واشنطن توصي بإفراغ سد الموصل المهدد بالإنهيار “لإنقاذ حياة مئات آلاف العراقيين”
واشنطن توصي بإفراغ سد الموصل المهدد بالإنهيار “لإنقاذ حياة مئات آلاف العراقيين”
فرانس 24/ أ ف ب - تتصاعد المخاوف من احتمال انهيار سد الموصل، ما يهدد الموصل، ثاني مدن العراق، والمناطق الواقعة على امتداد نهر دجلة، ويغرق أجزاء من بغداد. مادفع السفارة الأمريكية في بغداد إلى إصدار بيان يوصي بإفراغ مياه السد كحل أمثل "لإنقاذ حياة مئات الآلاف العراقيين الذين يعيشون في المناطق الأكثر خطورة على مسار الفيضان في حال حدوث تصدع".
أوصت السفارة الأمريكية في بغداد بإفراغ سد الموصل من المياه من أجل حماية نحو مليون ونصف المليون شخص من الخطر في حال تعرضه للانهيار، حسبما أفاد بيان مساء أمس الاحد.
وتصاعدت المخاوف خلال الأشهر الماضية من احتمال انهيار السد ما سيشكل تهديدا للموصل ثاني مدن العراق والمناطق الواقعة على امتداد نهر دجلة ويغرق أجزاء من بغداد.
وبني السد على أسس غير ثابتة تتعرض للتآكل المستمر، وأدى نقص الصيانة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليه لفترة وجيزة في 2014 إلى إضعاف بنيته التي تشوبها عيوب.
وأكد بيان نشر على موقع السفارة "لا تتوفر لدينا معلومات محددة تشير إلى وقت حدوث تصدع" في السد.
وأضاف "نود التأكيد أن تفريغ (المياه) هو الأمر الأكثر فاعلية لإنقاذ حياة مئات آلاف العراقيين الذين يعيشون في المناطق الأكثر خطورة على مسار الفيضان في حال حدوث تصدع".
وبحسب وجهة نظر السفارة، فإنه سيكون من غير الممكن، في حال حدوث تصدع، إنقاذ بين 500 ألف إلى 1.47 مليون شخص يعيشون على امتداد نهر دجلة، إذا لم يتم نقلهم من أماكنهم.
كما أكد البيان ضرورة ابتعاد سكان مدينتي الموصل وتكريت بين خمسة إلى ست كلم عن ضفة النهر ليكونوا بأمان .
أما الذين يعيشون في مناطق قرب سامراء، حيث يمكن السيطرة على موجة الفيضان عبر سد أصغر حجما ولاحتمال وصول المياه إلى منطقة أوسع، فسيكون عليهم الابتعاد نحو 16 كلم، وفقا للبيان.
وفي الإطار ذاته، فإن خطة الطوارىء تشير إلى فيضانات لمناطق في بغداد بما فيها المطار الدولي.
ورجح البيان كذلك، غرق مناطق تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" أو أخرى متنازع عليها، ما سيفشل عمليات الإخلاء الحكومية.
وستؤدي الكارثة إلى انقطاع الكهرباء عن كل العراق وغرق مناطق زارعية وفيضانات لأسابيع في بغداد، وفقا للبيان.
وكان البرلمان العراقي قد نشر في وقت سابق تقييما أمريكيا يفيد بأن سد الموصل، أكبر سدود البلاد، يواجه تهديدا بالانهيار، ما يمكن أن يدمر مناطق تقع جنوبه.
وسد الموصل بني على أسس غير ثابتة تتعرض للتآكل المستمر، وقد أدى نقص صيانة السد بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" عليه لفترة وجيزة في 2014 إلى إضعاف بنيته التي تشوبها عيوب.
ويتضمن نص التقييم الذي أصدرته كتيبة المهندسين في الجيش الأمريكي وورد في تقرير أصدره البرلمان الاثنين أن "جميع المعلومات التي تم جمعها العام الماضي تشير إلى أن سد الموصل يواجه خطر الانهيار بشكل أكبر بكثير مما كان يعتقد أصلا". وأضاف أن السد "معرض للانهيار اليوم أكثر مقارنة مع عام مضى".
ومنذ اكتمال بناء السد في 1984 سعت الحكومة العراقية إلى تدعيم أساسه بضخ مادة إسمنت خاصة في الفجوات التي تظهر تحت البناء.
وقد أعلن العراق مطلع شباط/فبراير منح شركة "تريفي" الإيطالية عقدا لإصلاح وصيانة السد الذي يخضع لحماية قوات البشمركة الكردية حاليا.
وتسعى الحكومة العراقية بشكل مستمر إلى التقليل من خطر انهيار سد الموصل فيما تحذر الولايات المتحدة من كارثة في حال انهياره.
وأكد بيان لرئاسة الوزراء أمس الأحد أن "الحكومة وضعت خطة طوارئ للسلامة الوطنية تشترك فيها أجهزة حكومية عديدة، فضلا عن الدعم الدولي، لمواجهة أي حوادث محتملة".