رئيس الجمهورية في جلسة محدودة لـ (الزمان): أزمة كردستان نحو الحل خلال أسابيع
رئيس الجمهورية في جلسة محدودة لـ (الزمان): أزمة كردستان نحو الحل خلال أسابيع
بغداد – احمد عبد المجيد - كشف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم عن جهود حثيثة يبذلها لجمع زعماء الكتل السياسية الى مائدة حوار تتناول مجمل الملفات العالقة والتحديات التي تحول دون المضي قدما بعمليات الإصلاح.
وقال في جلسة محدودة مع رؤساء تحرير عدد من الصحف بينها (الزمان) الجمعة (ان الخطوات التي تمت في اطار الإصلاحات تنطوي على إيجابيات ولكن يجب ان تقترن بحل المشاكل. وقد بدأنا اجتماعات ثلاثية وثنائية لبحث المواضيع التي تعوق تنفيذ المطالب التي يدعو اليها المواطنون). وتمنى معصوم ان تكلل جهوده في هذا الشأن، بالنجاح بالرغم مما تلمسه الحاضرون من احتمالية عدم الوصول الى نتائج حاسمة.
واكد معصوم في الجلسة التي تحولت الى نوع من التقليد الذي تسعى مؤسسة الرئاسة الى تكريسه في العلاقة بينها وبين وسائل الاعلام، عدم وجود نواب له بعد تصويت البرلمان على الغاء مناصب نواب الرئيس، مشيرا الى ان نوابه الثلاثة يمتلكون حق الطعن بقرار البرلمان لدى المحكمة الاتحادية.
وقال معصوم أيضا انه يدرس وضع خطط واقعية لتنشيط القطاعات غير النفطية لتعظيم موارد البلاد، فضلا عن وضع استراتيجيات تخص جميع القطاعات، بما فيها العسكري والأمني، بالاستفادة من تجارب دول صديقة. مشيرا الى وجود استعداد دولي للمساعدة في هذا الجانب. واعترف معصوم الذي بدأ الجلسة باستعراض الامور التي يمكن احاطة الصحافة بها والتعرف على نبض الشارع من خلال رؤى رؤساء التحرير بان (العراق يواجه مأزقا بعد هجمات تنظيم داعش) مؤكدا (حاجة القوات المسلحة الى دعم في بعض المجالات ووجود هواجس او حساسيات إزاء قوات الحشد الشعبي). وأضاف ان (وضع العراق الراهن لا يحتمل حدوث فراغ حكومي نتيجة التجارب التي مررنا بها عند محاولة تشكيل الحكومات السابقة وسقف المطالب لدى بعض الكتل مما يؤخر تشكيلها).
وحث معصوم الكتلة البرلمانية الأكبر على تسوية خلافاتها وتمتين علاقاتها بما يجعل مسارات معالجة الازمات سلسة. وقال ان (المسائل الطائفية اخترقت صميم العملية السياسية نتيجة عوامل ذاتية وموضوعية من بينها طبيعة بناء العملية السياسية والإصرار على تسمية المكونات وبروز الصراعات السياسية بسبب ضعف التمثيل السني في البرلمان منذ تشكيل الحكومة المؤقتة التي رأسها الدكتور اياد علاوي).
وشدد معصوم على القول (ان اغلب المشاكل كانت تأتي من الخلافات داخل الكتلة الأكبر ثم تنعكس على بقية الكتل الأخرى). وضرب معصوم مثلا بقيام (المسؤولين العراقيين بعرض مشاكل وهموم كتلهم امام قادة بعض الدول التي يزورونها بدلا من تمثيل بلدهم). وقال ان (رئيس الوزراء حيدر العبادي امضى نحو سنة من ولايته دون ان يحقق شيئا نتيجة تزامن وجود حكومته مع حدوث هبوط حاد في أسعار النفط وتفاقم الصراع بين القوى السياسية، لكنه واجه ضغط الحراك الشعبي المدعوم من المرجعية الدينية التي قدمت دعما غير محدود ولا مشروط للإصلاحات التي اعلنها). واشترط معصوم ان (تتصف لقاءات زعماء الكتل التي سيشرع بالدعوة اليها بالانضباط السياسي وعدم اثارة انتقادات حادة او اتهامات شخصية). وأضاف ان (الاصلاحات الحكومية خطوة نحو الامام برغم تحفظ فئات عريضة من الشعب على نتائجها، غير انها حققت توازنا فيما يتعلق بتضييق الفوارق الحادة في رواتب الموظفين وإمكانية تحقيق العدالة في سلم رواتب الموظفين الجديد). مشيرا الى (ضرورة حماية الموظفين من محاولات الاستحواذ على المال الحرام والتجاوز على واجبات الوظيفة العامة). وعرضت (الزمان) امام رئيس الجمهورية هواجس الشارع العراقي من الأوضاع المتأزمة في إقليم كردستان، مشيرة الى أهمية الوصول الى تسوية تعيد الآمال نحو نجاح تجربة ديمقراطية وتنموية يحتذى بها، واعلن معصوم عن ان (الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد الوصول الى حل للمشكلة) التي اكد قيامه باتصالات مع جميع الأطراف بشأنها، لكنه لم يخف رغبته بان (يتوصل الفرقاء الى نتائج دون الحاجة الى تدخل من احد)، ورأى معصوم ان جذور (ازمة كردستان الحالية تمتد الى الخلافات السياسية والازمة الاقتصادية)، مشددا على (ان ما يحدث في الإقليم هو انعكاس طبيعي لاوضاع البلاد عامة).
وكان معصوم بمنتهى الجرأة والوضوح عندما تحدث عن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، عازيا ذلك الى المحاصصة والاثار المترتبة على تشكيل الكتل والقوائم على أساس طائفي وقومي والنأي بنفسها عن شيء اسمه المواطنة. وقال ان (جميع الوزراء يتسلمون حقائبهم ويبدأون بتعيين وزج المحسوبين على كتلهم الا الوزراء الاكراد)، واعلن عن ان (عدد الاكراد في مؤسسة الرئاسة لا يتجاوز 50 موظفا). وشدد على القول ان (بقاء عقلية المحاصصة يعني بقاء ورسوخ المشاكل).واتهم معصوم بعض وسائل الاعلام بالخلط في التعبيرات المستخدمة فيما يتعلق بالتحالف الدولي والتنسيق الرباعي وقال (ان الاعلام لم يلتزم بالتعبيرات الحقيقية. فالتنسيق العراقي السوري الإيراني الروسي لا يتجاوز محددات التنسيق الاستخباري فقط وهو ليس اتفاقا ستراتيجيا ولا تحالفا سياسيا بل هو مجرد تنسيق لا ينطوي على عناصر الالتزام او الالزام). وقال (ان التحالف الدولي هو الأساس وليس التنسيق الرباعي)، واستدرك بالقول (ان للعراق خارج التحالف الدولي علاقات ممتازة مع ايران ونشتري من روسيا السلاح ولدينا تجربة ممتدة في الاعتماد على سلاحها تعود الى الحقبة الجمهورية الأولى كما ان كثيراً من ضباط الجيش تلقوا تدريبهم في المعاهد العسكرية الروسية). واكد (نحن لسنا في معرض الدفاع عن نظام بشار الأسد ولسنا مطالبين بذلك. القضية الأساسية ان داعش اجتاح مدنا عراقية ويحتاج الى تبادل معلومات مع الدول).
واكد معصوم استمرار دوره في تنظيم مؤتمر دولي بشأن اعمار المدن المحررة من داعش. وأشار الى وضع آليات تنفيذ الفكرة التي طرحها في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي بمصر واقترح قيام الأمم المتحدة برعاية صندوق الداعمين ورأى أهمية وجود لجنة لمراقبة اموال المتبرعين من اجل مزيد من الشفافية والحفاظ على حركة صرف الأموال.