​رئيس الجمهورية يدعو الى اصلاح القضاء وحماية الدستور ويدين الاعتداء على المتظاهرين

​رئيس الجمهورية يدعو الى اصلاح القضاء وحماية الدستور ويدين الاعتداء على المتظاهرين

فؤاد معصوم

موقع رئاسة الجمهورية  ... دعا سيادة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليوم الاربعاء 26/8/2015، الى مزيد من اجراءات الإصلاح والمزيد من التعاون بين القوى السياسية في البرلمان مع الحكومة ومع الرئاسات لصالح انجاز برنامج وطني شامل للإصلاح مشددا على ضرورة المزيد من الحريات الديمقراطية “لشعب يستحق الحريات”، كما طالب بتهيئة “كل وسائل النصر لجميع أبطالنا الذين يواجهون بشرف وإباء مجرمي العصر الدواعش”.

وجدد الرئيس معصوم في خطاب متلفز وجهه الى الشعب العراقي اليوم تأييده لمطالب المتظاهرين وتثمينه لدعمها من قبل المرجعية وتعضيده الاجراءات الإصلاحية للحكومة داعيا الحكومة الى عدم الاكتفاء بإجراءات آنية وفوقية أو تقشفية، وطالب السلطة القضائية بإجراء الاصلاحات اللازمة في هيكل القضاء بموجب الدستور.

كما شدد رئيس الجمهورية على أهمية احترام مبادئ الدستور كأساس لأي اصلاحات ولأي اجراءات، مشيرا الى ان الدستور هو الوثيقة الاساسية التي تربط العراقيين ببعضهم وتؤسس علاقات المواطنة والمساواة في الحقوق.

وفيما أشاد بدور القوات الأمنية في حفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم وتأمين أجواء الحرية لهم، عبّر عن شديد الإدانة لاي تصرفات غير مسؤولة ضد المتظاهرين داعيا السلطات الأمنية والقضائية لاتخاذ الاجراءات اللازمة ضد المسيئين.

وفي ما يلي النص الكامل للخطاب:

“بسم الله الرحمن الرحيم

يا أبناء شعبنا العظيم..

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابعنا ونتابع باهتمام بالغ التظاهرات الجماهيرية في بغداد والعديد من المحافظات والتي عبّرت بطريقة ديمقراطية وسلمية وحضارية عن مطالب مشروعة لمكافحة الفساد بمختلف مستوياته، وعن إرادة وطنية بإجراء اصلاحات سياسية وقضائية وادارية وخدمية تساعد في إنهاء المعاناة الانسانية والحياتية وضياع الحقوق التي عاناها شعبنا وتعامل معها بصبر جميل طيلة السنوات الماضية، مقدّرا بذلك الصبر الظرف الأمني والمشكلات التي واجهت العملية السياسية، وهذا ما يوجب علينا جميعا، كقيادات دولة وكقوى سياسية في البرلمان والحكومة والعملية السياسة التعامل بمنتهى الشعور بالمسؤولية والتقدير لصبر الشعب وللمطالب المشروعة التي تبنتها الجماهير في تظاهراتها..

هكذا وقفنا ومنذ البدء مع التظاهرات السلمية المدنية وأيدناها منذ انطلاقها وعضّدنا الاجراءات الإصلاحية للحكومة، وهكذا نعمل بكل طاقتنا وبجميع صلاحياتنا الدستورية وموقعنا السياسي من أجل الحث على مواصلة الإصلاح وإجراء التغييرات والتعديلات المطلوبة في مختلف المناحي التي تتطلب الإصلاح وتساعد في النهوض بالحياة السياسية والأمنية والخدمية والمعيشية والتقدم بها بما يستحقه شعبنا وبما يعبر عن احترام حقوقه وإرادته في دولة ديمقراطية متقدمة.

ان تأييدنا لمطالب المتظاهرين، وتثميننا لدعمها من المرجعية، اقترنا دائما بدعوة الحكومة الى عدم الاكتفاء بإجراءات آنية وفوقية أو تقشفية، مع ضرورة اجراءات التقشف في ظرفنا المالي والاقتصادي الراهن، بل الى تبني استراتيجية شاملة للإصلاحات وفي الحرب على الفساد بموازاة استراتيجية واثقة للقضاء على عصابات داعش الارهابية في كل مكان. ونحن ندعم ونساند أيَّ برنامج او جهد تضعه الحكومة يهدف الى تحقيق مطالب الشعب بالإصلاحات، كما نحن عازمون على تفعيل كل الطاقات وتأمين الدعم الدولي من اجل تطوير الاقتصاد الوطني وتنويع موارده وانهاء طابعه الريعي المعتمد على واردات الثروة النفطية وحدها دون اغفال ضرورة تطويرها الى ابعد الحدود.

كما أننا نؤكد ونؤازر دورا مطلوباً من مجلس النواب، كجهة تشريعية ورقابية، يمكنه من الاسهام في تحقيق الاصلاح وتهيئة القاعدة القانونية اللازمة لعملية الاصلاح حيثما اقتضت الضرورة ذلك.

ويقابل هذا دورٌ آخر مطلوب من السلطة القضائية لإجراء الاصلاحات اللازمة ولتفعيل عمل القضاء بشكل جاد في التحقيق بقضايا الفساد إضافة الى قضايا الارهاب وسرعة الحسم بما يحترم القانون ويحقق العدل، كما نأمل تحقيق الاصلاحات في هيكل القضاء بموجب الدستور وبموجب القوانين المشرع منها والتي تنتظر التشريع.

يا أبناء شعبنا العظيم..

في هذا الظرف وحيث تتباين التصورات والاجتهادات والدعوات فإننا من موقعنا وبموجب مسؤوليتنا الدستورية نؤكد وبكل إخلاص على أهمية احترام مبادئ الدستور كأساس لأي اصلاحات ولأي اجراءات.. نتفق على ضرورة تعديل الدستور ولكن يجب أن لا نختلف في قيمة وأهمية وثيقته التي استفتي عليها الشعب.

الدستور هو الوثيقة الاساسية التي تربط العراقيين ببعضهم وتؤسس علاقات المواطنة والمساواة في الحقوق. إذا سمحنا بتجاوز هذه الوثيقة الشرعية فإننا نكون قد وضعنا كل شيء في مهب ريح الاجتهادات وفرض الارادات، وكل هذا لا سمح الله، يهدد كيان الدولة والمجتمع وينذر بما هو أخطر وأشد وبالاً.

لقد خرج العراقيون في تظاهراتهم بموجب الدستور، وحميت التظاهرات بموجب الدستور، وهذا ما يضعنا أمام مسؤولية مضاعفة من أجل حماية الدستور والتمسك به وتهيئة أسباب تعديله بالسياق القانوني الشرعي وليس بتجاوزه ولا بإيقاف العمل به..

وفيما أشيد بإكبار وتقدير بكل المظاهر الحضارية الواعية التي عبر بها المتظاهرون عن أقصى درجات الشعور بالوطنية وبالحس الواعي لخطورة المرحلة، وبما جعل منهم مفخرة لنا جميعا، فإنني أشيد بالدور المهني الكفوء الذي قامت به قواتنا الأمنية في حفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم وتأمين أجواء الحرية لهم، وأعبّر في الوقت نفسه عن شديد الإدانة لبعض التصرفات غير المسؤولة التي تعرضت للجماهير المتظاهرة في بعض المحافظات ولوسائل الاعلام التي كانت تغطي التظاهرات، وأوجه من موقع مسؤوليتي الدستورية كحافظ لتطبيق الدستور وكراعٍ للحريات العامة جميع القوى الأمنية والسلطة التنفيذية والقضائية لاتخاذ الاجراءات اللازمة ضد المسيئين وردعهم عن تكرار الاعتداء والإساءة للصورة المشرقة التي تكرست لدى العالم عن الصلة بين المتظاهرين والسلطة في العراق.

مزيداً من الإصلاح..

مزيدا من التعاون بين القوى السياسية في البرلمان مع الحكومة ومع الرئاسات لصالح انجاز برنامج وطني شامل للإصلاح. مزيداً من الحريات الديمقراطية لشعب يستحق الحريات. مزيدا من تهيئة كل وسائل النصر لجميع أبطالنا الذين يواجهون بشرف وإباء مجرمي العصر الدواعش. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

فؤاد معصوم  ,   اصلاح القضاء  ,   المتظاهرين  ,