أفراح عارمة تغمر قلوب النازحين والمهجرين في أربيل
أفراح عارمة تغمر قلوب النازحين والمهجرين في أربيل
جريدة الصباح - اربيل ــ لم تكن الحاجة ام احمد الوحيدة التي ملأ قلبها الفرح والبهجة اثناء سماعها خبر بدء عملية الفتح لتحرير محافظة نينوى واكبر مدنها الموصل، فالعديد من النسوة والفتيات النازحات والمهجرات من محافظة نينوى اجتمعن في الخيمة يزغردن ويصفقن ويتابعن بشغف القناتين الفضائيتين العراقية والموصلية تقدم القوات الأمنية في معركة تحرير نينوى .
الإيفاء بالنذر
الحاجة التي نذرت أن تنهي الحزن على ولديها اللذين استشهدا في الموصل قبل النزوح من قبل الارهابيين بتهمة أنهما يعملان منتسبين في الشرطة المحلية، ونذرت بارتداء الملابس البيضاء عند بدء معركة الحسم بعد أن كان السواد هو ملبسها ، اكدت لمراسلة « الصباح « انه منذ استشهاد اولادي الاثنين في الموصل وخروجنا فورا من منطقتنا في حي الفيصلية ولم يتسن لنا أن نقيم مجلس عزاء في حينها بسبب ما حصل وخوفي على اولادي الاخرين ، لم يغمض لي جفن وأتمنى يوما بعد آخر بدء معركة الحسم والأخذ بثأر اولادي والانتقام من الظلمة التكفيريين».
وأوضحت» عندما قال لي اولادي ان المعركة قد بدأت لم اصدق كلامهم لحين مشاهدة قناة الموصلية وتأكدت من الخبر والفرحة تغمرني لا سيما ان القوات الأمنية البطلة ستأخذ بثأر اولادي الشهداء .
استعداد للتطوع
وعبر الكثير من ابناء مخيم بحركة للنازحين اطراف مدينة اربيل والغالبية منهم من محافظة نينوى عن فرحهم وسعادتهم ببدء معركة الفتح ، ويقول النازح ايهم خالد من سكنة منطقة حي النور في الموصل: لأكثر من شهرين ونحن نسمع ونشاهد في القنوات الفضائية وصول القطعات العسكرية إلى قضاء مخمور وكنا ننتظر بفارغ الصبر بدء المعركة، وجميعنا يتابع من خلال قناتي العراقية والموصلية الاخبار حول تقدم القوات الأمنية وتحرير عدد من القرى في جنوب شرق الموصل في قضاء القيارة»، لافتا الى ان» جميع الرجال والشباب في المخيم مستعدون للانضمام إلى القوات الأمنية ومساندتهم في مسك الارض بعد تحريرها وتطهيرها من دنس عصابات داعش الارهابية».
نصر لكل العراقيين
من جانبه قال النازح مضر باسم من ناحية الحمدانية في سهل نينوى: ان» انتصار القوات الأمنية في معركة الفتح وتحرير عدد من القرى هو نصر لكل العراقيين وننتظر بشغف وصول القوات الأمنية إلى منطقة سهل نينوى وتحريرها من الارهابيين والأخذ بثأر المكونين المسيحي والشبكي اللذين يسكنان في مناطق عدة في السهل»، منوها بأن «القتل كان مصيرنا في حال عدم المغادرة فورا من مناطقنا في حينها أثناء سيطرة داعش
عليها».
الموصل مقبرة الارهابيين
من جهته ، أكد النازح عبد الله جليل ذو الستين عاما من سكنة منطقة حي الجوسق في الموصل والدموع تسيل على وجنتيه «اتمنى أن اشارك مع القوات الأمنية في عملية التحرير واحمل السلاح لقتال عصابات داعش الارهابية لا سيما ان الجميع منذ بدء المعركة يبتهلون إلى الله عز وجل بان ينصر قواتنا الأمنية من الفرقة 15 وفوج المغاوير والحشد العشائري في معركة الحق على الباطل وستكون مدينة الموصل المقبرة الأخيرة التي تنهي وجود الارهابيين في البلد».
أمنيات النازحات
من جهتها أكدت النازحة ام وليد وهي ارملة ولديها سبع بنات من منطقة حي السكر في الموصل « استشهد زوجي قبل عدة اعوام نتيجة عمل ارهابي ، وأتمنى أن اشارك القوات الأمنية مع بناتي في تقديم الخدمات من الاسعافات الاولية وتضميد جراح المقاتلين الجرحى وطهي الطعام للقوات العسكرية وهو ابسط واجب نقدمه لوطننا وبلدنا ومحافظتنا «، مؤكدة ان» جميع النسوة في المخيم يتمنين الانضمام إلى القوات الأمنية ومساعدتهم قدر المستطاع من اجل تحرير وتطهير مناطقهن من براثن عصابات داعش الارهابية».
وما زالت الحاجة ام احمد تنتظر بفارغ الصبر تحرير مدينة الموصل والعودة مع اولادها وأحفادها إلى بيتهم وتتمنى أن تجد محتويات البيت كما هي من دون عبث وسرقة من قبل الارهابيين لا سيما صور اولادها الشهداء وحاجاتهم الخاصة وهو ما تبقى لها بعد استشهادهم.
