كارتر حث بغداد على اعتماد الخطة الأميركية لحسم معركة الأنبار
كارتر حث بغداد على اعتماد الخطة الأميركية لحسم معركة الأنبار
في ثاني زيارة مفاجئة غير معلنة يقوم بها قائد عسكري أميركي إلى العراق في أقل من أسبوع، حث وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بغداد على اعتماد الخطة الاميركية في حسم معركة الانبار التي شهدت تلكؤ في بعض عملياتها .
وزار كارتر العاصمة العراقية على رأس وفد مؤلف من 21 قائداً عسكرياً ميدانياً بينهم ضباط كبار سبق لهم الخدمة في البلاد إبان الاحتلال الأميركي للعراق، أبرزهم الجنرال جون آدم الذي تولى قيادة المعارك في الأنبار بين العامين 2005 و2007.
الزيارة سبقها قبل أيام وصول رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي ولقائه برئيس الحكومة حيدر العبادي وقادة عسكريين فضلاً عن الجنود والمستشارين الأميركيين العاملين في قاعدة المحمودية، جنوبي بغداد.
ويقول مصدر رفيع في وزارة الدفاع العراقية ، إنّ “كارتر وصل إلى بغداد من مدينة جدة السعودية، لكن ضباطاً آخرين هبطوا في الوقت نفسه مع وصول طائرته لبغداد على متن طائرة عسكرية أخرى قادمين من كاليفورنيا، وانضموا إلى الوزير الأميركي، وهم بغالبيتهم ضباط سبق لهم الخدمة في العراق بينهم جون آدم”.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، أنّ “كارتر التقى نظيره العراقي خالد العبيدي والمسؤولين الأمنيين في العراق، إضافة إلى اجتماع منفصل مع الخبراء العسكريين الأميركيين لم يحضره أي مسؤول عراقي، أعقبه اجتماع مع رئيس الحكومة حيدر العبادي لم تُعرف تفاصيله بالضبط كونه كان ثنائياً”، كاشفاً أن “الاجتماع مع العبيدي شهد مطالبة من الأخير لواشنطن برفع وتيرة غاراتها العسكرية والبقاء على مقربة من القوات العراقية الموجودة على الأرض لتدارك الموقف في الفلوجة”.
ولفت إلى أن “كارتر اعتبر إهمال العراقيين لخطة الفلوجة بشكل خاص، والأنبار عامة، وعدم الالتزام بمراحل الهجوم واستبعاد العشائر السنّية التي أوصت واشنطن بإشراكها في الهجوم، كلها عوامل سبّبت خسائر للقوات العراقية “.
وأضاف المصدر أنّ “الاجتماع بين العبيدي وكارتر خرج باتفاق ينتظر موافقة العبادي عليه وهو إعادة العمل بالخطة السابقة التي وضعها الأميركيون وتم إهمالها من قِبل العراقيين بضغوط قيادات الحشد الشعبي، إضافة إلى زيادة التنسيق والتعاون لحسم معركة الأنبار”.
وزار وفد من شيوخ وزعماء العشائر والقبائل السنّية المنطقة الخضراء وعقد اجتماعاً مع كارتر وهو ما أزعج مسؤولين عراقيين كانوا موجودين داخل المنطقة.
ويرى عضو تحالف القوى العراقية محمد العبيدي، أنّ “التعاون مع الأميركيين في الحرب ضد داعش أمر مهم، خصوصاً أنّ القوات العراقيّة حتى الآن غير مؤهلة”، لافتاً إلى أنّ “الحكومة العراقية اعتمدت على الطرف الإيراني في خططها العسكرية وهو أمر ثبت فشله لأنّه ركز على الثأر والانتقام”. على حد تعبيره
وأضاف أنّ “أهالي الأنبار بشكل عام يرحبون بالتعاون الأميركي، ويرفضون بشكل قاطع أيّ تدخل إيراني لما لذلك من أبعاد طائفية على المحافظة وعلى البلاد بشكل عام”.
من جهته، قال الخبير الأمني فراس العيثاوي، إنّ “العراق أعاد تجربة تكريت في الأنبار”، لافتاً إلى أنّ “الطرف العراقي يُقدِم دائماً على معارك ليس مستعداً لها، ومن ثم يُجبَر على وقفها ويستعين بالأميركيين لتدارك الموقف، لكن بعد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدّات”.
وأشار إلى أنّ “العراق يعيش اليوم حالة تخبّط عسكري كبيرة، تسبّبت بخسائر للقوات العراقية”، معتبراً أنّه “في حال بقي الاستبداد في الرأي والتخطيط من قبل مسؤولين مليشياويين غير أكفاء فإنّ العراق سيخسر محافظات أخرى تضاف إلى نينوى والأنبار”، مشيرا إلى أن “واشنطن ستدعم القوات العراقية ما سيؤدي إلى إخراج داعش من بعض مناطق الأنبار، وكذلك إخراج الحكومة من المأزق المحرج الذي وقعت به في المحافظة، لكن مع ذلك فإن واشنطن لن تقضي على وجود داعش في الأنبار، وبالتالي فسيبقى التنظيم يسيطر على العديد من المناطق كما في صلاح الدين ويضرب هنا وهناك ويكبّد العراق خسائر كبيرة”.
ورأى العيثاوي أنّ “الحكومة العراقية لم تستطع حتى الآن أن تدرك أنّ القضاء على داعش يحتاج إلى قوات بريّة أجنبية، كما يحتاج إلى ضم أبناء العشائر وتسليحهم ومسك الأرض من قبلهم”.
بغداد-عراق برس-25تموز/يوليو