي، ان "القوات الموجودة الان بالقرب من الموصل لا تكفي وحدها للسيطرة على نينوى لانها مدينة ضخمة"، لافتاً الى ان "بدء العملية العسكرية الحقيقي ستكون لقوة مكافحة الارهاب الكلمة الاولى ومشاركتهم الرئيسية"، وفقاً لحديث الاسدي.
ويتحدث مسؤولون امريكان ضمن مناقشات اجروها بينهم بشأن توسيع قدرات القوات الخاصة الامريكية في البلد، وامكانية جلب المزيد منهم تحضيراً لمعارك مستقبلية، فقد اوصى وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد بضرورة زيادة عدد القوات الامريكية في العراق.
عملية استعادة نينوى ستصاحبها صراعات عرقية ربما، فالمعركة على حافة الاراضي الخاضعة لسيطرة البيشمركة التي تقف عن خط الجبهة منذ صيف العام ٢٠١٤، فهم مساهمون في إبعاد خطر داعش عن مناطق اقليم كردستان.
وفي هذه الاثناء، لا يريد الاكراد التقدم نحو الاراضي العربية خوفاً من توليد توترات عرقية في ظل النجاحات التي ستتحقق ضد مسلحي داعش.
المصدر: صحيفة وول ستريت جورنال