التعذيب في السجون العراقية يدفع المعتقلين السنة للتشيع
التعذيب في السجون العراقية يدفع المعتقلين السنة للتشيع
الخليج اونلاين ...بالرغم من محاولات الحكومة العراقية التأكيد على أن المعتقلين في السجون العراقية يعيشون ظروفاً جيدة، أسوة بسجون الدول الأخرى، إلا إن شهادات محامين وذوي بعض المعتقلين في سجن الناصرية (جنوبي العراق) تروي قصصاً مروعة عن التعذيب، والسياسات الغريبة التي تطبق بحقهم.
فبعد تعرض السجناء إلى أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي، والمعاملة السيئة من قبل إدارة السجن، والتهديد بين فترة وأخرى بقطع رؤوسهم ونعتهم بعبارات طائفية، فضلاً عن سوء التغذية وعدم تعرضهم للشمس، التي تعد من حقوق السجين في العهود والمواثيق الدولية، لجأت بعض الجهات المسؤولة عن السجن إلى استخدام سياسة الترغيب والترهيب؛ لإرضاخ المعتقلين إلى مبتغاهم، وفق ما قاله الحقوقي نذير الزيدي.
وأضاف الزيدي المطلع على أوضاع المعتقلين عن قرب والمتابع لقضايا عدد من المعتقلين لـ"الخليج أونلاين": إن "بعض المعتقلين من المكون السني في سجون الحكومة العراقية، خصوصاً سجن الناصرية، بدؤوا يتأثرون بدعوات التشيع من خلال سياسة الترغيب والترهيب، التي انتهجها بعض رجال الدين الشيعة المعممين الموالين لإيران؛ مستغلين نفوذهم وسط الأحزاب في الحكومة العراقية".
وتابع أن "عشرات المعتقلين ونتيجة لتعرضهم لشتى أنواع التعذيب، وعلى أمل الإفراج عنهم وافقوا على الانضمام إلى المذهب الشيعي وترك مذهبهم؛ مقابل معاملتهم معاملة طيبة وتفضيلهم عن باقي المعتقلين والسماح لذويهم بمقابلتهم أسبوعياً، فضلاً عن المغريات المادية والوعود بمنحهم وظائف داخل مؤسسات الدولة".
أم فراس وهي واحدة من بين آلاف أمهات المعتقلين، كانت تعاني كثيراً بعد اعتقال ولدها الأكبر من قبل القوات الأمنية قبل ثلاث سنوات، لكنها تقول إن الحال تغيراً مؤخراً.
وبينت في حديثها لـ"الخليج أونلاين" أنها تلقت اتصالاً هاتفياً من ابنها المعتقل في سجن الناصرية، قبل أيام يطلب فيها إحضار أولاده لرؤيتهم، بعد أن حرم منهم منذ ما يزيد على عام، مشيرة إلى أن اللهجة والطريقة التي حدثها بها كانت تختلف تماماً عن الاتصالات السابقة، إذ لم تلاحظ الخوف والإرباك والاستعجال خلال حديثه معها.
وأضافت أنه وبعد أول زيارة أجرتها لمقابلة ابنها داخل السجن، "تفاجأت بطريقة الاستقبال والترحيب من قبل المشرفين على السجن، على غير العادة التي كانوا يستقبلوننا فيها، فضلاً عن نظافة المكان ومنحنا وقت واسع للحديث".
وتابعت أم فراس حديثها: "ولدي كان على غير عادته، حيث جلس يحدثني وهو يتلفت يميناً ويساراً، وأخبرني أن المحاضرات التي يتلقونها عقائدية تتعلق بالأئمة الاثنى عشر المعصومين لدى الشيعة وظهور المهدي".
ولفتت إلى إن "ابنها وافق على التشيع من شدة التعذيب، وبسبب الكم الهائل من التوجيهات الدينية التي تدعوهم للتشيع، فيما يصل عدد المحاضرات إلى 8 في الأسبوع الواحد، وجميعها تصب في تحويل المعتقلين المذهب الشيعي إلى شيعة".
من جانبه قال محمد الحسني، شقيق أحد المعتقلين: إن "شقيقه في سجون الحكومة أبلغهم أنه تشيع؛ مقابل إيقاف التعذيب المختلف الصنوف الذي يتعرض له معتمداً على مبدأ التقية".
والتقية هي اتخاذ المسلم الحيطة والحذر اللازم من أي خطر محتمل، كما جاء في الآية الكريمة {إلا أن تتقوا منهم تقاة}، وهذا المبدأ يسمح للمسلم أن يجتنب قول الحقيقة أمام غير المؤمن بها.
وأضاف: إن "بعض المعتقلين السنة في السجون العراقية تم غسل أدمغتهم دينياً وفكرياً؛ للزج بهم في ساحات القتال في الحرب ضد تنظيم داعش مقابل إطلاق سراحهم".