واشنطن: نعمل مع بغداد وأنقرة لإنهاء الأزمة بينهما
واشنطن: نعمل مع بغداد وأنقرة لإنهاء الأزمة بينهما
موقع ايلاف - تضغط واشنطن على كل من العراق وتركيا كي يتوصلا لحل الأزمة السياسية والأمنية بينهما من أجل التفرغ لمقاتلة تنظيم داعش الذي تستعد كل الأطراف لطرد مقاتليه من الموصل وبقية المناطق العراقية. فقد قالت الولايات المتحدة الأميركية إنها تعمل مع العراق وتركيا لتقويض الأزمة بينها بطرق دبلوماسية، فيما ردت تركيا اتهامات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بان القوات التركية تجاوزت على أراضيه ومطالبته برحيلها، بالتأكيد على ان تأسيس معسكر بعشيقة تم بالتوافق مع الحكومة العراقية بهدف تدريب وتأهيل قوات لمقاتلة تنظيم داعش. وقالت الولايات المتحدة في بيان عبر سفارتها في بغداد وصلت نسخة منه الى إيلاف إنها "لا تنفذ أية غارات بالطائرات المروحية في الحويجة وكركوك". ونقل البيان عن السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز تأكيده ان "السيادة العراقية مقدسة وجميع أنشطة التحالف تتم بالتشاور مع الحكومة العراقية". وأوضح بانه "ظهرت في الفترة الاخيرة تقارير عن حصول غارات أميركية بالطائرات المروحية في الحويجة وكركوك واقول بهذا الصدد، وكما صرح وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي والعديد من المسؤولين العراقيين الآخرين ايضاً، بأن مثل هذه التقارير عن الغارات عارية تماماً عن الصحة". ستيورا جدد تأكيد على وجوب " احترام السيادة العراقية"، مبينا ان "جميع أنشطة التحالف التي يتم تنفيذها في العراق حالياً تجري بالتشاور مع الحكومة العراقية وكذلك الحال سيكون بالمستقبل".
السفارة الأميركية في بغداد نشرت مخططا عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك وقالت ان الولايات المتحدة وشركائها في التحالف الدولي دربوا أكثر من 17,000 جندي عراقي في مواقع مختلفة في العراق. وأوضحت بان "التدريب هو جزء من جهود التحالف لدعم العراق في مكافحة داعش". وأشارت الى انه "يوجد حالياً 1,791 جندياً اضافياً يتلقون تدريبات على أساليب مختلفة لإعدادهم بشكل أفضل للمعارك المقبلة"، لكنها لم تتحدث عن اعداد المستشارين الاميركيين ولا اعداد من جنسيات اخرى. ويظهر المخطط الجنسيات التي تشارك في تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية وأماكن تواجدا حيث يشير الى ان معسكر بسماية جنوب بغداد يضم مدربين من الولايات المتحدة وبريطانيا والبرتغال واسبانيا ، فيما ضم معسكر تدريب أربيل مدربين من جنسيات المانية وبريطانية وفلندية وهولندية وايطالية ومجرية ونرويجية. اما معسكر تدريب التاجي شمال بغداد فضم مدربين من جنسيات أميركية وبريطانية واسبانية واسترالية ونيوزلندية، في حين يقوم مدربون من جنسيات فرنسية واسبانية والمانية واسترالية إضافة الى مدربين من جنسيات أميركية ونرويجية وهولندية وايطالية بتقديم المشورة والتدريب لقوات عراقية في معسكر بالعاصمة بغداد، فيما يتولى مستشارون ومدربون دنماركيون تدريب متطوعين في قاعدة الأسد بالانبار.
ولم يشر المخطط الى مدربين اتراك، رغم ان تركيا عضو في التحالف الدولي، في معسكر تدريب قوات تابعة لمحافظ نينوى السابق اثيل النجيفي في بعشيقة، كما لم يشر الى وجود مدربين اتراك في كردستان العراق. لكن السفارة الأميركية اكدت في تعليق لها على صفحتها ان "الولايات المتحدة ملتزمة بإتفاقية الإطار الاستراتيجي ونحن نعمل مع البلدين لحل هذه الأزمة بطريقة دبلوماسية". كما اشارت الى ان "الدعم المقدم من الولايات المتحدة يأتي بناء على طلب من الحكومة العراقية، وسوف نبقى الى جانب العراقيين حتى هزيمة التنظيم الارهابي داعش". وأشارت أيضا الى ان "الولايات المتحدة قدمت المعدات العسكرية بمختلف انواعها لقوات الامن العراقية إلى جانب تقديم التدريب المتقدم الذي ساعد الجيش على استعادة السيطرة على الأراضي العراقية من تنظيم داعش". ولفتت الى ان ذلك الدعم "يشمل ايضاً دبابات إبرامز والركبات المدرعة المضادة للألغام (MRAP) والطائرات الحربية الأكثر تقدماً إف 16 ". وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اكد أن "أي مستشار أمني لا يدخل العراق الا بواسطة تأشيرة دخول (فيزا)"، مشددا على ان العراق "لن يسمح ببقاء القوات التركية مهما كانت الأسباب". واتهم العبادي الجانب التركي بـ"التحجج على توغل قواتها العسكرية في الاراضي العراقية"، مجددا دعوته للحكومة التركية بانسحاب قواتها الفوري من الأراضي العراقية.
وضمن ذات الصعيد جدد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، موقف بلاده من قواتها المتواجدة في معسكر "بعشيقة" التدريبي، قرب مدينة الموصل بشمال العراق، لافتًا أنّ تأسيس المعسكر، تمّ بالتوافق مع حكومة بغداد المركزية والفصائل المحلية، بهدف تدريب وتأهيل الجماعات التي تقاتل تنظيم "داعش". وجاءت تصريحات داود أوغلو، لدى مشاركته في الاجتماع التشاوري الموسع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، السبت، الذي يعقد حاليًّا بولاية "أفيون"، وسط البلاد. وأوضح داود أوغلو، خلال خطابه، بأنّ التعزيزات الأخيرة التي جرت في المعسكر، جاءت نتيجة معلومات استخباراتية حول احتمال تعرضه لهجمات من "داعش". وأشار رئيس الوزراء التركي، أنّ بلاده أجرت التعزيزات العسكرية، آخذةً بعين الاعتبار كافة المخاطر الناجمة عن تهديد المنظمات الإرهابية، لافتاً في الوقت ذاته أنّ القوات التركية تقوم بالرد المباشر على أي تهديد يمس أمن وسلامة جنودها في المعسكر. وجدد رئيس داود أوغلو، احترام بلاده لسيادة ووحدة الأراضي العراقية، قائلًا، في هذا السياق، "قواتنا العسكرية هناك (بعشيقة) لديها مهمة محددة، وهي تدريب إخواننا العرب والأكراد والتركمان من أهل الموصل، من أجل حماية وتحرير مدينتهم، ولم نقدم تنازلات في قضية مكافحة الإرهاب، ونحترم وحدة أراضي العراق وسيادته".