الإعلان عن قيادة للتظاهرات في العراق ونشطاء يتعرضون لاعتداءات جديدة
الإعلان عن قيادة للتظاهرات في العراق ونشطاء يتعرضون لاعتداءات جديدة
بغداد ـ «القدس العربي»: اُعلن في بغداد عن انتخاب قيادة للتظاهرت الاحتجاجية التي تعم العراق منذ الـ31 من تموز/يوليو الماضي، فيما حذرت قيادات الحراك الشعبي من «التسويف ومماطلة في تنفيذها « وسط تعرض بعض النشطاء إلى اعتداءات. وأكد الناشطون في بيان لهم خلال مؤتمر صحافي عقد في مركز التظاهرات، في ساحة التحرير وسط بغداد انه «تلبية للأصوات التي تعالت مطالبة نشطاء ساحة التحرير» بإفراز إدارة منهم تتولى تنظيم الاحتجاجات وتمثيل المحتجين وتتحدث باسمهم، فقد اجتمعت نخبة تمثل شريحة واسعة من المجاميع المعروفة بنشاطها الدؤوب منذ تظاهرات شباط (فبراير) عام 2011 وإلى الآن، إضافة إلى مثقفين وممثلين عن منظمات مدنية، وتوصلوا إلى اختيار إدارة يعلن عن أسماء شخوصها لاحقا». وانتقد البيان «مرور 6 أسابيع على انطلاق التظاهرات الاحتجاجية السلمية في بغداد والمحافظات من دون استجابة حقيقية لمطالب المتظاهرين المشروعة في إصلاح النظام ومحاسبة الفاسدين وتقديم الخدمات». واضاف البيان انهم «مستمرون حتى تحقيق مطالبهم المشروعة». وتابع البيان أنه «مع انطلاق الاحتجاجات قدم رئيسا مجلسي الوزراء حيدر العبادي والنواب سليم الجبوري ورقتين إصلاحيتين قبل شهر من الآن، جرى التصويت عليهما في البرلمان، ورغم أنهما لم ترتقيا إلى مستوى المطالب الشعبية الواضحة، إلا أنه جرى الترحيب بهما، وعُدتا خطوة أولية يمكن التأسيس عليها لإصلاحات جذرية وشاملة «غير أننا تلمسنا للأسف مع انقضاء مدة الشهر المحددة في الورقتين الإصلاحيتين؛ محاولات للتسويف والمماطلة بشأن تنفيذ الإجراءات الواردة فيهما ومساعي للالتفاف على المطالب من قبل القوى السياسية المتنفذة ومجلسي الوزراء والنواب « ومؤكدين على « انتهاء المدة الزمنية المحددة للحكومة والبرلمان لتنفيذ الإصلاحات». وشدد المحتجون على وقوفهم الحازم «في وجه هذه المحاولات والمساعي التي تتحرك بالضد من إرادة أبناء شعبنا التي هي إرادتنا، بالأشكال الاحتجاجية السلمية التي نراها مناسبة وتنسجم مع روح الدستور». واكدوا من خلال البيان إصرارهم على مطلب المسير في طريق الإصلاح حتى النهاية، وضرورة البدء بإصلاح السلطة القضائية «لأن أي عملية إصلاح لا تبدأ منها، ستكون بمثابة تكريس للفساد وتعميق لجذوره». كما ثمّن البيان موقف المرجع الديني الأعلى في النجف السيد علي السيستاني « المساند لمطالبنا العادلة، وهي تختار الدولة المدنية وتتسامى عن كل الولاءات والانتماءات لمصلحة الانتماء إلى الوطن في حربها ضد الفساد». وأكد الناشطون في بيانهم على « أنهم مستمرون بالتظاهرات والحراك والاحتجاج السلمي إلى حين تحقيق كامل مطالبنا المعلنة».
وفي السياق اعلنت تنظيمات وأحزاب وميليشيات شيعية الانسحاب من التظاهرات وإيقاف مشاركاتها فيها بذريعة وجود تأثيرات خارجية عليها. و طلبت كتائب حزب الله من أتباعها تعليق التظاهر حتى إشعار آخر. وقال المتحدث العسكري لكتائب حزب الله جعفر الحسيني في بيان صحافي « إننا كنا أعلنا من قبل «عن دخول السفارة الأمريكية وبعض السفارات الأخرى على ساحات التظاهر». وأضاف أن جهات عديدة تحاول حرف التظاهرات بما يتناسب وأجنداتها الخاصة، والتي تريد إيصال العراق إلى حالة التقسيم والفوضى». كما اعلن المتحدث باسم الهيئة التنظيمية للحشد المدني خضير اللامي خلال مؤتمر صحافي في بغداد مساء الخميس أن بعض قادة التظاهرات يتلقون دعما ماليا من جهات خارجية، ومصرّون على عدم الاتفاق على مطالب محددة وعلى رفع شعارات مسيئة إلى الإسلام. ومن جهة أخرى، تعرض عدد من نشطاء التظاهرات إلى اعتداءات متنوعة. ففي البصرة جنوب العراق، تعرض منزل الدكتور حيدر عبد الأمير أحد منسقي تظاهرات المحافظة إلى اعتداء بقنبلة صوتية. وذكر عبد الأمير من العاصمة بغداد ان انفجار القنبلة لم يسفر عن أي إصابات بشرية سوى تهشيم لبعض زجاج منزله الواقع في حي الكفاءات وسط المحافظة، دون معرفة الجهة الفاعلة. كما تعرض الشيخ عزيز الحلفي، من نشطاء التظاهرات في البصرة، إلى محاولة اغتيال أصيب على إثرها بجروح خطيرة. وتعرض الناشطان أحمد النجم وأحمد التميمي، إلى محاولة اغتيال بمسدسات كاتمة للصوت في البصرة من مسلحين يستقلون سيارة مسرعة ولكنهما نجيا من المحاولة بسلام. وفي الناصرية، قُتل الناشط المدني (حيدر غالب الربيعي) العراقي الأصل والاسترالي الجنسية، من قبل مسلحين مجهولين، حيث عثرت الشرطة على جثته وهو مقيد وعليها آثار إطلاقات نارية في مناطق مختلفة من الجسم. ويعد المجني عليه حيدر الربيعي، أحد الناشطين في مجال التظاهرات المطلبية وقد كانت له مشاركات عديدة في التظاهرات الأخيرة التي انطلقت في ساحة الحبوبي وسط الناصرية. وحظيت المطالب المشروعة للتظاهرات الشعبية التي عمت المدن العراقية منذ 31 تموز الماضي بدعم واسع من العراقيين والمرجعية الدينية، وأصدر بسببها رئيس الوزراء حيدر العبادي سلسلة قرارات اصلاحية ،ويأتي الإعلان عن قيادة للتظاهرات ليشكل خطوة متقدمة في تفعيل أكبر للتظاهرات وتنظيم صفوفها، رغم أن بعض القوى السياسية المتنفذة شككت بدوافع تلك التظاهرات لأنها تتعارض مع مصالحها الخاصة.