بغداد توافق على عمليات أميركية خاصة ضد “داعش”
بغداد توافق على عمليات أميركية خاصة ضد “داعش”
العربي الجديد ... تؤكد مصادر حكومية عراقية لـ"العربي الجديد" منح رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الضوء الأخضر للأميركيين بتنفيذ عمليات خاصة داخل العراق، تستهدف قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على غرار عملية استهداف القيادي في التنظيم، أبو سياف، في ريف دير الزور، في سورية، منتصف مايو/أيار الماضي، التي أسفرت عن مقتله ومصادرة وثائق مهمة تتعلق بالتنظيم، فضلاً عن اعتقال زوجته نسرين أسعد إبراهيم وامرأة أخرى.
وأبلغ وزير عراقي رفيع المستوى في حكومة العبادي، "العربي الجديد"، أنّ الأخير منح وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد في يوليو/تموز الماضي، الضوء الأخضر لتنفيذ تلك العمليات بعد طلب قدّمه الأخير للعبادي خلال الزيارة.
ويشير الوزير إلى أنّ "قوات أميركية خاصة ستتولى مهمة تنفيذ عمليات إنزال خاطفة، في عمق الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم لتصفية زعمائه وقادته الذين يديرون المعارك وأمور التنظيم المالية والعسكرية وحتى الفكرية. وستطاول العمليات أيضاً قادة من الصفوف الخلفية للتنظيم، الذين لهم أهمية كبيرة داخل الهيكل العام"، مؤكداً أنّ "المعلومات المتوفرة حول العمليّة، ستكون مشابهة لعملية أبو سياف في سورية".
ويبيّن الوزير أنّ "أي قوة إضافية لم تصل إلى العراق حتى الآن، من المتوقع أن تكون القوة التي ستنفذ تلك العمليات، إلّا أنّ الاتفاق بات نافذاً وقد نشهد قريباً عمليات خاصة أميركية على الأرض من ذلك الطراز، وليس شرطاً أن تنطلق من العراق"، مضيفاً أنّ "واشنطن، على ما يبدو، لديها معلومات عن عدد أولئك القياديين وتريدهم أحياء لفك لغز التنظيم". ويعتبر الوزير أنّ "تلك العمليات قد تغيّر الكثير من مجريات اللعبة في العراق، كما ستشكل عامل ضغط نفسياً على التنظيم الذي سيكون عليه الاستعداد حتى في معاقله الأكثر أماناً".
في السياق ذاته، يؤكّد عقيد في الجيش العراقي ضمن قاعدة بلد الجوية، شمال بغداد، أنّ هناك قوة تعرف باسم "دلتا" في العراق، وقد تكون هي المعنية بتنفيذ العمليات الخاصة التي وافق عليها العبادي أخيراً، مبيّناً أنّ هذه القوة لديها ثلاثة مترجمين عراقيين يتنقّلون معها بين الأنبار وبغداد وأربيل". وينتقد العقيد الحكومة العراقية التي "لا تعلم عدد الأميركيين الموجودين على أراضيها حالياً وتكتفي بالعدد الذي يقدمه الأميركيون لها بين الحين والآخر".
ويوضح العقيد (طلب عدم ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد" أنّ "الأميركيين يستبدلون قواتهم وينقلون آخرين في إجازة خارج العراق ويأتون بآخرين عبر الكويت، ولا يتم أخذ إذن السلطات العراقية بالدخول أو الخروج من الأجواء العراقية"، مشيراً إلى أنّ طائراتهم العسكرية تهبط وتقلع في خمس مطارات، هي بغداد وبلد والحبانية والقادسية وأربيل". ويعيد العقيد السبب في عدم معرفة ذلك إلى أنّهم لا يملكون "رادارات لرصد حركات الطائرات سوى تلك التي يشرف عليها الأميركيون منذ مدة".
ويضيف أنّ الحكومة العراقية "لا تعلم عدد الجنود الأميركيين في العراق اليوم، بل تقول إنّ هناك 3700 شخص بين مستشار وخبير وجندي وفرق صيانة وأعضاء غرف المراقبة الخاصة بالطائرات"، مؤكّداً أنّ "العدد في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير ونشاطهم إلى ازدياد". ويتابع العقيد، وهو أحد العاملين في الجناح الهندسي في القاعدة الجوية، أنّ "مسألة السيادة لدى الحكومة باتت تستخدم عند الحاجة فقط ولأغراض إعلامية، وبلادنا مقسّمة النفوذ حالياً بين طهران وواشنطن، ولا سبيل للعراقيين سوى المشاهدة".
يُذكر أنّ واشنطن سلّمت، يوم الخميس، أرملة أبو سياف، المعروفة بـ"أم سياف"، إلى وزارة الداخلية في إقليم كردستان، بحسب ما جاء في بيان وزارة الدفاع الأميركية. وكان البيت الأبيض قد أعلن في مايو/أيار الماضي، بعد مقتل زوجها، أنّه اعتقلها بهدف استجوابها.