المصلحة الوطنية في دوامة اجنبية ...أثيل النجيفي
المصلحة الوطنية في دوامة اجنبية ...أثيل النجيفي
لا مجال للمحبة والكره والانتقام في علاقات الدول الناجحة وحين يغلق الشعب على نفسه دائرة الحقد ويعيش في دوامة الانفعال وضعف الوعي فانه يمنح خصومه فرصة التلاعب بمقدراته واغفال مصالحه . ومع ان الاحتلال الامريكي أكل لحم العراق والنفوذ الايراني دق عظمه الا آن للعراق مصالح اكبر من عداء هذا والتغاضي عن نفوذه بين النخب والأحزاب السياسية او رفض ذاك وعدم الاكتراث بقدرته على التحكم باقتصاد العالم فكيف بالعراق المثقل بالديون والالتزامات والحاجة إلى الدعم الدولي.
ومن هنا تبدأ مهمة السياسي الحريص على مصلحة شعبه ومهارته في استبدال مؤسسات الثورة الايرانية المتغلغلة في العراق والمخالفة للقوانين والأعراف الدولية وعلى رأسها مؤسسات الحرس الثوري بمؤسسات الدولة الايرانية التي يمكن تطويعها ضمن التعامل الدولي وإخضاع علاقتها للقوانين العراقية . وان يفتح كذلك الباب للتنافس الاقتصادي والاستثماري في العراق للبلاد العربية وتركيا ليخلق حالة توازن مفقودة .
ان مستقبل العراق مرهون بقدرته على بناء شراكات ومنظومات اقتصادية تتجاوز الهيمنة المنفردة فقد تغلبت حاجة الفرد على شعارات السياسة .
اما أولئك الذين يظنون بان الصراع الامريكي الايراني سيمنحهم فرصة الانتقام من ايران باليد الأمريكية فانهم لا يدركون شيئا عن السياسة الأمريكية ولا يعرفون عمق الدولة الايرانية ولا يهتمون بهشاشة الوضع العراقي واستعداده للفوضى والانهيار .
وسواء أكان الاحتلال الامريكي او النفوذ الإيراني هو السبب في تردي الوضع العراقي أم ان الأسباب سبقت الاحتلال فان كيل الاتهامات ولعن المسبب لن يغير شيئا من واقعنا المؤلم فقد اصبح الفساد والصراعات الداخلية وتغلغل الإرهاب وانتشار التطرف وضعف منظومة الدولة هي المخاطر الحقيقية التي نواجهها وجميعها في داخلنا ولم تعد بحاجة لتدخل خارجي ولا لرعاية اجنبية.
ان حاجة العراق للاستقرار يفرض عليه عدم الاندفاع وراء اي من الأطراف والتعويل على وعودهم . وسيسعد من مسك العصا من وسطها في صراع لا يتعدى دوره ان يكون فيه اداة التنفيذ .
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.