الفاو.. مدينة الحنّاء العراقية التي تفصل الكويت عن إيران
الفاو.. مدينة الحنّاء العراقية التي تفصل الكويت عن إيران
الخليج أونلاين - أحمد أبو الخير - "الوضع آمن ومستقر" قال الجيش الكويتي، في معرض تطمينه للمغردين الذين حركتهم أنباء ذكرتها صحيفة كويتية؛ قالت إنّ "تحركات إيرانية عسكرية مشبوهة" تحدث في مدينة "الفاو" الجارة، وهو ما أعاد للذاكرة الكثير عن "مدينة الحنّاء"، أو "مدينة الفداء" كما وصفها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يوم تحريرها من الاحتلال الإيراني عام 1988.
وتجاور شبه جزيرة "الفاو" العراقية، الكويت من شرقها، وإيران من غربها مستندة إلى شط العرب، فتفصل بين الدولتين، وتسبح إلى الخليج العربي، وهو ما يجعلها ذات موقع استراتيجي متميز.
وصباح اليوم الجمعة، أشعلت صحيفة "الشاهد" الكويتية اليومية، التي نقلت في خبر رئيسي أن تنسيقاً أمريكياً كويتياً عراقياً يتابع ويرصد تمركز حشود عسكرية إيرانية في مدينة الفاو العراقية، المحاذية للكويت وإيران، أشعلت شبكات التواصل الاجتماعي.
وذكرت الصحيفة أن "أمن الدولة (الكويتي) تلقى تقارير سرية عن تحركات مشبوهة في شبه جزيرة الفاو العراقية المحاذية للحدود البحرية الكويتية"، متحدثة عن استنفار خليجي للمواجهة.
وسرعان ما قفز إلى صدارة النقاشات المتداولة على منصة تويتر، وسم (هاشتاغ) يحمل اسم #حشود_ايرانيه_في_الفاو، لنقاش القضية، إلى أن تلافت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الأمر، نافية ما يتم تداوله، مؤكدة أن "الوضع آمن ومستقر".
وصب الزيت على نار التغريد، ما نقلته وسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة، عن تجمع لأهالي الضباط والجنود الإيرانيين الذي خاضوا "عملية الفجر 8"، والتي جرت في مدينة الفاو أثناء حرب الخليج الأولى بين الجيش الإيراني والعراقي، وحضر المؤتمر عدد من قادة الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى قيادات سياسية ودينية.
- الفاو المحتلة
و"الفجر 8"، هي اسم عمليات الإنزال الإيرانية على شبه جزيرة الفاو، وهي عملية برمائية معقدة ومخطط لها بعناية، وقعت في الفترة بين 9 و25 فبراير/ شباط عام 1986؛ حيث حقق الهجوم الإيراني على شط العرب مفاجأة تكتيكية وعملياتية كبرى، وهو ما سمح للقوات الغازية بتحقيق انتصار سريع في البداية على قوات الجيش العراقي في المنطقة، واعتبرت هذه العملية نقطة تحول في الحرب، واحتلت إيران هذه المدينة مدة عامين.
بعد عامين، قرر الجيش العراقي استعادة المدينة بعملية "رمضان مبارك"، وذلك بتاريخ 17 أبريل/نيسان 1988 خلال حرب الخليج الأولى، لطرد الاحتلال الإيراني من شبه جزيرة الفاو، وأطلق على العملية اسم "رمضان مبارك"؛ لكون يوم 17 أبريل/نيسان يوافق أول أيام شهر رمضان المبارك.
شملت العملية العسكرية العراقية 3 مراحل، استطاعت القوات العراقية من خلالها تحرير كامل شبه جزيرة الفاو في 35 ساعة، وتكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، ما بين قتلى وأسرى، بالإضافة إلى الاستيلاء على معداته، وكانت إيران قد حصنت الفاو بخنادق وحقول ألغام، كما شقت القوات الإيرانية مجاري مائية لمنع الدبابات والمركبات المجنزرة من الحركة بينها.
مثّل تحرير الفاو نقطة تحول لحرب الخليج، وأجبرت مع باقي الانتصارات التي حققها العراق بعد معركة الفاو، آية الله الخميني، مرشد الثورة الإيرانية، إعلان بلاده قبولها وقف إطلاق النار في 5 يوليو/تموز 1988، كما أنها منحت العراق منفذه المائي على البحر الذي حرم منه سنتين.
إيران، الحاضرة في ماضينا كثيراً، حاضرة أيضاً في واقعنا، تحتل بعض أراضينا كما في جزر الإمارات، تموّل مليشيات تزعزع أمن عدد من دول المنطقة التي تنتمي إليها وتشتري ولاءها، كما في العراق ولبنان واليمن وغيرها، تزج بآلاف من مقاتليها في ساحات أخرى، كما يحدث في سوريا علانية، فضلاً عن تهديدها لأمن الخليج عبر بعض الشيعة الذين تحاول طوال الوقت استمالتهم وشراء وطنيتهم لحساب الولاء للولي الفقيه في إيران.
هذا الحضور، وفق مراقبين، هو ما يجعل أية أنباء مرتبطة بإيران ذات علاقة بأمن المنطقة تتصدر نقاشات الناس والنشطاء، ويحيل إلى حالة من الاستفزاز، ويستعيد من التاريخ أهم محطات العلاقات العربية الإيرانية، التي جهدت إيران أن تجعل منها علاقة ليس للتفاؤل فيها نصيب.
- موقع مدينة الفاو العراقية على الخريطة (نستخدم خرائط جوجل التفاعلية، يمكنك تكبير أو تصغير الخريطة)