اختراق حكومي ومليشياوي لتظاهرات العراق يُحبط منظميها
اختراق حكومي ومليشياوي لتظاهرات العراق يُحبط منظميها
بغداد ــ العربي الجديد .. استطاعت حكومة حيدر العبادي وكتلها السياسية والمليشيات المتعاونة معها اختراق صفوف المتظاهرين وزج عناصرها بين صفوفهم لحرف التظاهرات عن مسارها المناهض للفساد والمطالب بالتحقيق في فضيحة النقص في خدمات الكهرباء والماء. كما زجّ رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، أنصاره والمليشيات التابعة له في تلك التظاهرات بمحاولة لتبنيها والتأثير على حكومة العبادي وإسقاطها لتحقيق مكاسب شخصية.
وسط هذا التنازع الكبير على تبني التظاهرات ومحاولة حرف مسارها، و"تذويب" أهدافها، يعاني المتظاهرون الذين يعيشون أوضاعاً معيشية مزرية، من صعوبة إيصال أصواتهم والتعبير عن أهدافهم الحقيقية التي حشدوا لها، أمس الجمعة، وسط إجراءات حكومية صارمة وإغلاق تام لجميع الطرق التي تؤدي إلى المنطقة الخضراء في بغداد.
وأثار وجود المئات من العناصر الحكومية والحزبية والمليشياوية في صفوف المتظاهرين استياءً واسعاً في ما بينهم. فقد خرج المتظاهرون ضد هؤلاء، فوجودهم ضمن صفوفهم، يهتفون بشعارات ضد الفساد والمفسدين، أربك التظاهرات ودفع بالمئات من التيار المدني المستقل إلى الانسحاب من التظاهرات. في غضون ذلك، أغلقت القوات الأمنية جميع مداخل ومخارج المنطقة الخضراء في بغداد، التي تضم المقرات الحكومية ومكاتب المسؤولين. كما منعت القوات الدخول والخروج من المنطقة الخضراء خوفاً من غضب المتظاهرين. فيما انتشرت القوات الأمنية في أغلب مناطق بغداد، وخصوصاً في محيط المنطقة الخضراء. فيما حذّرت وزارة الداخلية المتظاهرين من "حمل الأسلحة والآلات الجارحة والعصي داخل المنطقة المحددة للتظاهر".
ويقول أحد منظمي التظاهرات، المنتمي إلى التيار المدني، عامر سلمان، لـ"العربي الجديد"، إنّنا "فوجئنا بوجود مئات من رؤوس الفساد في الحكومة والمليشيات المنضوية ضمن الحكومة، والمليشيات المناوئة لها الذين دخلوا التظاهرات ورفعوا الشعارات وتبنوا التظاهرات وكأنّهم هم المحتجون"، مشيراً إلى أنّ "هذا الإجراء المدروس من قبل الحكومة بدّد معنويات المتظاهرين الذين كانوا يحاولون إيصال أصواتهم، والقيام بتغيير حقيقي يخدم المواطن العراقي". ويشير سلمان إلى أنّ "همّة المتظاهرين فترت، وشعروا بإحباط كبير بسبب إضاعة الهدف الحقيقي للتظاهرات وخروجها عن مسارها، وإن المتظاهرين الحقيقيين يتساءلون اليوم ضدّ من يتظاهرون طالما أنّ الفاسدين بين صفوفهم؟".
ويرجّح أنّ "يكون مصير التظاهرات في حكومة العبادي كحالها في حكومة المالكي، عندما أتى بمتظاهرين مرتشين رفعوا شعارات تدافع عنه وعن حكومته مقابل مبالغ مالية من خزينة الدولة. كما وفّر لهم المالكي الإجراءات الأمنية والحماية اللازمة، مقابل قمع التظاهرات الحقيقية والتمكّن من فض التظاهرات الحقيقية"، موضحاً أنّ "العراق بلد تحكمه الأحزاب المتسلّطة والمستبدّة، التي تقمع أصوات الشعب المطالبة بحقوقها". من جهته، يعبّر النائب عن ائتلاف الوطنية، حامد المطلك، عن أمله بأن "تحقق التظاهرات أهدافها وتحقق التغيير المنشود". ويقول المطلك لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق اليوم يعاني من مشروع يستهدف جميع العراقيين ويطمر حقوقهم، وهناك استهداف واضح لجميع العراقيين وتجاوز لحقوقهم من خلال التهميش والإقصاء وإلغاء بعض القوانين التي يحتاجها العراقيون"، مؤكداً أنّ "الحكومة بُنيت على خطأ ويجب أن لا يستمر الخطأ". ويعرب المطلك عن أمله بأن "تكون هناك إرادة حقيقية لدى المتظاهرين بتحقيق مشروعهم وهدفهم الحقيقي وتغيير كافة مؤسسات الدولة وحتى البرلمان الذي لا يستطيع إحداث أي تغيير"، معبّراً عن رغبته بأنّ "تفضي التظاهرات إلى حكومة إنقاذ والتخلّص من الطائفية السياسية".