كلمة السيد أسامة عبد العزيز النجيفي الأمين العام لحزب متحدون في المؤتمر الثاني العام للحزب يوم السبت ٢٤ حزيران ٢٠٢٣
كلمة السيد أسامة عبد العزيز النجيفي الأمين العام لحزب متحدون في المؤتمر الثاني العام للحزب يوم السبت ٢٤ حزيران ٢٠٢٣
كلمة السيد أسامة عبد العزيز النجيفي الأمين العام لحزب متحدون في المؤتمر الثاني العام للحزب يوم السبت ٢٤ حزيران ٢٠٢٣
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
أَيّها الضُّيوفُ الْكِرَام
أَيُّهَا المناضِلُونَ فِي صُفُوفِ حِزْبِ لِلْعِرَاق متحدون
أخواتي ، إخْوَانِي
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
أَقِفُ الْيَوْمَ إِمَامَكُم لأحييكم فِي مؤتمرِكم الَّذِي يَنْعَقِدُ فِي ظُرُوفٍ دَقِيقَةٍ تَسْتَدْعِي مِنَّا جَمِيعًا الْمُرَاجَعَةَ وَالْوُقُوفَ عَلَى مَوَاطِنِ الْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ وُصُولًا إلَى رَسْمِ مَلامِح الستراتيجية الْمُقْبِلَة .
لَقَد وَلَد حزبُكم فِي ظَرْفٍ كَانَ يَنْبَغِي لِلصِّدْقِ وَالْإِخْلَاصِ وَالْوَلَاءِ لِلْوَطَن أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَمَا شَهِدْنَا الْعَقْدَ وَالْأَمْرَاضَ والطعناتِ الَّتِي وَجَّهْت للهويةِ الوَطَنِيَّةِ بَعْد الاحْتِلاَل وَمَا أَعْقَبَهُ مِنْ تَدْمِيرٍ لِلدَّوْلَةِ وَلَيْس لِلنِّظامِ فَحَسْب .
عَمِلْنَا وَعَمِلَ قَادَهُ حزبِكم كُلُّ مِنْ مَوْقِعِه عَلَى خِدْمَةِ الْمُوَاطِنِين ، وَمُحَارَبَةِ كُلِّ إِشْكَالِ الْفَسَادِ وَقَوَّى اللادولة وَالسّلَاحِ المنفلت ، والتغولِ ، وَالنَّزَعَاتِ الطَّائِفيّةِ البغيضة ، والاعتداءِ عَلَى هَوِيِّه وثقافةِ مواطنينا ، وتعرفون جَيِّدًا حَجْمَ مَا تَمَّ تَحْقِيقُه سَوَاءٌ فِي مدينتِكم الباسلةِ الَّتِي نتشرفُ بِعَقْدِ مؤتمرِنا فِيهَا أَوْ عَلَى مُسْتَوَى الوَطَن .
كَان همُنا أَن ننتصرَ لأهلِنا ، ونواجه الاِعْتِقالَ ، وَالْإِخْفَاءَ الْقَسْرِيّ والتهجير ، وندافع عَن المعتقلين الأبرياء الَّذِين مَا زَالُوا يرزحون خَلْفَ القُضْبَان .
هَل حَقَّقْنَا كُلَ ذَلِكَ ؟
أِنَّنَا بَذَلْنَا كُلَ مَا نَسْتَطِيعُ ، وَلَم نَبْخَلْ يَوْمًا بِجَهْدٍ أَوْ مَالٍ لِنُسْمَع الْعَالَمَ أَجْمَع مُعَانَاةِ مواطنينا ، لَكِن النَّتَائِجَ فَإِنَّنَا لَا نَدَّعِي اسْتِطَاعَتِنَا بالتحكمِ فِيهَا ذَلِكَ أَنَّهَا مُرْتَهَنَةٌ بِشَكْلٍ مَا بِإِرَادَةِ وَطَنِيَّةٍ جَامِعَةٍ وَلَيْسَت إرَادَةَ مُنْفَرِدَة .
أَيُّهَا المؤتمرون الْكِرَام
تُدْرِكُون جَيِّدًا مَشَاكِلَ الْعَمَلِيَّةِ السِّيَاسِيَّةِ وأزماتِها ، والانسدادات الَّتِي تعاني مِنْهَا ، وتعرفون خَرِيطَةَ الْفَسَادِ الَّذِي اِسْتَشْرَى ، وتشهدون حَجْمَ تَغَوُّلِ الميليشيات وَالسّلَاحِ المنفلتِ الَّذِي أَصْبَحَ يُهَدِّد كِيانَ الدَّوْلَةِ فَضْلًا عَنْ تَهْدِيدِه لِحَيَاةِ الْمَوَاطِن وَمُسْتَقْبَلِه
مَا زَالَتْ المحاصصةُ تَفْعَلُ فِعْلَهَا فِي الاسْتِحْوَاذِ عَلَى النُّفُوذِ وَالْقُوَّةِ وَالْمَالِ الْعَامّ ، بَلْ إنْ الْفَسَادَ والاطماعَ اسْتَطَاعَ أَنْ يُفَتَّتَ الْمُكَوِّنَاتِ إلَى أَحْزَابٍ متصارعةٍ غَابَت الْمِثْلُ وَالْقَيِّمُ الْعُلْيَا وَرَوْحُ الْمُوَاطَنَةِ عَن أَهْدافِها ، لنشهدَ أسَالِيبَ مبتكرةً فِي الابتزازِ والزبائنيةِ وَطَعَنِ مرتكزاتِ الدَّوْلَةِ وَالْإِمْعَانِ فِي الْخَرَابِ ، كُلُّ ذَلِكَ يَسْتَوْجِبُ اسْتِمْرَارَ وُجُودِ الحِزْب وتنشيطِ عَمَلِه كَيْ لَا يَغِيبُ صَوْتُ الْحَقِ وَصَوْتُ الْمُوَاجَهَةِ ، وَلِكَي يَبْقَى صوتُكم نَقِيًّا هادرا يُلاَمِسُ الْقُلُوبَ وَالضَّمَائِر مَهْمَا بَغَى الْبَاغُون .
آيَتِهَا الأَخَوَاتُ
أَيُّهَا الْإِخْوَة
الطَّرِيقُ إِمَامَكُمَ لَيْس مَفْرُوشًا بالرياحين ، ذَلِكَ أَنَّ مَظَالِمَ مواطنيكم تَعْمَلُ كَمَا يَعْمَلُ المخرزُ فِي الْجَسَدِ الْحَيّ .
فَلَا بُدَيْلَ عَنْ هَوِيِّةِ الْعِرَاقِ الْعَرَبِيَّة
وَلَا بُدَيْلَ عَنْ الْعَدَالَةِ وَالْحُكْمِ الرَّشِيد
وَلَا بُدَيْلَ عَنْ هَوِيِّةِ الوَطَنِيَّةِ الْجَامِعَةِ
وَلَا بُدَيْلٍ عَنْ الْكَرَامَةِ وَالْمُسْتَقْبَلِ الْمَضْمُون
وَلَا بُدَيْلَ عَنْ التَّوازُنِ والشراكةِ الْحَقِيقِيَّةِ
أَلَيْسَت تِلْك هِي الأَهْدَافُ الَّتِي رُسِمَت تِوجهاتِكم وَعَمَلَكُم ؟
نَحْن لَسْنَا طُلَّابَ مَنَاصِبَ وامتيازاتٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ ، وَعِنْدَمَا نَقُولُ ذَلِكَ ، فَإِنَّ كُلَّ حَرْفٍ مِنْ قَوْلِنَا مَوْثِقُّ بِإِحْدَاثٍ ووعودٍ وَمَوَاقِفَ معلنة لِلْجَمِيع . .
أَيُّهَا الْأَعِزَّاءُ
شِعْبُكُم يَنْتَظِرُكُم
ومواطنيكم طُعِنُوا ، وشِردوا ، وَمَا زَالُوا يُعَانُون ويبحثون عَنْ سُبُلِ الْعَيْشِ وَالْكَرَامَةِ وَالْحُقُوقِ المهدورةِ ، فَلَا يَغُرَّنَّكُم الْكَلَامُ المعسولُ ، وَالوُعُودُ الَّتِي لَا تمتلك مِصْداقِيَّةَ التَّنْفِيذ ، فبرغمِ كُلِ الوعودِ مَا زَالَتْ الْمُوَاطِنُون فِي السَّاحِلِ الْأَيْمَنِ مِنْ مدينتِكم يَتَأَمَّلُون حَجْمَ الدَّمَارِ الَّذِي شَهِدْتُه ويأملون أَنْ تَمْتَدَّ يَدُ الْخَيْرِ وَالْوَاجِبِ لِلإِنْقَاذ .
كُلُّ ذَلِكَ يَسْتَوْجِب أَنْ تَبْقَى الْمَظَالِمُ حَارَّةً صادمةً لَا تُقَلِّلْ مِن وَقْعِهَا مِيَاهُ الوعود .
تِلْك هِي مهمتُكم ، فَاخْتَارُوا لَهَا الأشداءَ الثَّابِتِين عَلَى الْمَبَادِئ ، الْمُتَمَسِّكِين بِالْحَقّ ، المستبسلين فِي الدّفَاعِ عَنْ الْكَرَامَةِ .
وَفِيكُم أَيُّهَا الْأَعِزَّاءُ مِنْ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ مَا نفخرُ بِه ، ونعتز بِعَطَائِه ، ونأملُ مِنْهُ الْخَيْرَ الْكَثِيرْ . .
إِنَّهَا وَاللَّهِ جَوْلَةٌ الْحَقِ كُلِهُ بِوَجْهِ الْبَاطِلِ أَجْمَعِه
وتأكدوا أَن مواطنيكم وبرغمِ كُلِ مَا حَدَثَ مِنْ نَكَبَاتِ ومصائبَ يَأْمَلُون فِيكُم الْخَيْر ، وينتظرون مِنْكُمْ أَنْ تَكُونُوا صَوْتًا لَهُم ، وَدِرْعًا صَامِدا بِوَجْهِ أَعْدَائِهِم ، وَامْلأ يَرَوْنَ فِيهِ الْمُسْتَقْبَل الْكَرِيم .
لَا تترددوا أَبَدًا فِي تَسْمِيَةِ الْخَطَأ خَطَأٌ ، وَالْإِنْجَازِ إنجازا ، وَالْحَقّ حَقًّا ، وَالْبَاطِل بَاطِلًا .
ذَلِكَ أَنَّ شهامتَكم تَأْبَى ذَلِكَ
وتاريخَكم يَسْتَغِيثُ بصفحاتِ أجدادكم النَّاصِعَة المُنيرة ..
أتمنى لمؤتمرِكم النجاحَ والتوفيق ..
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
