العراق: أهالي الموصل يرفضون مشاركة «الحشد الشعبي» في تحريرها
العراق: أهالي الموصل يرفضون مشاركة «الحشد الشعبي» في تحريرها
أربيل ـ «القدس العربي»: تحدث عدد من سكان مدينة الموصل العراقية لـ «القدس العربي» عن رفضهم القاطع لمشاركة قوات «الحشد الشعبي» في معركة تحرير مدينتهم، لخشيتهم من دخول الميليشيات التي ستنفذ عمليات قتل على الهوية، وحرق للمنازل بدوافع طائفية وانتقامية. وجاء هذا الرفض بعد جلسة في مجلس النواب العراقي حضرها رئيس الوزراء حيدر العبادي، أعلن من خلالها أن قوات «الحشد الشعبي» ستشارك في عملية تحرير الموصل، وهو ما ﻻقى رفضاً قاطعاً من أهالي المدينة. وقال عبد السلام، وهو من الأهالي، في حديث لـ «القدس العربي»: «نحن نرفض رفضاً تاماً مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في أي عملية عسكرية في الموصل. فما جرى في محافظتي ديالى وصلاح الدين، من عمليات قتل على الهوية ونهب للمنازل، وحرق للمساجد، جعلنا على يقين من أن تلك الميليشيات لم تأت لأجل التحرير، بل سعيا لتنفيذ أعمال انتقامية وطائفية ضد المكوّن السني».
وتحدث بشار الموصلي لـ «القدس العربي» قائلاً: «أسباب كثيرة تجعل أهالي نينوى يرفضون دخول أو حتى مشاركة الحشد الشعبي في العمليات العسكرية المرتقبة بالمحافظة. ومنها عدم ثقة الأهالي بهذا الحشد الذي يتبنى سلوكا طائفيا انتقاميا من أهل السنّة الذي ينظر إليهم كلهم على أنهم من تنظيم «الدولة»، أو بعثيون، أو نواصب». وأضاف أن «تشكيل الحشد الشعبي وتسليحه والشعارات التي يرفعها كلها طائفية، وتخدم التطرف. وقادة الحشد وأغلب مقاتليه يعلنون وبدون خجل أو خوف أنهم تحت سلطة الولي الفقيه الإيراني ويرفعون صور خامنئي والخميني، الأمر الذي يولد حالة خوف وارتياب مشروعين لدى أهل السنّة». ومضى يقول إن الحشد «قوة غير مرغوب بها في نينوى. وما ارتكبه هذا الحشد من جرائم وتدمير للبنى التحتية في محافظات ديالى وصلاح الدين – وقبلها في جرف الصخر – يعزز هذا التخوف».
ومن جهته قال فاروق الصفار، وهو أحد سكان الموصل: «ﻳﺘﺨﻮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻴﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻭﺿﺤﺎﻳﺎ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ أﺑﺮﻳﺎﺀ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺒﺔ». وقال إنه – إضافة إلى عدد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ أقاربه ومعارفه – أعربوا عن «خوفهم وتوجسهم ﻣﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺑﻌﺪ عمليات ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﺑﻼﻏﺎﺕ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻣﻦ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻋﺘﻘﺎﻻﺕ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺼﻔﻴﺔ أﻧﺎﺱ أﺑﺮﻳﺎﺀ ﻻ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﺟﻤﻞ بالتنظيم». وأضاف أن «ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ مقلق ﺟﺪﺍ بالنسبة للأﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺛﻤﻦ ﺗﺨﺎﺫﻝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭالأﻣﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ أﻣﺎﻡ ﺑضع ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ»، على حد قوله.