طهران وواشنطن.. محاولات “سرية” للتقارب
طهران وواشنطن.. محاولات “سرية” للتقارب
كشفت مترجمة سابقة لأربعة رؤساء إيرانيين، عن محاولات "سرية" للتقارب بين طهران وواشنطن على مدار العقود الأخيرة، رغم ما يبدو من توتر على سطح العلاقات بين البلدين. وقالت المترجمة بنفشه كينوش في مقال كتبته لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية، إن الرؤساء الإيرانيين كانت لهم اتصالات سرية مع الإدارة الأميركية لإقامة علاقات بشكل أو بآخر مع واشنطن، بخلاف الخطاب المعادي للولايات المتحدة الذي يتم تصديره إلى الداخل. ومنذ أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران عام 1979، التي استمرت 444 يوما، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، وبدَءَا التحدث خلف أبواب مغلقة لحل الأزمة.
وأدت محادثات بين الولايات المتحدة وإيران في الجزائر عام 1981 إلى اتفاق على إنشاء محكمة لفض النزاعات في هولندا، وهو ما رأته إيران بابا لتخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة، رغم أن التسوية كلفت الإيرانيين مبالغ ضخمة، حسب كينوش.
وتضيف المترجمة المخضرمة، أن الرئيس الإيراني ما بين عامي 1989 و1997 علي أكبر رفسنجاني، كانت له اتصالات سرية مع الولايات المتحدة لشراء أسلحة أثناء الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988، حينما كان قائما بأعمال قائد الجيش. وبعد حرب الخليج الثانية في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1991، قال رفسنجاني في مؤتمر مع خبراء أمنيين أجانب بطهران، إن إيران "يمكن أن تقبل بوجود قوات عسكرية أميركية في الخليج"، رغم أنها كانت تبدي رفضها التام لذلك في العلن. وعندما زار الرئيس الأسبق محمد خاتمي نيويورك عام 1997 عقب توليه رئاسة البلاد، حاول التقرب من الإدارة الأميركية بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة وإيران لهما جذور من المعتقدات الدينية، حسب المترجمة. وجاء خليفة خاتمي، محمود أحمدي نجاد، الذي أمسك بالقرآن والإنجيل في مقر الأمانة العام للأمم المتحدة في سبتمبر 2010، في إشارة إلى التراث الديني المشترك بين الولايات المتحدة وبلاده، كما استخدم لهجة أقل حدة تجاه إسرائيل بعد دخول باراك أوباما البيت الأبيض. وأشارت كينوش إلى أن خاتمي وأحمدي نجاد قدما طلبات لزيارة موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك، في ذكرى هجوم القاعدة الذي وقع عام 2001، لكن طلبيهما رفضا، كما أن أحمدي نجاد دعا أوباما بـ"معالي الرئيس"، خلال كلمة أمام الأمم المتحدة. وأضافت أنه عندما تولى حسن روحاني رئاسة إيران عام 2013، طلب التحدث إلى أوباما هاتفيا وترتيب مقابلة معه، وفي ذلك الوقت تم قبول المحادثة الهاتفية بينما رفضت المقابلة، مشيرة إلى أن أحد مساعدي روحاني طلب منها معرفة ما إذا كان هناك مسلمون في الطاقم المساعد لأوباما. ولروحاني تاريخ من محاولات التقارب مع الولايات المتحدة عندما كان يتولى المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني مع الغرب، إذ أبدى رغبته في التوصل إلى تسوية عندما طلب من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية آنذاك محمد البرادعي، الاتصال بالإدارة الأميركية لإيصال تلك الرغبة.
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
الولايات المتحدة , ايران , علاقات دبلوماسية , أميركا وإيران , حسن روحاني , باراك اوباما ,