بدء النزوح المعاكس من مخيمات النازحين إلى المدن المحررة في العراق
بدء النزوح المعاكس من مخيمات النازحين إلى المدن المحررة في العراق
بغداد ـ «القدس العربي»: دفعت ظروف التشرد القاسية آلاف النازحين في المخيمات للعودة إلى مناطقهم المحررة من تنظيم «الدولة» في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى، رغم القلق من الدمار الكبير فيها والمخاطر الأمنية وعدم اكتمال تأهيل أغلبها.
فقد أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، في بيان لها، عن عودة أفراد أكثر من سبعة آلاف عائلة إلى محافظة الأنبار بعد تحرير مناطقهم من تنظيم «الدولة». وذكرت الوزارة ان «الإحصائية الأخيرة لإعداد العوائل النازحة والعائدة التي أعدتها وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة الأنبار تشير إلى عودة 7780 عائلة للمحافظة مقابل نزوح 2295 عائلة منها».
وأشار البيان إلى أن «أعداد العوائل العائدة توزعت على مناطق الأنبار المختلفة ومنها ناحية الوفاء والخالدية ومخيم كيلو 18 في الرمادي، إضافة إلى ناحية عامرية الفلوجة وحصيبة والجمعية والبوعلوان وغيرها».
وفي حديث لـ«القدس العربي»، أكد حكمت جاسم زيدان، مدير مخيم التكية للنازحين في جنوب بغداد، أن «العديد من العائلات من محافظة الأنبار بدأت في مغادرة المخيم طوعا للتوجه إلى مناطقها المحررة في الرمادي ومناطق أخرى».
وأشار إلى أن 30 عائلة تضم حوالى 200 فرد غادرت مؤخرا مخيم التكية متوجهة إلى الرمادي ومناطق محررة أخرى. وأوضح أن الأولوية في العودة لمنتسبي الأجهزة الأمنية (الجيش والشرطة) والموظفين وعائلاتهم في تلك المناطق. ونوه إلى أن نفس الحالة موجودة في باقي مخيمات النازحين أيضا، مضيفا أن هناك تنسيقا يجري بين المخيمات وعمليات بغداد والوقف السني من أجل تنظيم عودة النازحين بسلام ويسر إلى مناطقهم المحررة.
وأكد زيدان أن الوقف السني ينوي تنظيم مواكب موحدة في العاشر من نيسان / ابريل الحالي لعودة النازحين إلى المدن المحررة في الأنبار، بالتنسيق مع عمليات بغداد لتسهيل العملية وتوفير الحماية لهم، مشيرا إلى نية مخيم التكية تنظيم قافلة للنازحين العائدين خاصة به وبالتنسيق مع عمليات بغداد.
وتحدث العديد من سكان المخيمات للصحيفة عن أن النازحين يتشوقون للعودة إلى ديارهم المحررة على أحر من الجمر، بل ان بعضهم يلح في العودة حتى قبل تنظيف مناطقهم من الألغام، بينما يتمنى آخرون تحرير مناطقهم لكي يعودوا إليها. وقد أبدى بعض الراغبين في العودة إلى مناطقهم القلق من بعض المشاكل مثل عدم وجود مدارس لأبنائهم ومستشفيات وعدم اكمال تأهيل خدمات الكهرباء والماء وإزالة الألغام، إضافة إلى الخشية من عمليات ثأر بين العشائر نتيجة انضمام بعض الأفراد إلى تنظيم الدولة وارتكابهم جرائم بحق المواطنين. وفي محافظة ديالى، شرق العراق، أعلن مكتب وزارة الهجرة في خانقين في بيان له أن نحو 363 أسرة نازحة عادت إلى أماكن سكناها الأصلية في حي العروبة في مركز ناحية جلولاء.
واشار البيان إلى ان عودة هذه العوائل تقع ضمن الدفعة الثالثة عشرة إلى الناحية خلال الشهر المنصرم، مشيرا إلى ان المجموع الكلي للعوائل العائدة إلى ديارها بلغت 4260 عائلة منذ انطلاق الدفعة الأولى من العائدين إلى الناحية.
وفي صلاح الدين، شمال بغداد، أعلنت قيادة عمليات صلاح الدين، يوم الاثنين، عودة 31 الف عائلة نازحة إلى أماكن سكنها الأصلية في مدينة تكريت، وذلك بعد مرور عام على تحريرها.
وقال قائد عمليات صلاح الدين، الفريق الركن جمعة عناد الجبوري، خلال كلمة ألقاها أثناء الاحتفالية والاستعراض العسكري التي نظمته القيادة في مدينة تكريت بمناسبة ذكرى تحرير المدينة، إن «الخطط التي وضعتها قيادة عمليات صلاح الدين نجحت في إرجاع 31 ألف عائلة نازحة من مناطق نزوحها إلى سكنها الأصلية إلى مدينة تكريت».
وكان رئيس الوقف السني، الدكتور عبد اللطيف الهميم، ترأس لجنة لإعادة إعمار الرمادي وتأهيلها، بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له المدينة أثناء عملية التحرير وقبلها نتيجة القصف. وقد وعد، في إحدى خطبه في مدينة الرمادي بعد التحرير، بتهيئة المدينة وعودة النازحين إليها قبل العاشر من نيسان / ابريل الحالي إذ تمت إعادة خدمات الماء والكهرباء الأساسية ورفع الأنقاض من الشوارع وتنظيف المناطق من آلاف الألغام التي تركها تنظيم الدولة.
وضمن سياق محاولات إعادة تأهيل المناطق المحررة، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن تمويل جديد مقدم من الولايات المتحدة بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكي ومن بريطانيا بمبلغ 2.8 مليون دولار للمساعدة في تطهير الرمادي من مخاطر المتفجرات والألغام. وتأتي منحة أمريكا وبريطانيا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والمخلفات الحربية والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام الذي يصادف في الرابع من نيسان / ابريل.
ويذكر أن مجلس النواب العراقي أصدر قرارا باعتبار الأنبار محافظة منكوبة. كما أعلن مجلس المحافظة أن 80? من مدنها والبنية التحتية فيها تعرضت للدمار وتحتاج إلى أموال وجهود كبيرة لإعادة بنائها.