مراقبون: الحشد الشعبي يسعى لانتزاع السلطة في العراق
مراقبون: الحشد الشعبي يسعى لانتزاع السلطة في العراق
بغداد - الخليج أونلاين .. لا شك أن العراق بعد أحداث العاشر من يونيو/ حزيران 2014 ودخول تنظيم "الدولة" واحتلاله مساحات واسعة من العراق، وما أعقب ذلك من أحداث ميدانية وصراعات سياسية، يعيش أسوأ مراحله، كما لا يخفى على أحد الدور الكبير للمليشيات التي أطلقت الحكومة العراقية عنانها، والمتمثلة بقوات الحشد التي زادت من شدة الصراع والتوتر الطائفي في العراق خاصة والمنطقة العربية عامة.
وأصبحت مليشيا الحشد الشعبي بعد سيطرة تنظيم "الدولة" القوة الضاربة والأساسية، إلى جانب القوات الأمنية في حربها ضد التنظيم؛ لما تمتلكه وما تتمتع به من نفوذ داخل الحكومة العراقية ووسط الشارع العراقي؛ ما دفع عدداً من القادة في الحشد الشعبي ومسؤولين في الحكومة العراقية إلى التلويح بنية الحشد القيام بإصلاحات داخل مجلس النواب العراقي لمن أسموهم بالفاسدين.
وقال مسؤول في الحكومة العراقية، طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، إن بعض قادة الحشد وبعد سيطرتهم على وزارات ومؤسسات حكومية في الدولة، كوزارة الدفاع والداخلية، وتسليحهم بأحدث الأسلحة المتطورة، أصبحت طموحاتهم تلوح في الأفق للحصول على مناصب سيادية في الحكومة العراقية.
ولم يستبعد المسؤول مساعي قادتهم إلى إحداث تغيير في العملية السياسية، من خلال تغيير بعض الشخصيات في الحكومة العراقية، حتى وإن كان رئيس الوزراء نفسه، خصوصاً عقب تغلغل الحشد وسط وزارة الدفاع وبعد تمكنه من استعادة السيطرة على بعض المناطق من سيطرة تنظيم "الدولة".
وأضاف: أن "بعض المليشيات تجاوزت الحدود العسكرية والسياسية وبكل وقاحة وجرأة، وأخذوا يحاولون فرض مواقفهم على التوجهات السياسية والأمنية، فضلاً عن نيتهم تشكيل ذراع سياسي للمشاركة في الانتخابات القادمة".
وتابع أن الزخم السياسي الذي تلقاه العبادي عندما اختير رئيساً للوزراء في أيلول/ سبتمبر الماضي من الأطراف السياسية والكتل النيابية، بدأ يضمحل ويتلاشى شيئاً فشيئاً نتيجة التناقضات التي تتحكم في المشهد السياسي؛ بسبب المؤامرات التي تحاك من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، على حد تعبيره.
يشار إلى أن مليشيا عصائب أهل الحق، التي تملك مقعداً واحداً في مجلس النواب، تبنت مؤخراً حملة لتغيير النظام النيابي الحالي إلى نظام رئاسي، معتبرة إياه الحل في تحسين الوضع الحالي، وقال أمينها العام: "إننا كلنا ثقة بأن العراقيين على قدر كبير من الشجاعة؛ لأن أبناءهم اليوم يقاتلون أعتى قوى الإرهاب".
من جهته قال النائب عن التحالف الوطني، علي البديري، في تصريح صحفي له، إن قادة الحشد الشعبي أعطوا وعوداً بتغيير مسار العملية السياسية بعد انتهاء المعركة ضد تنظيم "الدولة"، مشيراً إلى أن "الحرب ضد المفسدين في الحكومة العراقية الذين عاثوا في البلاد فساداً، أكثر خطورة من الحرب ضد داعش".
وأضاف أن الشعب العراقي، وخاصة أهالي ضحايا الحشد الشعبي، ينتظرون ثورة أو حرباً ضد المفسدين، سواء في الحكومات المحلية أو الحكومة المركزية.
من جانبه قال المحلل السياسي جاسم الخالدي، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، إن ازدياد نفوذ الحشد الشعبي في الآونة الأخيرة يشير إلى أنه تجاوز دوره الذي تأسس لأجله، وهو محاربة تنظيم "الدولة"، محذراً من تدخله وتلاعبه في العملية السياسية.
وأضاف: "لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي لعبه الحشد في وقف زحف تنظيم داعش صوب العاصمة بغداد، وتحريره عدداً من المناطق والقرى في ديالى وصلاح الدين، كما لا يمكن نكران أنه أصبح منظومة عسكرية قوية، مستقبله سيكون مشابهاً للثوري الإيراني ومليشيا حزب الله في لبنان".
يذكر أن نحو 72 مليشيا شيعية بدأت تتحرك بعد أحداث العاشر من يونيو/ حزيران من العام الماضي، وسيطرة تنظيم "الدولة" على ما يقارب 40% من مساحة العراق، أبرزها مليشيا عصائب أهل الحق وسرايا السلام والنجباء وحزب الله ومنظمة بدر وكتائب الإمام علي وكتائب أسد الله واليوم الموعود ومليشيات أخرى.