الملك عبدالله الثاني: تربطنا علاقات تاريخية بعشائر العراق وسوريا ولا مطامع للأردن في البلدين
الملك عبدالله الثاني: تربطنا علاقات تاريخية بعشائر العراق وسوريا ولا مطامع للأردن في البلدين
نفى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن تكون للمملكة الهاشمية أية طموحات في العراق وسوريا، كما أكد على العلاقات القوية والمتينة مع دول الخليج، نافياً بشدّة وجود مشاكل معها.
واستغرب الملك عبدالله الله الثاني سوء فهم تصريحات سابقة له حول ضرورة دعم العشائر في المناطق الحدودية مع سوريا والعراق، وأكد الملك عبدالله الثاني أن للأردن علاقات تاريخية معهم، ومثلما وقفوا مع الأردن، فهو عليه واجب أن يقف معهم”.
وفي حديث مكاشف وشفاف وغير مسبوق، خلال لقائه ،مساء الخميس ،وجهاء العقبة وممثلي الفعاليات الشعبية فيها، أشار العاهل الهاشمي إلى التعقيدات التي يقوم بها بعض الموظفين في المؤسسات الحكومية امام المستثمرين الاجانب الذين يأتون بمشاريع تشغل الاردنيين.
وأوضح أن البعض يعرقل ويعارض بعض القوانين من أجل كسب الشعبية والظهور أمام الكاميرات، ما يصعب الامور في وجه القطاع الخاص والمستثمرين، وبالتالي تضيع الفرص والمواطن يدفع الثمن، كما حث المسؤولين على الجرأة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسهيل الاستثمارات وجذبها.
مكانة العقبة والجنوب
وأكد الملك عبدالله الثاني مكانة العقبة في المملكة، وعلى أهمية مشاركة أبنائها وجهودهم في عملية التطوير والتحديث التي تشهدها المدينة.
وشدد على أن الجنوب يعد مفتاحاً لتطوير الاقتصاد الوطني، ورغم التحديات التي تحيط بالأردن، إلا أن الوضع الاقتصادي، خصوصاً الفقر والبطالة، يبقى الأهم بالنسبة لكل الأردنيين.
وفي هذا الإطار، قال العاهل الأردني إن التركيز على العقبة سيسهم في حل الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، معرباً عن تفاؤله بإستراتيجية منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي اطلع عليها جلالته أمس.
وأضاف أن “هناك برنامجا لتطوير الاستثمارات في العقبة، والهدف بالنهاية هو التعامل مع مشكلتي الفقر والبطالة، وكيفية تحسين أوضاع أهل المدينة وخارجها، ونسعى لتطوير مشاريع مع محافظات الجنوب”.
تنفيذ مشاريع
ووجه العاهل الهاشمي المعنيين في الديوان الملكي لتنفيذ عدد من المشروعات التي تسهم في رفع سوية التعليم والتدريب المهني والنهوض بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في العقبة.
وقال “إن العديد من المستثمرين في العالم يرغبون في الإستثمار في المملكة، وهذا يتطلب تحسين الإجراءات الحكومية في التعامل مع المستثمرين، إلى جانب تجاوز التحديات الموجودة في بيئة القطاع الخاص”.
وحث الاردنيين على مساعدة مجلس النواب والحكومة لتطوير اسلوب التعامل مع المستثمرين، “وإذا ما أردنا محاربة الفقر والبطالة وخلق فرص عمل، فيجب تسهيل وتبسيط الإجراءات الحكومية المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية، لا أن يتم تعطيلها عند كل صغيرة وكبيرة”.
ولفت العاهل الأردني إلى تحسن الوضع الاقتصادي في المملكة بشكل كبير منذ نهاية العام الماضي وحتى افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت قبل ثلاثة أشهر، لكن أمامنا الكثير لانجازه في المستقبل.
وأعاد الملك لتأكيد على ثقته الكبيرة والعالية بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي وبالأجهزة الأمنية، في الدفاع عن الوطن وحماية حدوده، خصوصًا الشمالية والشرقية منها.
المشاريع الإصلاحية
وفي ما يخص المشاريع الإصلاحية والتنموية، قال الملك عبدالله الثاني “نتحدث عن اللامركزية وقانون الاحزاب وسيكون هناك قريبًا جدًا قانون الانتخاب، وأنا مستغرب ربط البعض لموضوع دعم العشائر في سوريا والعراق، بمشروع اللامركزية في الأردن، على أساس أن هناك طموحات أردنية في سوريا والعراق، وهو كلام لا وجود له”.
وأضاف في هذا الصدد، “أعتقد أن هناك من هم غير مرتاحين من اللامركزية، ما يتطلب من الحكومة أن توضح للمواطنين فكرة المشروع، وان تبين بشكل أكبر ايجابياته وسلبياته”.
ملتزم بالإصلاح
وقال “أنا مع الإصلاح السياسي، وملتزم بالاصلاح السياسي، وأن اللامركزية تعني أن تكون القدرة بإيديكم حتى تقرروا مستقبلكم، وهذا هدفي، وكيف نربط اللامركزية بقانوني البلديات والاحزاب ونطور قانون الانتخاب حتى يكون مناسبًا للمستقبل”.
وقال العاهل الهاشمي إن “الهدف من اللامركزية، والذي طرح منذ عشر سنوات في إطار تطوير الإصلاح السياسي الذي بدأناه قبل الربيع العربي، هو إعطاء القوة لصوت المواطنين في المحافظات للمشاركة باتخاذ القرارات”.
وأشار إلى وجود هجوم معاكس على مشروع اللامركزية، قائلاً “إذا ما ربطنا اللامركزية مع قانون الأحزاب وقانون الانتخاب، وكان التركيز على تقوية صوت المواطن في المحافظات، فإن عدد النواب سيكون أقل”.
ودعا إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وقال “من الضروري أن نفكر بمصلحة الوطن، فالمصالح الشخصية هي جزء من المشكلة، فأردت أن أوضح الأمور وإذا ما حدث تشويش بهذا الخصوص، فأنا اطلب من الجميع باستمرار ان نفكر لمصلحة الوطن وليس لمصلحة الأشخاص”.
العلاقات العربية
وحول علاقات الأردن مع الدول العربية، قال العاهل الأردني “علاقتنا مع الدول العربية الشقيقة ممتازة، لكن أسمع أن البعض يتحدث عن وجود مشكلة مع دول الخليج، وهذا الكلام غير صحيح، فنحن لدينا علاقة قوية متينة مع أخواننا هناك”.
وأضاف “في ما يتعلق بالأوضاع في سوريا، نحن مع حل سياسي للأزمة، وبخصوص الاتفاق النووي مع ايران سيكون له تأثير على المنطقة، لكن بالنسبة إلينا لا أرى أنه سيكون له تأثير سلبي”.
القدس خط أحمر
وعبر العاهل الأردني عن رفض الأردن للاعتداءات الاسرائيلية في القدس، وقال “القدس بالنسبة لنا خط أحمر، وما حدث أخيرا هو أمر مرفوض بالنسبة لنا ولا نقبل به”، لافتاً إلى أن المملكة تجري اتصالاتها مع عدد من الدول الفاعلة في العالم واسرائيل بهذا الخصوص، لكنّ هناك جهات تحاول دومًا اثارة الاشتبكات في القدس″.
وفي الختام، أوضح الملك عبدالله الثاني أن الاردن، وقبل عدة اشهر، اتخذ مجموعة من الإجراءات مع الحكومة الاسرائيلية، حيث تمت إعادة السفير الأردني في اسرائيل، بينما شهدت ليلة القدر في المسجد الأقصى مشاركة 350 الف مصلٍ، بفضل الجهود الأردنية، وهو أمر لم يحدث منذ 60 عامًا.
عمان –عراق برس-31تموز/يوليو