السطو على 28 قصراً في العراق بـ20 مليار دولار
السطو على 28 قصراً في العراق بـ20 مليار دولار
بغداد ــ العربي الجديد... في الوقت الذي يعاني فيها العراقيون من أزمة اقتصادية خانقة، تحولت قصور بغداد بقبابها الذهبية وأبوابها العالية، بشكل تدريجي إلى منازل لسياسيين ومسؤولين حكوميين يقيمون فيها مع عوائلهم، بعد أن استولوا عليها بالتحايل على القانون وامتلاكها دون وجه حق، على الرغم من أن بعض تلك القصور خاصة المطلة على نهر دجلة موغل بالقدم وتعد أثرية، حسب محللين. ومن بين 32 قصراً في بغداد، استخدمت الحكومة العراقية 4 قصور فقط للصالح العام، أما البقية فباتت تحت سيطرة سياسيين يقيمون فيها مع عوائلهم بدون وجه حق، قام بعضهم بنقل ملكيتها من أملاك ديوان الرئاسة إلى اسمه الشخصي بتحايل وفساد من القضاء العراقي ومن الحكومة، وأبرز هذه القصور الرحاب والثريا والسجود والسلام والجمهوري والمنصور والقدس وبغداد والنصر والفاو ودجلة والعرب والسندباد. وإزاء كل ذلك تتجمد أعين سكان بغداد الأصليين؛ وهم ينظرون على قصور عاصمتهم وقد صارت بيد من يصفهم المواطن عمر فتحي، البالغ من العمر 52 عاماً بالدخلاء العملاء الذين خانوا العراق مرتين بجلبهم الاحتلال الأميركي ثم الاحتلال الإيراني، على حد وصفه. ويكشف مسؤول حكومي عراقي رفيع لـ "العربي الجديد" عن تفاصيل سرقة في وضح النهار لتلك القصور ومنازل مواطنين مسلمين ومسيحيين، تركوا بغداد خوفاً من الاحتلال والبطش بهم. ويضيف المسؤول العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه "على غرار منازل العراقيين المسيحيين ووزراء عراقيين إبان النظام السابق؛ والتي تمت مصادرتها من قبل الأحزاب الدينية الحاكمة بالعراق الحالية، فإن تلك القصور باتت في حوزة مالكيها الجدد". ويتابع المسؤول، إن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي عاش بكوخ استولى على قصرين، في حين استغل الرئيس العراقي الحالي فؤاد معصوم، أحد هذه القصور ليعيش به هو وأسرته، كما تم منح قصر لأفراد حمايته وضيوفه.
كما أشار المسؤول إلى تخصيص قصر إلى كل من وزير الخارجية الحالي، إبراهيم الجعفري، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عمار الحكيم، ونائبي رئيس الجمهورية ، ووزير الداخلية السابق بيان صولاغ. واستولى نائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي على أجمل قصور بغداد وأثمنها؛ وهو قصر السندباد المطل على نهر دجلة وتبلغ مساحته 7 آلاف متر مربع داخل المنطقة الخضراء، ويضم أكثر من 60 غرفة وصالة كبرى للاحتفالات والاستقبال بثماني قباب كبيرة ومسابح بغدادية واسعة ولوحات فنية باهظة الثمن. وكشفت مواقع إخبارية عراقية الخميس الماضي، نقلا عن مصادر بأمانة مجلس الوزراء العراقي أن نائب رئيس الحكومة بهاء الأعرجي قام بترميم وتأثيث قصر السندباد في المنطقة الخضراء وسط بغداد بنحو 17 مليون دولار أنفقها من المال العام، بعد تمكنه من الحصول على موافقات خاصة لتحويل القصر إلى سكن شخصي له ولعائلته، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة مالية كبيرة.